طغى اجتماع الرئيس تمام سلام بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مساء الاحد، على معظم لقاءاته في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. بيد ان لا نتائج او افكار ملموسة افضى اليها، سوى تأكيد المؤكد
نيويورك | في موازاة مشاركته في افتتاح اعمال الدورة الـ70 للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك امس، عقد رئيس الحكومة تمام سلام والوفد المرافق سلسلة اجتماعات شملت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غالاهر ووزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتانماير. وكان سبق افتتاح الدورة الـ70 صباحا استقبال نظمه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على شرف رؤساء الوفود المشاركين في اعمالها.
على ان مداولات سلام والرئيس الفرنسي، مساء الأحد، تناولت تداخل الازمة اللبنانية، واخصها انتخابات رئاسة الجمهورية، والنزاعات الاقليمية لا سيما منها الحرب السورية. وعلى غرار ما استنتجه رئيس الحكومة والوفد المرافق من جملة لقاءات الايام السابقة منذ الخميس، اصبح مصير الاستحقاق الرئاسي اللبناني جزءاً لا يتجزأ من آلية اي حل للحرب السورية، المؤجلة بدورها الى امد غير معروف. لن يجر العربة اللبنانية سوى الحصان السوري.
وتبعا لما ناقشه سلام مع هولاند، تركزت الاحاديث على المعطيات الآتية:
1 ـــ اطلع هولاند سلام على نتائج اجتماعه بالرئيس الايراني صباح الاحد، ومفاتحته اياه في «المساعدة على تفعيل المؤسسات الدستورية في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية»، فكان رد روحاني دعوة نظيره الفرنسي الى طهران في زيارة رسمية منتصف تشرين الثاني المقبل، ليقاربا الموضوع حينذاك استكمالا لما باشراه في اجتماع نيويورك.
بدت تلك، بحسب ما استخلصه الوفد اللبناني، محاولة تأجيل الخوض في الاستحقاق راهنا الى ما بعد تطورات وشيكة ومهمة في المنطقة، ترتبط بالحرب السورية والمفاوضات الاميركية ــــ الروسية بدءا بحلقتها الاولى في اجتماع الرئيسين باراك اوباما وفلاديمير بوتين مساء الاثنين في نيويورك.
روحاني لهولاند: استكمال مناقشة الاستحقاق الرئاسي في زيارة تشرين الثاني
على ان تليها حلقة ثانية تشمل ايران، وصولا الى الحلقة الثالثة التالية وهي اجتماع الاميركيين والاوروبيين مع زعماء الخليج، لا سيما منهم السعوديين، للبحث في مآل التسوية السورية. ووفق ما لمسه الوفد اللبناني، فإن اجتماعا كان محتملا بين وزيري خارجية ايران محمد جواد ظريف والسعودية عادل الجبير تبخر بعد حادث مكة، خصوصا ان الآمال كانت معلقة على تناول الملف اللبناني بالتزامن مع الخوض في المرحلة الانتقالية لانهاء حرب سوريا.
2 ـــ وفق ما استشعره الوفد اللبناني، فإن طهران والرياض غير مستعجلتين للتطرق الى خطط تسويات للمنطقة في مدى قريب، ما يجعل مساري الحرب السورية والازمة اللبنانية طويلين. اذ يبدو كل منهما ينتظر حدثا ما في المنطقة يحتم اجتماعهما.
3 ـــ الى ان يحين اوان التسوية، اكد هولاند لسلام حرص فرنسا على استمرار المؤسسات الدستورية اللبنانية وانتظام عملها والمحافظة عليها، واكد دعم الجيش، مبديا توقعه زيادة المساعدات الدولية للبنان لمواجهة عبء النزوح السوري.
4 ـــ تطرق هولاند الى زيارته المحتملة للبنان من غير تحديد موعد لها، الا انه رغب في ان تكون مثمرة. قال: «يجب ان تكون مفيدة»، على ان يحدد موعدها من خلال تواصل الطرفين.
5 ـــ اكد الرئيس الفرنسي ان بلاده ماضية في تسليح الجيش عبر الهبة السعودية، واصرارها على تعزيز امكانات الجيش وقدراته على مواجهة الارهاب عبر توفير اوسع دعم له، نافيا ان تكون ثمة عقبات جمدت شحنات الاسلحة والعتاد الفرنسي، او انه صار الى توقيف الهبة. بيد ان تنفيذها ليس بالسرعة المتوخاة.
6 ـــ بدوره سلام ابلغ الى هولاند ضرورة تقديم دعم اساسي للجيش ومساعدة لبنان على جبه اوزار النزوح السوري الكبير الى اراضيه على نحو لم يعد يسعه تحمّل عبئه بمفرده، وسأله عن قراءته للوضع في المنطقة وموقع لبنان حيال نزاعاتها، مع تشديده على ضرورة المساعدة من خلال جهود تبذلها باريس مع الافرقاء الاقليميين على انتخاب رئيس للجمهورية. بينما ابلغ اليه هولاند اهتمامه بما يجري في لبنان، وتواصله الدائم مع الاميركيين لتأكيد الحرص على الاستقرار في هذا البلد. الا انه تحدث امام رئيس الحكومة اللبنانية عن احتمال حصول تواصل مع موسكو في السياق نفسه.
7 ـــ يأمل سلام من اجتماعه اليوم الثلثاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يأتي غداة قمة الرئيسين الاميركي والروسي، في ان يسفر عن نتائج ايجابية تساهم في اخراج لبنان من مأزق الاستحقاق.