Site icon IMLebanon

هل تزيل زيارة هوكشتاين الى بيروت التوتّر الأمني مع «إسرائيل»؟

 

يُتوقع أن تؤدي الإتصالات الداخلية إلى حلحلة على صعيد ما جرى من انتهاك إسرائيلي للمياه الإقليمية، وتعدٍّ غير مسبوق على ثروات لبنان النفطية، وينقل وفق معلومات، بأن الإتصالات التي جرت في الساعات الماضية، ساهمت في تسريع موعد زيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان، وعلم هنا، وبحسب مصادر مواكبة لهذه الأجواء، أن سبب إلغاء الإجتماع الذي كان مقرّراً أمس الأول في وزارة الخارجية عندما استدعى الوزير عبدالله بو حبيب سفراء الدول الخمس الكبرى، وتم إلغاء هذا الإجتماع، إنما مردّه يعود إلى عدم «سَلق» هذه اللقاءات، وإعطاء مساحة واسعة للتشاور بين الدول المعنية بالشأن اللبناني، وتحديداً لمسألة ترسيم الحدود، أي الولايات المتحدة الأميركية، وعلى هذه الخلفية، التقى بو حبيب بالقائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت، إلى أن أثمرت الإتصالات والمساعي إلى تحديد موعد زيارة هوكشتاين الأحد المقبل، وعلى هذا الأساس، فإن التوافق بين الرؤساء الثلاثة كان على ضرورة حصر المسألة بالسلطات الرسمية، وتجنّب إقحام البلد في بازارات سياسية وشعبوية ومزايدات، فيما ثمة تأكيد من المواكبين والمتابعين بأن الوضع الأمني مستتبّ على الحدود الجنوبية خلافاً لما يتم تداوله، ويمكن القول، أن الأسباب والدوافع للتوترات الأمنية والمخاوف من حصول حرب أو تصعيد على الحدود في ظل الإستنفارات التي جرت بعد العدوان الإسرائيلي على المياه الإقليمية اللبنانية قد انتفت، وحيث الديبلوماسية اللبنانية والأميركية ستحسمان الخط 29، وينقل هنا، بأن لقاءً سينعقد في اليومين المقبلين في قصر بعبدا، يضم قائد الجيش أو من يمثّله، إلى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب المكلّف من رئيس الجمهورية بمواكبة مسألة ترسيم الحدود، والتواصل مع المسؤولين الأميركيين في هذا الصدد.

وعلى خط موازٍ، فإن عودة هوكشتاين إلى بيروت و»تنفيس» التوترات التي كانت قائمة، فذلك لن يحول دون استمرار حالة القلق والمخاوف من أي عدوان قد تقوم به إسرائيل على لبنان وسوريا، وهذا ما تم التحذير منه منذ أسابيع، ولعلّ توسيع العدو الإسرائيلي لرقعة عملياته الجوية، لدليل على هذه السياسات العدوانية، وبالتالي، إمكانية شنّه حرباً، أو غارات مكثّفة، بعدما كان اللافت استهداف دمشق والطريق الدولية المؤدّية إلى بيروت، مما ينذر بمحاذير أمنية وعمليات ميدانية قد تستغلّها تل أبيب في هذه المرحلة، ربطاً بتنامي العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وصولاً إلى الأجواء السياسية غير السوية في أوروبا حيال ما يجري في كييف، بمعنى أن الوضع الأوروبي يعيش حالة قلق سياسي واقتصادي بعدما بدأت تداعيات هذه الحرب تصيبها، ومن الطبيعي أن لبنان يعتبر من أكثر الدول في المنطقة الذين يتأثرون بأي حروب وأزمات دولية وإقليمية لارتباطه بسياسات المحاور، وبناء عليه، يتوقّع أن تكون الأسابيع المقبلة في غاية الدقّة على صعيد المخاوف من ترقّب حدوث بلبلة أمنية أكان على حدود لبنان الشمالية أو الجنوبية، بمعنى أن هذا الوقت المستقطع في هذه المرحلة يعتبر عاملاً سلبياً، ولا سيما أن الساحة المحلية تشهد انقسامات هي الأصعب، ولذلك، فإن «إسرائيل» تدخل دائماً من هذه الأبواب وتستغلّ هذه الالإنقسامات الداخلية والعربية، وتنفّذ اعتداءاتها، ولكن في موازاة ذلك، فإن الإتصالات الديبلوماسية لا تقتصر فقط على انتهاك العدو الصهيوني للمياه الإقليمية، وإنما ردعه عن أي حماقة قد يقدم عليها في لبنان المثقل بأزمات سياسية واقتصادية ومعيشية.