IMLebanon

هولاند يحث «المعنيين» لإحداث اختراق.. في الاستحقاق الرئاسي

لم يشأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القيام بجولة في المنطقة من دون زيارة لبنان على الرغم من عدم وجود نظير له أي رئيس للجمهورية، وذلك وفقاً لمصادر ديبلوماسية. وبالتالي، تكتسب زيارته غداً السبت أهمية خاصة لا ترتبط فقط بوجود رئيس. مع الأهمية التي توليها فرنسا لهذا الملف. إذ لا يمكن استثناء لبنان لسببين؛ الأول مباشر وأساسي، والثاني غير مباشر متصل بمتابعة الرئيس هولاند للوضع في المنطقة كلها، إذ لن يسمح بحصول حل فيها على حساب لبنان.

وفي هذا الاطار، تندرج الزيارة حيث أولوية الوضع في المنطقة لديه مع اهتمام خاص بملف الرئاسة، وإن كانت فرنسا لا تملك وحدها القرار الخارجي في هذا الشأن، الأمر الذي يفسّر جموده لأن اطرافاً اقليمية تعرقل حصوله.

وتكشف مصادر ديبلوماسية في باريس ان هولاند لا يحمل أفكاراً محددة بالنسبة إلى ملف الرئاسة، وليس لدى فرنسا مرشح معين. إنما سيبحث موضوع الرئاسة، انطلاقاً من انه سيطلب من المسؤولين اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم واختيار رئيس في أسرع وقت، لما يمثل هذا الاستحقاق من عامل استقرار سياسي وأمني، ومن استعادة كاملة لعمل المؤسسات، وهو الأمر الذي يهم فرنسا جداً. وسيدعو هولاند المسؤولين إلى القيام بعمل ما لحصول اختراق، وان حل مشكلة الرئاسة هو في يدهم. ولن تتدخل فرنسا في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي، ولن يطرح أي سيناريو أو تصور معين، وسيكون هولاند في زيارته مستمعاً أكثر مما هو متحدث، مستطلعاً كافة التطورات، وفي مقدمها ما آل إليه ملف الرئاسة، وهو سيقابل كافة القيادات لهذه الغاية.

كذلك تهدف الزيارة إلى التضامن مع لبنان والتعاطف مع اوضاعه نظراً إلى أنه يمرّ بفترة صعبة، لا سيما في ظل الوضع المحيط في المنطقة وخطورته. هناك تشجيع على حل موضوع الرئاسة، انما لا قرار دولياً حول ذلك يسوّقه، وإلا لكان زار كلاً من السعودية وإيران.

هناك أسئلة لبنانية ستطرح عليه خصوصاً ما يتصل بتسليح الجيش. وسيعلن هولاند دعمه للجيش الذي يساهم بشكل فعلي في محاربة الإرهاب الذي يطال أوروبا، ومواجهة الإرهاب مطلب ثنائي لبناني فرنسي. فضلاً عن اهمية الاستقرار وتعزيزه، وحسن سير المؤسسات، والمساعدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحسب المصادر الديبلوماسية.

هناك موضوع اللاجئين السوريين، والقرار 2254 الذي صدر، ما يتطلب من هولاند توضيحاً لموقف بلاده من العودة «الطوعية» الواردة فيه. إذ ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يتخذ هذا القرار بل مجلس الأمن، الذي يضم فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وغيرها. وتفسير القرار وتوضيحه موجّه إلى كل الدول، مع ان العودة «الآمنة» هي الكلمة الأصح. المقصود «بالطوعية» عودة غير زجرية. والآن لا يزال الوضع السوري في مرحلة حرب، الأمر الذي لن يجعل العودة سهلة. موضوع العودة كما هو وارد في القرار، قابل للنقاش والتعديل لدى التنفيذ. أي تفسير له لا يمكن ان يلزم لبنان إلا إذا وافق عليه، وسيوضح هولاند ما المقصود بالأمر، والتعبير عن التطمينات لأنه من غير المقبول وضع عبء إضافي على لبنان بعد العبء الوجودي، ومن المؤكد ان على المجتمع الدولي القيام بشيء ما لتحمل مسؤولياته. من الصعب تعديل القرار، لكن ليس من الصعب أن يتفسر اذا بقيت الحالة السورية طويلاً على ما هي عليه، ولا يتم أي توجه إلا إذا قبل لبنان به، كدولة صاحبة سيادة.

وسيعبر هولاند عن الاهتمام الفرنسي لعقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، وتحضر له باريس. ولبنان يفترض أن يكون حاضراً في أي مؤتمر من هذا النوع. وسيتم الاستماع الى رأيه. وفكرة ان لا حل على حساب لبنان ولا حل من دونه تنطبق على كافة التسويات ذات الصلة بالمنطقة. ولبنان يعتمد على أصدقائه من الدول لكن لا يُغيب موقفه أو لا يحصل ما لا يناسب مصلحته. ويفترض أن يكون حاضراً في كل ملف لكي لا تحصل أمور لا تصبّ في مصلحته.

الرئيس هولاند سيلتقي في بيروت رئيس مجلسي النواب نبيه بري وتمام سلام والوزراء، كما سيلتقي كافة القيادات اللبنانية، وستستغرق زيارته 24 ساعة، إذ يصل ظهراً ويغادر ظهر الأحد. وسيحرص على التركيز على عمق العلاقات بين البلدين، كما سيستفسر عن تطورات العلاقات مع الخليج، لا سيما وأن فرنسا لعبت دوراً كبيراً في تخفيف الضغوط عن لبنان خصوصاً في مجال الأوضاع الاقتصادية.