عند بوابة «باب المندب» سيتحدّد مصير المنطقة والذراع الإيراني الحوثي، إيران ليست في أفضل أيامها بعد قمة سنغافورة، معركة استعادة ميناء الحُديْدة ستقطع شريان الحياة عن ميليشيات الحوثي التي ستفرّ إلى صعدة ويعود الزمن بها إلى تسعينات القرن الماضي من حيث بدأت تمرّدها…
قبل سنوات ثلاث مع بداية الانقلاب الحوثي نقلت وكالة أنباء إيران تصريحاً لـ»علي أكبر ولايتي» قال فيه: «طهران سعيدة لما حققه الحوثيون من انتصارات قيمة ومتلاحقة في اليمن، وقد جاءت مدروسة ومخطط لها»، وأخطر ما قاله ولايتي في تصريحه هذا: «إن طريق تحرير فلسطين يمر عبر اليمن، لأن اليمن يتمتع بموقع استراتيجي هام» [والإشارة هنا إلى باب المندب]، الآن جاء وقت الخروج من هذه المنطقة الاستراتيجية التي غضّ العالم الطرف عن وصول إيران إليها وكأنّه متواطىء معها، وحتى الساعات الثماني والأربعين الماضية بذلت مساعٍ دوليّة لمنع معركة الحُديْدة، فكيف نفسّر هذه المحاولات؟!
هنا لا بُدّ من مراجعة كلام أمين عام حزب الله والتهديدات المبطّنة التي أطلقها بالنيابة عن الحوثيين وإيران في لقائه مع قناة الإخباريّة السوريّة في نيسان العام 2015 عندما قال: «حتى الآن القيادة التي تدير المعركة في اليمن لم تأخذ قراراً بأن تقفل باب المندب، وهي تستطيع أن تقفله في الوقت الذي تريده، 20 كلم، يعني قصة إغلاق باب المندب بيدهم هذا، وتستطيع ان تضرب أهداف عسكرية في داخل الأراضي السعودية بالصواريخ وهي تقدر على ذلك وتستطيع أن تدخل أيضاً إلى داخل الأراضي السعودية، ولكن القيادة اليمنية، أهل البلد الذين هم يديرون هذه المعركة لم يلجأوا إلى أي خطوة من هذا النوع حتى الآن، ولكن قد يلجأون إلى خطوات من هذا النوع في المستقبل»، طبعاً كلّ هذه الهرطقات كانت كلاماً لا طائل منه، الآن بدأ العدّ العكسي لخروج إيران من اليمن بعد هزيمتها في الانتخابات العراقيّة والقرار الدولي بإخراجها من سوريا، لبنان يأتي دوره في نهاية المطاف، وهي لحظة آتية لا محالة، مهما تأخرت.
نحن نشهد نهاية المشروع الكسروي ـ الخميني، ما تزال تلك الوثيقة المتلفزة ـ أفضل شاهد على الأجندة الإيرانيّة ـ بل هي «الوثيقة الكبرى» لحديث مفصّل للشيخ علي الكوراني، أحد أبرز المنظرين لسياسات إيران اليوم تحت عنوان «ظهور المهدي»، الذي قال: «إن الحوزة الشيعية في «قم» و»النجف»، تسعى للسيطرة على كل منطقة «الحجاز»، والشام، واليمن، والعراق، وأنّ هدف المرجعية هو «رئاسة العالم الإسلامي كله»، وأن تمدد الشيعة ليس له حدود»، صحيح تمدّد الشيعة كأجندة ليس له حدود، ولكن بالتأكيد لهذا التمدّد نهاية، والنهاية ستأتي بعد السيطرة على ميناء الحُديْدة شرط أن لا يكتفي التحالف العربي بتأمين حدود السعودية فقط، التنظيف يجب أن يشمل المنطقة العربيّة كلّها، وصولاً إلى لبنان.
بالأمس من تذكّر تشدّق علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في تشرين الأول عام 2015 بأنّ «إيران باتت الآن على ضفاف المتوسط وباب المندب»، ذات مرّة قال فرزاد الفارسي: «إنكم (العرب) لم تكتفوا بفتح بلادنا والإطاحة بحكمنا بل غرستم فينا دينكم الإسلامي ومازلنا نعاني منه حتى يومنا هذا»!! أو كما بيّـن المنظر الفارسي د. زيباكلام «عدم نسيان الفرس الهزائم أمام العرب في القادسيّة وعمق أحقادهم الدفينة تجاه العرب ووصفه لها بالنار تحت الرماد التي ستتحوّل إلى لهيب كلما سنحت الفرصة»!!