IMLebanon

خطة هولاند تصطدم

بصعوبة توحيد الاجندات فرنسا ليست فقيرة في الأفكار والمقترحات. ولا بطيئة في التحرك على المسرح الدولي في مواجهة الأزمات والاضطرابات. ولم يكن خارج المألوف الفرنسي أن يقوم الرئيس فرنسوا هولاند بتحرك كثيف جداً بعد الهجمات الانتحارية في باريس. فهو التقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي، وطار الى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما قبل أن يطير الى روسيا للاجتماع بالرئيس فلاديمير بوتين، والاستعداد لاستقبال الرئيس الصيني شي جينبنغ. وهو لا يلتقي كل هؤلاء للبحث عن خطة للعمل بل لمناقشة خطة يحملها في حقيبته لتنظيم الحرب على داعش.

ولا أحد يعرف إن كانت خطة هولاند ستصطدم بمضاعفات الأزمة بين موسكو وأنقرة بعد اسقاط المقاتلات التركية طائرة سوخوي روسية. فهي في اطار البحث عن تشكيل تحالف دولي جديد تحت عنوان وحيد هو الحرب على الارهاب. تحالف يجمع الروس والأميركيين والأوروبيين وقوى اقليمية تضم تركيا وايران والسعودية وقطر وسوريا، وهو تقريباً التحالف الذي طرح بوتين فكرته من قبل خلال لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال إنه في حاجة الى معجزة. وكالعادة، فإن هولاند الذي يدرك حاجة العمل العسكري الى توافق سياسي، يبني الخط الثاني للخطة على حل سياسي في سوريا، بحيث يتوحد الجيش النظامي والجيش الحر لمقاتلة داعش على الأرض تحت مظلة الحكم الانتقالي.

لكن اللقاء مع أوباما قاد الى تعديل في الخطة لجهة التوقف أمام الاختلاف في أجندات المدعوين الى التحالف الجديد من بين الاعضاء في تحالف الستين دولة الذي تقوده أميركا وفي التحالف الرباعي الذي تقوده روسيا. واللقاء مع بوتين مرشح لتعديل التعديل. والسبب طبعاً هو المواقف المختلفة من مصير الرئيس بشار الأسد في التسوية. ففي نهاية اللقاء في واشنطن عاد هولاند الى موقفه الأصلي المطابق لموقف أوباما، وهو أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. وفي لقاء موسكو، فإن المؤكد تمسك بوتين بموقفه الذي كرره في اللقاء مع المرشد الأعلى علي خامنئي خلال زيارته لطهران، وهو أنه لا أحد يمكنه أو يحق له أن يفرض من الخارج على الشعب السوري أي شكل للحكم في دولته ومن يجب أن يتولى قيادتها.

والمعنى البسيط لذلك بقاء كل تحالف يعمل منفرداً. فلا مجال لحلف واحد من دون تفاهم سياسي على من يجب قصفه، وطبيعة المرحلة الانتقالية، ومن يقاتل داعش على الأرض. ولا شيء يوحي أن الحرب على داعش قصيرة والتسوية السياسية قريبة.