الى بيروت وصل الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بعد تردد، منهيا ساعات قضاها في “تل ابيب” لم تكن على مستوى طموحاته. والى الدوحة وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية وليام بيرنز، لينضم الى زميليه القطري والمصري، في انتظار وصول نظيرهما “الاسرائيلي” للمشاركة في اجتماع الخميس، الذي كثرت التكهنات حول مصيره ونتائجه، في ظل ضبابية موقف حماس بين المعلن والمخفي. اما وزير الخارجية انطوني بلينكن، الذي علق زيارته الى “اسرائيل”، مقررا ان يكون فيها اثناء الرد الايراني، اكتفى بان ينوب عنه في جولته الشرق اوسطية كبير مستشاري البيت الابيض ماكغريغور.
مصادر مواكبة لزيارة هوكشتاين، اشارت الى انه لم يكن مرتاحا للقاءاته “الاسرائيلية”، حيث لمس اصرارا على ان “تل ابيب” لن تسكت على اي ضربة قد تتعرض لها، وانها مستعدة للذهاب الى حرب شاملة لقلب المعادلات على الجبهة الشمالية، خصوصا ان جبهة الجنوب قد دخلت عمليا المرحلة الثالثة من الحرب.
ورأت المصادر ان “خارطة الطريق” التي عمل عليها الوسيط الاميركي لاشهر وحازت موافقة الطرفين، باتت معلقة اليوم، حيث يسعى كل من الطرفين الى تعديلها وفقا لتوزنات القوى الجديدة، التي يأمل في ارثائها مع وقف النار، مبدية تخوفها من ضربة “اسرائيلية” استباقية “مؤذية وجدية”، تحدث عنها رئيس الوزراء “الاسرائيلي” اكثر من مرة خلال المباحثات الثنائية.
وتابعت المصادر، ان الوسيط الاميركي وخلال لقائه احد “اصدقائه” ابلغه بضرورة ممارسة الضغوط اللازمة على حزب الله، لحثه على عدم الرد من خارج سياق قواعد الاشتباك لما سيكون لذلك من تداعيات، مبديا اسفه لكون خطة الطوارئ التي اطلع عليها في السراي الحكومي تفتقر الى الواقعية، فهي مبنية على اساس الدعم الدولي للبنان، وهو لن يكون متوافرا هذه المرة، لان التحالف الاميركي – الغربي قرر الوقوف الى جانب “اسرائيل”.
على المقلب الآخر، نقل عن قيادي في الثامن من آذار ان الموفد الاميركي “يحاول بلف لبنان مرة ثانية” مفيضا في التهويل غير المباشر، مصرا على خلق ازمة داخلية بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، من خلال دفعه بشدة نحو ممارسة الضغوط على حارة حريك لثنيها عن الرد، الذي ستتحمل نتائجه التدميرية على لبنان كله، مشيرا الى ان الزيارة لا معنى لها قبيل اجتماع الخميس وما سيسفر عنه، لان موقف لبنان محسوم ومعروف سواء لجهة لجهة تطبيق ال 1701 من وجهة النظر اللبنانية، ام لجهة وحدة الساحتين اللبنانية والفلسطينية وارتباطهما العضوي.
اوساط دبلوماسية في بيروت، اشارت الى ان هوكشتاين لم يحمل شيئا جديدا معه، انما اصراره على التعريج على بيروت كان هدفه ابلاغ من يعنيهم الامر “من الاصدقاء”، ان الامور ذاهبة الى التصعيد والوضع خطر جدا. علما ان السفير الفرنسي هيرفي ماغرو نقل رسالة عاجلة من بلاده مساء امس، عن تحركات وتحضيرات عسكرية غير اعتيادية على طول الجبهة اللبنانية، بدأت تترجم في النهج “الاسرائيلي” الاكثر عنفا تجاه الحزب، مع استخدام طائرات ال اف 35 في الغارات، وكذلك القنابل الخارقة للتحصينات وذات القدرة التدميرية الكبيرة لاول مرة، آملة ان تلقى الرسالتان الاميركية والفرنسية تجاوبا لبنانيا، لتفويت الفرصة على “اسرائيل ” من تحقيق اهدافها.