IMLebanon

زيارة هوكشتاين… فرصة مُهمّة… ولكن! تفاؤل حذر من استنساخ وقف النار في غزة والسرديّة “الإسرائيليّة”

 

 

غادر المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين بيروت، التي حضر اليها حاملا بشائر وقف اطلاق النار، وتسوية أساسها تطبيق القرار ١٧٠١، ومع ان خلاصة اجتماعات هوكشتاين تناقضت بين الايجابية والغامضة احيانا، بتأكيد هوكشتاين نفسه ان هناك فرصة مهمة، لكن التفاؤل اللبناني يبقى حذرا لأسباب عدة، فالمخاوف ان تكون مهمة المبعوث الاميركي استنساخ لتجربة غزة وفشل مساعي وقف النار لاكثر من مرة، مع ان هناك اختلافا كبيرا بين حرب غزة ولبنان، لكن العامل المشترك بين الحربين هو في المشروع «الاسرائيلي» لتغيير المنطقة والأهداف «الإسرائيلية»، بتحويل الساحتين في لبنان وغزة الى مناطق محروقة وغير صالحة للسكن .

 

توسعة العمل العسكري قبل وصول الموفد الأميركي وبعد مغادرته باستهداف صور، مؤشر سلبي، فالتصعيد قبل الزيارة وبعدها ليس فقط لفرض شروط معينة للتفاوض لاحقا، بقدر ما يكشف كما تقول مصادر سياسية، عن نية عدم الإلتزام إلا وفق الأجندة «الإسرائيلية»، فالسردية المعروفة تعتبر ارض الجنوب ارضا «إسرائيلية» ومنطقة عازلة، ما يعزز احتمال اعتبار مفاوضات وقف النار من ضمن سردية الالهاء وتمرير الوقت.

 

ما صار معروفا أيضا، ان على لبنان و”اسرائيل» فعله بعد الإتفاق هو الإلتزام بالقرار ١٧٠١ بكل مندرجاته، فعلى العدو ان ينسحب من الأراضي المحتلة، وان ينتشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني، بعد تأمين التمويل والدعم اللوجستي للمؤسسة العسكرية وتطبيق القرارات، فحرب ٢٠٢٤ لا تشبه حرب ٢٠٠٦، والمنهجية التي تتبعها «إسرائيل» في اعتداءاتها على الجنوب للسيطرة وخلق منطقة عازلة غير مأهولة.

 

لهذه الأسباب يعتقد كثيرون ان التفاؤل بوصول الإتفاق الى خواتيم ايجابية يسوده الحذر الشديد، فالاتفاق يحتاج الى جولات تفاوضية كثيرة، ولبنان لن يقدم تنازلات في المواضيع السيادية المتعلقة بالحدود البرية والبحرية، ونوايا نتنياهو تدل على المزيد من التصعيد، وتدمير ما امكن من مقومات البلاد وقدرة حزب الله واللبنانيين على الصمود.