Site icon IMLebanon

تفاهم هوكشتاين وتفاصيل إينشتاين

 

 

إذا ما ابصرت «الالتزامات» التي ستعلنها الولايات المتحدة الأميركية وأربعة من حلفائها الأوروبيين، النور خلال أسابيع، معنى ذلك أنّ الهدوء سيعود إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل. هذا ما نشره موقع «آكسيوس» الالكتروني أول من أمس. وهو ما أعاد نشره موقع «العهد» الالكتروني أمس. وللتوضيح، فإنّ الموقع الأول أميركي، أمّا الموقع الثاني فهو تابع لـ»حزب الله».

 

هل تعني مبادرة موقع «الحزب» إلى نشر ما أورده الموقع الأميركي، أنّ الأمور تمضي بيسر إلى غاياتها النهائية؟ وربما قبل بدء رمضان الشهر المقبل؟ هناك الكثير من المعطيات التي ترجّح أن يتكلل بالنجاح العمل الذي بدأه قبل أيام المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. وما أورده «آكسيوس»، هو ثمرة هذا العمل الذي قام به موفد الرئيس الأميركي جو بايدن في إسرائيل. ومن يمعن النظر في الخطوات التي ستتخذ كي يعود الهدوء بين لبنان وإسرائيل، يتبيّن أنّ هناك ما يشبه «ميزان الجوهرجي» قد تولى إعداد هذه الخطوات. ومن أبرز هذه الخطوات هو ابتعاد «حزب الله» عن الحدود بضعة كليومترات. والوصف الذي أعطيَ لهذا الانسحاب هو «التجميد»، بحسب «ميزان» هوكشتاين. وبالتالي، «فلن يضطر «حزب الله» إلى سحب قواته، بل سيلتزم فقط عدم إعادتها إلى المناطق الواقعة على طول الحدود، حيث كانت متمركزة قبل 7 تشرين الأول»، على ما أورد «آكسيوس».

 

لكن، وعلى الرغم من أننا ما زلنا في طور الكلام عما ينتظر جبهة الجنوب، لا بد من لفت الانتباه إلى موقع «العهد» مجدداً. فهو أورد خطوة ابتعاد «الحزب» عن الحدود على النحو الآتي: «التفاهمات سترتكز على مبدأ «تجميد الوضع». فـ»حزب الله» لن يكون ملزماً بسحب قواته من الأماكن التي يتواجد فيها الآن، لكنّه سيتعهد بإعادتها إلى المواقع التي كانت فيها بالقرب من الحدود قبل السابع من أكتوبر».

 

ما هو الفارق بين ما أورده «آكسيوس» وأعاد نشره «العهد»؟ ليس السؤال على طريقة فوازير رمضان. فهو ينطلق من أنّ «العهد» أسقط من نصه المنشور كلمة تقلب المضمون رأساً على عقب. فهو أورد «تجميد الوضع» بالنسبة لقواته، وأردفه بعبارة «لكنّ «الحزب» سيتعهد بإعادتها إلى المواقع التي كانت فيها». فهل أتى هذا عمداً؟ أم أنّ كلمة «عدم» الملازمة أصلاً لعبارة «إعادة قوات «حزب الله» إلى المواقع التي كانت فيها»، قد سقطت سهواً؟

 

حتى تنجلي أسابيع الغموض المقبلة، يستحق هوكشتاين اذا ما نجح في مهمته التالية بعد ترسيم الحدود البحرية المظفّرة، أن يقام له تمثال على الحدود البرية لكونه أنجز «تفاهماً» هو من النوع النادر في زمن العنف الذي أغرق الشرق الأوسط. هل من صلة بين هوكشتاين وبين آلبرت إينشتاين الذي اكتشف نظرية النسبية فغيّر فهم العالم بالنسبة للزمن الذي كان ولا يزال أحجية الفلاسفة؟

 

هناك قرابة مؤكدة بين الرجلين لأسباب شتى معروفة. ومن بينها وهو الجديد هنا: إثبات هوكشتاين أنّ الحدود بين لبنان وإسرائيل ممكنة الوجود من دون «حزب الله». لكن «تفاهم» هوكشتاين فيه من التفاصيل التي تحتاج إلى عقل إينشتاين كي يوضح أسرارها لعشرات الآلاف من اللبنانيين الذين غادروا ديارهم في المناطق الجنوبية الحدودية بعد 7 تشرين الأول الماضي كي يعودوا إليها مجدداً.