قد تكون لها انعكاسات لبنانية مؤثرة في موضوع الحكومة
لا يزال الحذر على خط المساعي المستمرة لتشكيل الحكومة العتيدة، يسود الساحة اللبنانية على الرغم من كثرة الإيجابيات التي ظهرت مؤخراً من معظم القيادات والقوى والأحزاب السياسية، باعتبار أن الأمور لم تحسم بشكلها النهائي فثمة ترقب لما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه وحيث يُبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة لموقفه من الأزمة الحكومية وهل لا زال متمسكاً بأن يتمثل سنّة الثامن من آذار في الحكومة المقبلة، إضافة إلى ما يحصل في المنطقة من تطورات وأحداث لا يمكن تجاوزها بل لها تأثيرات وانعكاسات على الساحة اللبنانية مما يدل على أن حبس الأنفاس لا زال قائماً في هذه المرحلة المليئة بالحذر حيث التجارب السابقة لم تكن مشجعة، وهناك أيضاً تساؤلات حول ما تطرق إليه الرئيس المكلف سعد الحريري لأنه سيحسم أزمة التأليف الأسبوع المقبل، إذ حصلت أكثر من قراءة سياسية لكلامه حيث فسرها البعض بما معناه أنه وفي حال لم تلد الحكومة الأسبوع المقبل فإنه قد يعتذر على الرغم من نفي المقربين منه إقدامه على هذه الخطوة، ولكن كل الاحتمالات واردة في ظل هذه الأجواء الراهنة.
وفي الإطار عينه، تكشف مصادر سياسية عن أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري إلى منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو والتي جاءت على غير خلفية بداية التشاور حول تأليف الحكومة وما طرح من تبادل في الحقائب وإمكانية تنازل اللقاء الديموقراطي عن حقيبة الصناعة لصالح حركة أمل وإن كان الحريري يأخذ بما يقرره جنبلاط ولا يحبذ هذا التبادل على اعتبار أن رئيس الاشتراكي قدم تنازلات وانتهت المسألة عند حقيبتي التربية والصناعة اللتين ستسندان للحزب الاشتراكي، إضافة إلى أن الزيارة تناولت ما يجري في سوريا والحملات المستمرة على جنبلاط من قبل خصومه على الساحة الدرزية وعبر رسائل سوريا، وهذا ما يستنكره الحريري معلناً دعمه الكامل لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والوقوف إلى جانبه، وتالياً جرى عرض لأمور اقتصادية ومعيشية وإنمائية وضرورة تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال من قبل وزراء الخدمات للاهتمام بشؤون قضايا الناس.
من هنا وحتى الساعة، ترى المصادر أن ما يحصل من حراك حكومي لا يدل على أن الحكومة خلال يومين كما أشار البعض بمعنى هناك ترقب لبعض المحطات كما تمت الإشارة إليها أي ما سيدلي به السيد نصرالله وصولاً إلى اتصالات الرئيس الحريري في الخارج ومن ثم الإجابة على ما سبق وطرحه الرئيس المكلف مؤخراً مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وكذلك الأمر خلال زيارته لكل من عين التينة وكليمنصو، وعلى ضوء ذلك تتبلور الأمور، إذ ثمة من يقول أن هذه المرة الجميع يدرك حاجة المسؤوليات الملقاة على عاتقه نظراً لحالة البلد المزرية ولا يمكن البقاء دون حكومة في ظل هذه الأجواء حيث التقارير المالية والاقتصادية غير مشجعة على الإطلاق والجميع خائف على البلد، وعلى هذا الأساس لم يعد بوسع أي طرف أن يناور سياسياً لكسب المزيد أو لرفع سقف شروطه في التأليف للحصول على ما يريده في وقت أن الانهيار الاقتصادي والمالي آخذ بالتنامي.
وأخيراً، فإن الأسبوع المقبل يعتبر أسبوع الحسم على صعيد التأليف وإلا هناك سلسلة خطوات قد تكون مفاجئة للكثيرين، لأن الرئيس المكلف لم يعد قادراً على الانتظار، وبالتالي المخاوف من تطورات أمنية في المنطقة تكون لها ارتداداتها على الساحة اللبنانية.