IMLebanon

هولاند في لبنان في الرابع من تشرين؟

 

هل سينجح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مسعاه الجديد مع الجهات الدولية والاقليمية ومع رئيس الحكومة تمام سلام الذي سيلتقيه في نيويورك هذا الاسبوع ومع افرقاء لبنانيين بواسطة طاقم للسفارة في بيروت يزورهم ويطرح أسئلة محددة عليهم عن الاستحقاق، قبل وصوله الى بيروت في زيارة ثانية له حدد موعدها للبنان في الرابع من تشرين الاول المقبل مبدئياً، اذا لم يطرأ ما يعوقها.

ولم يخفِ سلام السبت الماضي بعد اجتماعه الى الرئيس نبيه بري في عين التينة انه سيطلب الى قادة الدول الذين سيلتقيهم في نيويورك، مساعدة لبنان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد مرور 484 يوماً على الفراغ الرئاسي الذي ولّد تعطيلا في العمل الحكومي وجدلا حول توزع صلاحيات الرئيس على الوزراء، اضافة الى الشلل في اجتماعات مجلس النواب وتداعيات سلبية على حقول أخرى. وهو سيبدأ برنامج لقاءاته في 25 الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها الـ70 ويلتقي الى الرئيس هولاند البابا فرنسيس الذي حاول الاضطلاع بدور مع المرشحين للرئاسة ميشال عون وسمير جعجع لكنه لم يكمل لأنه اشترط ان يلتزما ما سيطرحه موفده الذي زارهما في الرابية ومعراب ولم يلق التجاوب المطلوب. كما سيلتقي سلام الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره التركي احمد داود أوغلو ووزيري خارجية كل من اميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف وكل من الأمينين العامين للأمم المتحدة بان كي – مون وجامعة الدول العربية نبيل العربي والمسؤولة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والامن فيديريكا موغاريني.

وعلّق أحد متابعي الاتصالات ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي بقوله: “المهم عدم الاكتفاء بالاصغاء لسلام والتأييد اللفظي في انجاز هذا الاستحقاق، واعلان تلك الدول أن لا مرشحين لها”. وقال إن “واشنطن حاولت حمل طهران بعد التفاهمات حول برنامج الاتفاق النووي الايراني على ان تبذل مساعيها لدى اصدقائها المؤثرين في لبنان من أجل اقفال هذا الملف، غير أنها لاقت رفضاً، على أساس ان هذا الملف هو شأن لبناني داخلي لا تتدخل فيه ايران إلا انه بعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ واليوم لم يعد من مبرر أمام الاميركي لعدم اعادة فتح الملف مع الايراني الذي وحده يمكن أن يؤثر فعلياً في التوصل الى انتخاب رئيس توافقي لملء الشغور الرئاسي”، وفقاً لما يملك المصدر المتابع من معلومات متصلة بالملف.

ودعا رئيس كتلة نيابية مؤثرة رداً على سؤال لـ”النهار” الى التروي وعدم استباق الأمور، وقال إن مجيء هولاند الى لبنان أمر جيد، لكنه قد لا يؤدي الى تذليل العقبات الكأداء المتمثلة أولا بالعقدة المارونية المتمادية حيث لا احد يتنازل للآخر، رغم أن جعجع أبدى استعداده للتنازل لمرشح غير عون.

ونصح الديبلوماسية اللبنانية بإجراء اتصالات عاجلة قبل لقاءات سلام كما يفعل هولاند قبل وصوله الى لبنان، في شأن المواقف من الاستحقاق الرئاسي، كي يجد رئيس الحكومة مادة للتحاور مع محدثيه في شكل عملي يمكن ان يؤدي الى مقاربة فعلية لانجاز الاستحقاق وكي لا يبقى الحديث مع مسؤولي الدول “كلاماً بكلام، أما الكلام بأفعال فغير وارد”، وأعطى مثالاً انتخاب رئيس بأكثرية النصف زائد واحد تجنبا لمأزق النصاب الذي عطل حتى الآن الجلسات الـ29 التي بقيت من دون نتيجة، أو الطلب الى الرئيس بري تسهيل الانتخاب بهذه الطريقة، وهو من اعطى الضوء الأخضر لنواب كتلته للتوجه الى أية جلسة يدعو اليها لانتخاب رئيس للبلاد متفرداً عن حليفيه في قوى الثامن من آذار، او التعهد بإجراء انتخابات نيابية بعد مدة قصيرة من انتخاب الرئيس وفقاً لقانون جديد للانتخابات.

ورأى أن تكرار سلام ضرورة ملء الفراغ الرئاسي أمر جيد لكن المهم ان تكون هناك أفكار يطرحها وفق آلية على ممثلي الدول بالتفاهم مع رئيس مجلس النواب من أجل أن تكون المحادثات مثمرة ومنتجة.

وختم بأن التفاعل بين أفكار لبنانية وفرنسية لتذليل العقبات التي تحول دون انتخاب رئيس للبلاد كفيل بالتوصل الى رئيس توافقي، بشرط عزل هذه الأفكار عما يجري من اتصالات أميركية – روسية لمكافحة الارهاب المنتشر في سوريا، وإيجاد حل سياسي للأزمة في شكل متزامن.