Site icon IMLebanon

جولة هوكشتين في بيروت.. لا اتفاق منجزاً لإنهاء التوتر لكن التواصل مستمر

 

 

ولبنان الرسمي على تأييده الحل الديبلوماسي في الوقت المناسب

 

 

لم تحمل زيارة المبعوث الأميركي إلى بيروت آموس هوكشتين إلى بيروت سوى عنوان واحد لخصه هوكشتين نفسه وهو «السعي إلى حل ديبلوماسي»، للوضع القائم في الجنوب. نأى المسؤول الأميركي بنفسه عن الدخول في تفاصيل تتصل بمقومات الحل الذي يراد العمل عليه وإن كان مفتاحه بالنسبة إلى الطرف المعني أي حزب الله هو وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما يريد العدو الإسرائيلي انسحاب الحزب إلى ما وراء الليطاني. وهذان المطلبان يستدعيان التفاوض بشأنهما أو الاتجاه نحو  نقطة وسطية. ولو كان المسعى الديبلوماسي جاهزا لكان هوكشتين بادر إلى الإعلان عنه كما فعل عندما نقل بشرى الترسيم البحري وكل ما جرى تبادله سلسلة اقتراحات.

يصعب القول أنه لن يقوم حل ما، وفي الوقت عينه لا يبدو واضحا كيفية بلورته من أجل إنهاء التوتر في الجنوب، فهل أن هذه الجهود ستتواصل ام أنها ستفشل،  ويظل الوضع على ما هو عليه ويصبح مفتوحا على سيناريوهات متعددة.

 

بعد اغتيال مسؤول حركة حماس صالح العروري، تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن رد كما أشار إلى إمكانية التفاوض، كان ذلك قبل اغتيال القيادي في الحزب وسام الطويل وغيره من شهداء الحزب.

ليست في الأفق صورة نهائية عما يمكن أن ترسو عليه التطورات وسط قناعة لم تتغير حتى الآن ألا وهي أن الطرفين  يفكران جيدا قبل الاقدام على توسيع رقعة الحرب.

والخشية من هذه الحرب الموسعة دفعت بمسؤولين اجانب من تكرار نغمة الهاجس من الحرب التي ستكون لها انعكاساتها على جميع اللبنانيين.وهذا التحذير تبلَّغه المسؤولون في لبنان ولاسيما من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل.

 

وأمام مشهد رمادي بالنسبة إلى الوضع على الحدود الجنوبية،  هل وضعت زيارة المبعوث الأميركي أساسا معينا للحل،  ام أن المسألة لا تزال بحاجة إلى صولات وجولات، وهل من زيارة اخرى جديدة وقريبة لهوكشتين إلى بيروت ؟.

تجنب المسؤول الأميركي الحديث عن مهلة زمنية للعمل على بلورة الحل الديبلوماسي وفق ما تؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»  وتشير إلى أن اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين لم تخرق المفهوم الرسمي للمحادثات لجهة ما ذكروه بشأن أهمية وقف العدوان الإسرائيلي واحترام  القرارات الدولية والالتزام بها، فيما أن أي قرار بالتصعيد من قبل حزب الله  وإسرائيل  ستكون له عواقبه، ولذلك التهدئة خيار أساسي كي يصار الانتقال إلى خطوة جديدة، كما إن إسرائيل تبحث عن حل ديبلوماسي وفق قول المسؤول الأميركي ، معلنة أن هناك من يستفسر عن سبب زيارته بيروت طالما أن لا شيء  جديدا في جعبته، وإن الرد اللبناني معروف في الأصل، ما يعزز القول أن هوكشتين لا يزال راغبا في التأكد على مواصلة مهمة إنجاز اتفاق أو حل ديبلوماسي، في حين أن الجانب الإسرائيلي يدعو إلى هذا الحل. اما كيفية الوصول إلى هذا الإتفاق، فذاك متروك إلى الوساطة التي يتولاها المبعوث الأميركي.

وتقول هذه المصادر أن أي كلام عن تحديد إنجاز الاتفاق غير دقيق، لكن العملية قائمة، وما من بدائل أخرى والمطلوب وقف الحرب وسقوط الضحايا وتفادي  توسع الاشتباكات والوقائع التصعيدية،ومعلوم أنه بالنسبة إلى المراقبين فلا  يزال  الأمر في حده المضبوط ولا مصلحة للبنان وإسرائيل بتوسيع الحرب، مشيرة إلى أن تصريح هوكشتين المقتضب بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد ان السعي للحل الديبلوماسي متوافق عليه بين المسؤولين اللبنانيين،على أن المعطيات تؤشر إلى أن  هناك ضمانات مطلوبة من الجانب الإسرائيلي وهي وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان قبل العمل على طرح أي ملف ولاسيما ما يتصل بالترسيم البري أو غيره،  علما ان بري يقوم بمهمة التواصل مع حزب الله باعتباره الجانب المعني بالموضوع .

إلى ذلك ، تلفت أوساط مراقبة إلى أن موضوع رد حزب الله على استشهاد مقاتليه يتم على مراحل، وأن جبهة الجنوب قابلة للإشتعال أكثر أو لنوع من التهدئة انطلاقا من المعطيات الميدانية اذ انه لا يمكن توقع ما ستؤول إليه الأمور، إنما حتى الآن العملية العسكرية تتم وفق الرد والرد المضاد، على أن العدو الإسرائيلي يعتمد نهج الاغتيالات وهذا أمر خطير ، مؤكدة أن الاتصالات لإنهاء التوتر في الجنوب قائمة بنسبة كبيرة ولكن كيف سترسو،  فلا اجوبة حتى الساعة، وفي الوقت عينه تكرر القوى المعارضة رفضها جرّ لبنان إلى الحرب والانغماس بها بالتالي هذه هي لغة اللبنانيين وكذلك أهالي الجنوب الذين يرفعون راية الصمود ويصرون على الاستقرار أولا وأخيرا.