في آخر زيارة للمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين للمنطقة ولبنان، وبعد العرض الذي قدمه للمسؤولين اللبنانيين، ومن خلالهم الى حزب الله، لانهاء المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على طول الحدوداللبنانية الجنوبية مع إسرائيل،والتوصل الى اتفاق نهائي لاحلال الامن والاستقرار في المنطقة بضمانات اميركية، اعلن في شهر حزيران الماضي ،ان وقف اطلاق النار في غزّة، سيؤدي الى وقف التصعيد العسكري في جنوب لبنان، وهو ما اعتبره المراقبون بمثابة اشارة بتعليق مهمته مؤقتا، بانتظار تحقيق هذا الامر.
واستنادا إلى موقف هوكشتاين هذا، سلَّم المسؤولون اللبنانيون باستحالة تحريك مهمته قبل التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل لوقف اطلاق النار في غزة، لاسيما وانه كان تلقى جواب حزب الله ، الذي يربط إنهاء المشاغلة والاشتباكات الدائرة جنوبا، بوقف النار في غزة، وانتظروا بالحاح المساعي والجهود الديبلوماسية التي تتولاها الولايات المتحدة الأميركية للتوصل الى الاتفاق المذكور، والتي كانت تعرقل باستمرار من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، وما زالت حتى اليوم.
وما هو الامر الذي استجد واستدعى عودة المستشار الرئاسي الاميركي الى إسرائيل ولبنان قبل تحقيق وقف اطلاق النار في غزة؟
لا يمكن تجاهل واقع التصعيد السياسي والتهديد بردود فعل واسعة النطاق، بعد قيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر مؤخرا، والخشية من نشوب حرب اقليمية، ما استدعى عودة سريعة لهوكشتاين إلى المنطقة، لتلافي التأثيرات السلبية المحتملة، لاي ردود عسكرية هدد الحزب القيام بها مرارا ، على المهمة والمساعي التي يقوم بها لانهاء المواجهة العسكرية بين الحزب وإسرائيل جنوبا، وتؤدي إلى تأجيج الاشتباكات وتوسعها، وتطيح بكل ماحققه من تقدم في مهمته، لاحلال الامن والاستقرار، وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
بينما يظهر اللافت في عودة المستشار الرئاسي الاميركي ، الآمال التي تعلقها الادارة الاميركية على نجاح لقاء الدوحة المرتقب غدا، للجنة المكلفة التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، و اتمام صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل، لاسيما بعد الدعوة التي وجهت لايران لارسال ممثلين عنها ، لمواكبة انعقاد اللقاء المذكور ، بشكل غير مباشر ، وفي ظل الضغوط القوية التي تمارسها واشنطن للتوصل الى هذا الاتفاق،بالرغم من كل العراقيل والعقد التي يضعها نتنياهو لافشال مثل هذا اللقاء.
ويبقى الرهان على نجاح مهمة هوكشتاين في لبنان وإسرائيل، لتحقيق تقدم جزئي او كلي، لانهاء المواجهة العسكرية جنوبا، مرتبطاً بما يتوصل اليه اتفاق الدوحة لإنهاء حرب غزّة .