يرتقب ان يكون لفرنسا حراك سياسي لافت في الايام القليلة المقبلة وتحديدا لتسوية الملف اللبناني الذي يستأثر باهتمام شخصي من قبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي اكد لقداسة البابا فرانسيس بانه سيولي الشأن اللبناني عناية خاصة وتحديدا انتخاب رئيس للجمهورية، الامر الذي يتبدى من خلال ما قام به موفده الرئاسي من جولات الى المنطقة ولا سيما الى ايران ولبنان وصولا الى الزيارة الاخيرة لطهران من قبل وزير الخارجية لوران فابيوس والتي لم تؤد الى النتائج المتوخاة من خلال المتابعين لها ولنتائجها.
هذا ما تشير اليه جهات ديبلوماسية حيث تؤكد ان السفير الفرنسي الجديد في لبنان ايمانويل بون سيكون له دور مؤثر في هذه المرحلة بعد تزويده من قبل ادارة بلاده بتوجهات وبخارطة طريق للملف اللبناني والذي سيحظى باهتمام المسؤولين اللبنانيين باعتبار اول وصوله «شمعة على طوله» بمعنى انه اعلن بون عن نقاط ثلاث تستحوذ على اهتمام باريس من اجل وضع آلية حل للمسألة اللبنانية ودائما الاستحقاق الرئاسي في طليعة هذه الاهتمامات.
وتنقل الجهات الدبلوماسية معلومات مفادها ان بون يحمل في جعبته توجهات خاصة من الرئيس هولاند والتي قد يتوجها في حال وصلت الامور الى ايجابيات بزيارة لبنان، عنوانها المساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن من الطبيعي هذا الموضوع ليس بكبسة زر على اعتبار ان العراقيل كبيرة لا بل هائلة على هذا الحراك والدور الفرنسي وما يحيط بالمنطقة من صعوبات. اذ هنا يرى هولاند وغيره من المسؤولين الغربيين وحتى واشنطن ان الملف السوري يبقى العنوان الاساس والاهتمام الابرز للمجتمع الدولي دون التوصل الى حلول حول هذا المعطى، فلا انتخابات رئاسية في لبنان وقد قالت كلمتها ايران وابلغ وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أن بلاده لا تتدخل في الشأن اللبناني ولكنه وضع الحل والملف عند حزب الله الذي بدوره ابلغ تيار المستقبل ان لا انتخاب رئيس للجمهورية الا في حال حصول تقارب ايراني – سعودي ولكن الاهم ان الوضع السوري يبقى العائق الابرز لحصول هذا الاستحقاق، حيث ايران وروسيا على موقفهما من دعم النظام ولذلك انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني بمجمله اي العراقيل الموجودة في الحكومة والمجلس النيابي تنسحب على الرئاسة، ما يشير الى ان الملف اللبناني وفي حال التوصل الى تسوية ستكون هناك سلة متكاملة من رئاسة الجمهورية الى الحكومة وقانون الانتخاب وامور عديدة وانما هذه الامور «مطولة» في خضم التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وقبل حصول حسم عسكري عند هذا الطرف أو ذاك وتسييله سياسيا سيبقى لبنان على كوع الانتظارات.
وتختم الجهات الديبلوماسية ان الدور الفرنسي سيتفاعل في هذه المرحلة وحيث يحظى بتفويض اميركي ودعم دولي منذ ان انطلق عبر الموفد الرئاسي جان فرنسوا جيرو وانما قد تغيرت الاوضاع ربطا بالتوقيع على الملف النووي الايراني في فيينا واحداث اليمن وما يجري في سوريا الان الى مباحثات روسيا، ولذلك قد يكون هذا الدور لباريس مغايرا عن المرحلة السابقة الا في حال توافق دولي عليه.