IMLebanon

هولاند يجدّد التزام فرنسا مع لبنان

تمتدّ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى لبنان ليومي 16 و17 الحالي، واختار الرئيس الفرنسي هذا التوقيت لزيارة لبنان بغية «تجديد رسالة الصداقة والتضامن مع هذا البلد»، بحسب مصدر فرنسي مطلع أشار لـ «السفير» إلى أنّ الزيارة الرئاسية الفرنسية تندرج في إطار جولة إقليمية لهولاند تشمل مصر والأردن أولاً.

ويلفت المصدر الفرنسي الى أنه لم يكن ممكناً أن يقبل الرئيس الفرنسي التوجّه الى الشرق الأوسط من دون زيارة لبنان، نظراً لسببين اثنين: التحديات التي يواجهها لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين، مذكراً بأن الانتقال الأول للرئيس هولاند الى الشرق الأوسط اختار أن يكون الى لبنان، وذلك في تشرين الثاني من العام 2012.

تتحدّث الأوساط الفرنسية المطلعة عن «روح» هذه الزيارة الى لبنان، «فالرئيس الفرنسي لا يدّعي البتّة أنه سيحلّ مشاكل اللبنانيين عوضاً عنهم، لكن لا يمكن حصر الزيارة أيضاً بأنها زيارة عادية لمعاينة الوضع فحسب ولإلقاء كلام إيجابي، أو للتأكيد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، لأن الرئيس هولاند سيؤكد بأسلوب محدّد التزام فرنسا الى جانب لبنان على مستويات عدّة، وسيذكّر بالتزام فرنسا الدائم ودعمها لمؤسسات الدولة اللبنانية بشكل عام، ولموقع رئاسة الجمهورية بشكل خاص، لا سيّما أنّ هذا الموقع يعاني من فراغ منذ أكثر من عامين. وسيؤكد بطريقة محددة أيضاً التزام فرنسا الى جانب الأمن اللبناني، أي المؤسسات المعنية بالأمن وفي طليعتها الجيش اللبناني.

وسيذكّر هولاند بأن فرنسا تدعم الجيش منذ أعوام، وهذا الأمر لن يتغيّر بل سيستمرّ مستقبلاً. أما بالنسبة إلى الهبة السعودية، فقد أعلن مصدر فرنسي في الخارجية منذ قرابة الشهر أن فرنسا أنجزت الجزء المتعلق بها في الاتفاقية مع السعودية، وهي مستمرة في العمل في الاتجاه الذي وجدت من أجله هذه العملية المبرمجة والمناقشة أصلاً مع السعوديين والموجّهة أساساً لتقوية الجيش اللبناني ودعمه.

وسيتطرق الرئيس الفرنسي أيضاً الى التزام فرنسا بمساعدة لبنان في مواجهة تداعيات الأزمة السورية، وفي مقدّمتها الحضور الهائل والكثيف للنازحين السوريين في لبنان، وضرورة مساعدة هؤلاء النازحين والمجتمعات اللبنانية التي تستضيفهم في انتظار أن تسمح الظروف بعودة هؤلاء الى سوريا.

وثمّة جانب مهم في الزيارة، بحسب المقاربة الفرنسية، يتعلّق بالتشديد على أهمية لبنان كنموذج للتعايش وللمساواة «وهو مظهر مهمّ للبنان تحديداً وللمنطقة برمّتها أيضاً»، بحسب تعبير المصدر الفرنسي المطلع.

باختصار فإنّ هذه الزيارة سوف تعزّز فرص إعادة تعبئة المجتمع الدولي من أجل مصلحة لبنان. ويقول المصدر الفرنسي المطلع: «من المعروف أن الدول بمعظمها لديها مشاكلها العديدة في المنطقة خصوصاً، لكن من وجهة النظر الفرنسية، فإن هذه المشكلات ليست سبباً مقنعاً لإهمال الوضع اللبناني».