IMLebanon

هولاند يستضيف حواراً إذا شاء اللبنانيون تظاهرة في قصر الصنوبر وجولة في الوسط

يغيب رئيس لبنان في مناسبتين، الأولى خارجية غدا في اسطنبول حيث ينوب رئيس الحكومة تمّام سلام مناب رئيس الجمهورية الغائب عن قصر بعبدا منذ أكثر من سنتين، لعائقين، الاول داخلي والثاني إقليمي. ويخوض المعركة رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون الذي جعل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ينسحب له عندما تخلى رئيس “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري عن دعمه له وأيد ترشيح النائب سليمان فرنجية العضو في كتلة عون النيابية.

أما العائق الثاني فهو إقليمي، والواضح أن لا انتخاب لرئيس جديد قبل عودة العلاقات السعودية – الايرانية الى طبيعتها، وهذا لم يتحقق حتى الان بفعل سلسلة تطورات سلبية زادت توتير العلاقات، ليس فقط البرنامج النووي الايراني، بل قطع المملكة علاقاتها الديبلوماسية بإيران بعدما أقدم متظاهرون في طهران على إحراق السفارة في طهران والقنصلية العامة في مشهد إحتجاجا على إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر السعودي الجنسية. وأيدت موقف المملكة دول مجلس التعاون الخليجي، مع تمنع البعض منها عن قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران. وبذل الرئيس الفرنسي جهودا كبيرة مع كل من السعودية وإيران ودول كبرى كأميركا لدعم مساعيه.

لم ييأس سيد الاليزيه، فاستمر في سعيه البعيد عن الاعلام، وتشاور مع الحريري ومع النائب وليد جنبلاط بهدف تكوين افكار تصلح كي تكون خريطة طريق تنهي الفراغ في قصر بعبدا، وأحجم عن إرسال موفديه الى العاصمة الايرانية بعدما أكدت القيادة فيها أن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية شأن لبناني.

وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي “النهار” أن هولاند قرّر المجيء الى لبنان ليحاور مباشرة المفاتيح الانتخابية والفاعليات، ويبدي استعداه لاستقبال اهل الحوار للتفاهم على كيفية تمهيّد الطريق امام الرئيس الى قصر بعبدا، وذلك في تظاهرة هي الاولى من نوعها دعا اليها في قصر الصنوبر، حيث سيستضيف جميع النواب والوزراء، وقبل ذلك سيزور كلا من رئيسي مجلسي النواب والحكومة في مأدبة عشاء يلقي خلالها كلمة في المناسبة يحضّ فيها على ضرورة التفاهم على انتخاب رئيس للبلاد، مؤكدا ان التفاهم اللبناني هو الطريق الاقصر لتحقيق هذا الهدف، كما سينوه بأداء الجيش اللبناني وبأداء القوات المسلحة التي تتصدى ببسالة لإرهابيي “داعش” على جبهة عرسال، وانه مهتم جدا بإقناع الدول الغنية بتزويد الجيش اللبناني الاسلحة والذخائر التي يحتاج اليها، ولا سيما في هذا الظرف بالذات. ولن ينسى هولاند التنويه بما يستوعبه لبنان من لاجئين سوريين يفوق عددهم المليون و200 الف نسمة، وفق ما هو وارد في سجلات المفوضية العليا للاجئين، وما ينتج من هذا العدد الهائل من أعباء اقتصادية وتربوية وصحية وديموغرافية ومخاطر ارهابية من بعض المندسين بين اللاجئين، وتمكنت الاجهزة الامنية المختصة من تفكيك خلايا كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية.

ولفت الى أن الرئيس الفرنسي سيلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، والطبق الرئيسي في الاجتماع هو كيف يمكن تذليل كل ما يعوق إعادة فتح أبواب قصر بعبدا. كذلك يتضمن برنامج هولاند جولة في الوسط التجاري بعد وصوله السبت عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من باريس، وسط إجراءات امنية غير مسبوقة، مستهلا جولة تشمل إضافة الى لبنان الاردن ومصر، ومتجاوزا موضوع غياب رئيس للجمهورية يستقبله في المطار. وسيعقد مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر حيث سيبيت ليل السبت قبل مغادرته لبنان.