بالرغم من انفجار الوضع بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على نطاق واسع، او بما يمكن تسميته بالحرب الحقيقية، ان كان بتوسعة نطاق القصف الجوي الإسرائيلي او بالزيادة الملحوظة في المواقع والأهداف المستهدفة من جهة، وسقوط مئات الشهداء والجرحى، وتهجير الالاف من ابناء الجنوب او بكثافة القصف الصاروخي لحزب الله على المستوطنات والعمق الإسرائيلي، مايزال الحديث عن الحل الديبلوماسي ممكنا، وهو ما عبر عنه الرئيس الاميركي جو بايدن بالأمس والعديد من المسؤولين الاميركيين، كما مندوب إسرائيل بالامم المتحدة ايضا، في حين لم يصدر اي موقف عن حزب الله بهذا الخصوص بعد، باستثناء ما اعلنه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله منذ ايام، بتاكيده على استمرار الحزب باتباع نهج مشاغلة القوات الإسرائيلية والتضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، اي ربط مصير المواجهة العسكرية الدائرة بين الحزب وإسرائيل جنوبا، مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ما يعني باختصار،ربط مصير جبهة الجنوب اللبناني مع مصير حرب غزّة.
ما هو الحل الديبلوماسي الذي يقال انه بالامكان اعتماده لحل مشكلة الحرب الدائرة جنوبا بين الحزب وإسرائيل؟.
تشير مصادر ديبلوماسية إلى ان صيغة الحل الديبلوماسي التي توصل اليها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين خلال وساطته بين الحزب وإسرائيل في الاشهر السابقة لتوسع المواجهة العسكريةالدائرة بين الطرفين، ماتزال ممكنة، بالرغم من وجود بعض النقاط المختلف عليها حتى اليوم، في حين يعتبر البعض ان هذه المسودة، كانت تصلح للحل جنوبا، قبل توسع المواجهات على الشكل الحاصل اليوم، الأمر الذي بات يطرح، العمل على وضع مسودة معدلة جديدة، تاخذ بعين الاعتبار التبدلات الحاصلة جراء المواجهات الجارية، في حين يعتبر اخرون انه لا جدوى من المتغيرات، لانها طفيفة وليست اساسية لإضاعة مزيد من الوقت عليها من دون أي جدوى.
وتشير المصادر إلى ان الاتجاه السائد اليوم هو للابقاء على مسودة هوكشتاين، لتكون الاساس للحل المطلوب، مع ابقاء الباب مفتوحا، لمناقشة اي تعديلات او افكار جديدة تطرح تسريع الحل وليس لعرقلته، وفي حين تبقى العقدة الاساس هي الفصل بين الحل جنوبا وحرب غزّة، وهذا يتطلب هامشا أوسع للحكومة اللبنانية للتحرك واتخاذ القرار المطلوب، وهو الامر الذي يستوجب تدخلا اميركيا رفيع المستوى، أعلى من هوكشتاين نفسه، مع الطرفين معا، لتجاوز الخلافات المطروحة، وممارسة الضغوط للتوصل الى الحل الديبلوماسي المنشود، وهذا لم يحصل بعد، في انتظار مزيد المشاورات والاتصالات، ما يعني ان المواجهة العسكرية الدائرة حاليا بين حزب الله وإسرائيل، ستاخذ مزيدا من الوقت، وقد يكون أكثر من المتوقع.