Site icon IMLebanon

مُهمّة هوكشتاين المتجدّدة … المكتوب يُقرأ من عنوان جولة بلينكن علامة لـ ” الديار” : حركة الموفدين لضبط جبهة الجنوب وتفادي حرب واسعة 

 

 

ما هي آفاق الهجمة الديبلوماسية الاميركية والاوروبية على لبنان ؟ وهل ينجح الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في مهمته المتجددة، الرامية الى تخفيف حدة التوتر ونزع فتيل الانفجار الكبير على جبهة لبنان ؟

 

قبل وصوله الى بيروت، تسربت معلومات وتقارير ديبلوماسية مفادها، ان هوكشتاين ليس في صدد طرح او بحث ملف كامل ومفصل حول المهمة التي كلف بها، لاسباب عديدة ابرزها ان الادارة الاميركية ما زالت ترعى اطالة حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على غزة، لاعطائه المزيد من الوقت من تحقيق اي هدف من اهدافه المعلنة .

 

وكما عبر وليد جنبلاط على منصة x  ، فان محاولة وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الايحاء بانه يتوسل الى نتنياهو لتجنب قتل المدنيين في غزة، هي ” نكتة بشعة” لانه هو ورئيسه يدعمان جرائم “إسرائيل” منذ اليوم الاول .

 

والمكتوب يُقرأ من عنوانه ، اذ لا حاجة لهوكشتاين الى ربط استكمال ملفه بنتائج جولة بلينكن التي انهاها امس، بـ ” زيارة رفع العتب ” لرئيس السلطة الفلسطينية محمد عباس في الضفة الغربية، التي يفتك العدو بشعبها منذ ما قبل حرب غزة .

 

فالوزير الاميركي لم يأت الى المنطقة ليبشر باسقاط “الفيتو” الاميركي المسلط على رقبة مجلس الامن والعالم، في وجه اصدار قرار لوقف النار والعدوان الاسرائيلي على غزة ، وها هو المتحدث باسم البيض الابيض يكشف عنوان جولته بالتأكيد ان واشنطن ما زالت ترفض وقف النار في الوقت الراهن، لانها تعتبر انه سيكون نصرا لحماس .

 

اذن ، جولة بلينكن الجديدة الغاية منها اعطاء العدو الاسرائيلي مهلة اخرى، لمواصلة حربه على الشعب الفلسطيني وقتل المزيد من اطفال فلسطين، لان حسابات هذه الحرب بالمنظار الاميركي و”الاسرائيلي” لم تنجح حتى الآن .

 

اما الحديث عن تجنب الحاق خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، ومنع تهجير الفلسطينيين خارج القطاع والسماح بتمرير مساعدات انسانية له ، كل هذا الكلام الاميركي صار ممجوجا ومستهلكا ، لان العدو مستمر بارتكاب المجازر يوميا ، وهو الذي يتحكم بايصال عينات من المساعدات والحاجات الضرورية للفلسطينيين المهجرين في ارضهم . وبالنسبة لمسألة تهجيرهم خارج غزة ، فان فشل هذا المخطط يعود اولا لشعب غزة، وثانيا لرفض مصر التي تعرف جيدًا نتائجه وتداعياته على غير صعيد .

 

وفي ظل هذا النهج الاميركي ، من الصعب ان تحقق مهمة هوكشتاين في الوقت الحاضر نتائج جدية وملموسة، لانه يدرك جيدا ان مفتاح وقف النار على جبهة الجنوب اللبناني، هو وقف العدوان الاسرائيلي على غزة . وهذه المعادلة اكد عليها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكثر من مرة ، رغم كل رسائل الضغط والتهويل التي نقلها الموفدون الغربيون ، ورغم التهديدات “الاسرائيلية” المتزايدة .

 

ويقول مصدر سياسي مطلع ان التعامل مع القرار ١٧٠١ بعد حرب غزة ليس كما قبلها ، وان اعادة الهدوء الى جبهة لبنان مع العدو الاسرائيلي غير ممكنة، في ظل استمرار هذه الحرب . لذلك فان اقصى ما يمكن توقعه من مهمة هوكشتاين في الوقت الحاضر، هو محاولة تخفيف تصاعد المواجهات بين حزب الله وجيش العدو، بعد حرب الاغتيالات التي بدأها هذا العدو ظنا منه انه يمكن ان يضغط بها على الحزب ، لكن امله خاب سريعا حين طاول الرد عليه بضرب مركزي القيادة والتحكم لجيشه على ما يسمى بالجبهة الشمالية .

 

وحول ما يحكى عن سيناريو لحل يمكن ان يؤدي الى استقرار الوضع على هذه الجبهة، وبالتالي يتيح المجال لعودة اكثر من ١٥٠ الف مستوطن “اسرائيلي” الى المستوطنات الشمالية،  يقول المصدر ان الدخول في مفاوضات تفصيلية في هذا الشأن غير ممكن او وارد، في ظل الحرب القائمة في غزة . ويشير في هذا المجال الى ان السيد نصرالله كان واضحا في خطابه الاخير، عندما تحدث عن الفرصة التاريخية التي وفرتها المقاومة في المواجهات مع جيش العدو منذ ٨ تشرين الاول لتحرير كامل الاراضي اللبنانية عندما حددها، بعد ” طي هذه المرحلة ووقف العدوان على غزة ” . وهذا يعني ان التفاوض على الحل لن يكون قبل انهاء هذه الحرب .

 

وحول الهجمة الديبلوماسية الاميركية والغربية باتجاه لبنان، يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة لـ “الديار” : ” يبدو ان هناك حرصا من قبل دول الموفدين والمسؤولين الذين يزورون لبنان، على ابقاء الوضع على جبهة الجنوب ضمن ضوابط معينة ، وان لا تحصل حرب واسعة على جبهة لبنان مع العدو . ويجري الحديث عن محاولة ايجاد حل بالطرق الديبلوماسية لضبط الامور على هذه الجبهة “.

 

ويشير الى “ان هذه الجهات تركز على ان الوقت عامل ضاغط ، لكنها لا تقدم حتى الآن صيغة واضحة، خصوصا ان العدو الاسرائيلي يواصل تصعيده واعتداءاته في الوقت ، مع العلم ان خروقاته للقرار ١٧٠١ هي بالآلاف، عدا عن استمرار احتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، وعدم تثبيت  النقاط اللبنانية الـ ١٣ الحدودية “.

 

ويستبعد علامة الدخول في تفاوض تفصيلي في كل هذه الامور في ظل استمرار حرب غزة . ويؤكد ان الديبلوماسيين يتطرقون الى ملف رئاسة الجمهورية بشكل عام من باب الحديث عن اهمية وجود رئيس للبلاد وحكومة كاملة الصلاحية وليس حكومة تصريف اعمال .