Site icon IMLebanon

هولاند… أهلا وسهلا

فرانسوا هولاند سيزورنا في أواخر هذا الشهر / مطلع شهر تشرين الأول المقبل بعدما ينهي مشاركته في الدورة العادية للأمم المتحدة في شهر أيلول الجاري.

مهّد الرئيس الفرنسي لهذه الزيارة بسلسلة أحاديث وتصريحات ومواقف تحمل عاطفة خاصّة تجاه بلدنا الصغير الذي قامت بينه وبين «الأم الحنون» علاقات تاريخية مهمة لا يمكن تجاوزها، ليس منذ أيام المندوب السامي وحتى أيامنا هذه وحسب، إنما كذلك من قرون وقرون، وبلغت حداً عميقاً مع البطريركية المارونية تحديداً والموارنة عموماً…. ويمكن (على سبيل المثال لا الحصر) ذكر العلاقة بين العلماء الموارنة الكبار، خريجي المدرسة المارونية في روما الذين كان بعضهم معلّمي كبار ملوك فرنسا… والعلاقة بين نابوليون الثالث وبكركي التي تحتفظ بعصا (صولجان) الإمبراطور…

طبعاً الملافنة الكبار «السماعنة» (من حصرون / بشري) أدّوا قسطهم في تعليم الملوك ورحلوا. والعصا /الصولجان من ماض لم يبق منه سوى الذكريات… وفرنسا العمالقة الكبار لم تعد موجودة. فليس من شارل ديغول ولا جورج بومبيدو ولا فرانسوا ميتران ولا حتى جاك شيراك، فنحن مع ساركوزي وبعده هولاند، وبلد محسوب في مجموعة «الدول الكبرى» يسعى جاهداً للحفاظ على هيبة مفتقدة وعلى لغة (رائعة وثرية من دون أدنى شك) تتآكلها الإنكليزية كل يوم.

وأهلاً وسهلاً فرانسوا هولاند.

إذ من الثابت أن هذا الرئيس الفرنسي (ومن ضمن الإمكانات المتاحة) يهجس بلبنان، إن لم يكن من أجل وطننا الصغير المعذّب فعلى الأقل من أجل فرنسا ذاتها بعدما بات لبنان آخر معقل للفرانكوفونية في هذه المنطقة من العالم.

يقول فرانسوا هولاند مؤكداً أن فرنسا مهتمة كثيراً بالوضع في لبنان. ردد هذا الكلام غير مرة في يومين متتاليين. ويضيف: نحن مهمتنا مساعدة لبنان… إنما الجواب على الأسئلة ذات الصلة بالفراغ الرئاسي يجب أن يكون لدى اللبنانيين أنفسهم… فالمسألة الرئاسية عالقة منذ أكثر من سنة، ولست أنا من ينبىء بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بل المجلس النيابي اللبناني. هنا سألته موفدة «الشرق» الى باريس الزميلة تريز القسيس صعب: هل من أمل في إنتخاب الرئيس في بلدنا قبل نهاية العام 2015 الحالي؟ فأجاب: آمل ذلك وسأزور لبنان قريباً… ولكن الجواب هو لدى المجلس النيابي اللبناني.

كان هولاند كثّف جهوده في سبيل الحل في لبنان فأوفد ديبلوماسيين ومسؤولين بارزين الى كل من بيروت والرياض وطهران وواشنطن وموسكو (…) عارضاً ضرورة التفاهم على الحل الرئاسي في لبنان. وقد تعثرت هذه المساعي، لأن العواصم التي زارها الموفدون الفرنسيون نفت «الحِنَّة واثرها» زاعمة أن لا علاقة لأي منها بلبنان وبتصعيد  الموقف فيه ريثما يحين قطاف ثمار الحلول!.

فرانسوا هولاند عندنا بعد أقل من ثلاثة أسابيع في زيارة يأمل اللبنانيون أن تتكلّل بالنجاح، قدر ما يحلم الرئيس الفرنسي نفسه بذلك، وهو يسعى الى نجاح ما في الخارج ينعكس إيجاباً على شعبيته في الداخل.