قَرّب لهون تَقلّك… بالقاع ما في شَجر تفاح ونجاص وكرز، ولا في أديرة أثرية ومتاحف وأماكن سياحية… بالقاع ما في مناجم دَهب وآبار بترول ومياه جوفية، ولا حتى في حيوانات مهدّدة بالإنقراض أو أعشاب سحرية… بالقاع في شويّة بيوت وكنايس، بَس في كتير عنفوان وحبّ الأرض المِليانة حجار، في كتير ناس ناطرَه إسم ضيعتا ما حدا يخرطِش فوقو بالأسود وفي كتير سواعد سَمرا تحمُل الباروده تيضَلّ لبنان أرض التعايُش، ونقطة عالسطر.
يا خيّي، إذا أمّك قاعدة عالسطيحه عاملِه ركوة قهوة وعم تشرب سيجاره بعد ما سقيِت الزهرات وحطّت قنبز للعصفور، وإذ بتتفاجَأ بحرامي جايي يسرقلا بَيتا… دخلك شو كانت عملِت؟ كانت فَزّت عالصالون تطلب الـ112 وتنطر هَيبة الدوله تِدعسلو رَقبتو للحرامي؟ أو كانت استناوَلت عصا الشفّاطه أو مدَقِّة الجرن أو كَيلة حديد أو يمكن حتى شي قطعة سلاح مخِبّايتا تحت الفرشِه ودافَعِت فيا عن شرفها وبيتها.
إي خَفّفلي وطنيات وتنظير من تحت المكيّف بقوضة النوم، وإفهم أنّ صورة المرأة اللبنانية التي تنتقدها أنت وأمثالك هي ليست صورة المشغولة بتصفيفة شعرها وتقليم أظافرها وماركة سيارتها، هذه الصورة نيغاتيف وبلا تظهير… المرأة اللبنانية هي تلك التي وقفت أمس حاملة السلاح في ساحة ضيعتها القاع، ليس لتدافع عن موكب زعيم ولا عن حزب ميليشيوي ولا عن تاجر مخدرات.
هَودي النسوان حِملوا السلاح للدفاع عن لَكَنْ عَجين وصاج عالحطب، هودي النسوان كانوا خايفين ما حدا يسرِقلن الزهرَه يَلّي بيحبّا إبنن كتير، ولا حدا غريب يبَصبص عَا غَسيلات بِنتن المنشورين ورا البيت، هودي النسوان حملو السلاح تيدافعو عن الكنيسه يَلّي بيصَلّو فيا حتى الله يحمي الجيش السهران على أمن لبنان على الحدود… إنو شو كنتو متوقعين، نسوان القاع يتصوّروا سلفي قاعدين بصالون المانيكور عم يهتَمّو بمظهَرن كرمال يبَيّنو حلوين بس يجو الغُربيّه عالضيعه؟
يتحدّث كثيرون عن المنحى الطائفي والعقائدي الذي انسَكبَ على أحداث القاع الدامية خلال اليومين الماضيين، ولكن ما ذنب القاع وأهاليها إذا كانوا تاريخياً من المسيحيين؟
هل يفرض عليهم ذلك هدم الكنيسة وانتزاع الصلبان عن صدورهم ومن سياراتهم حتى يكونوا وطنيين وعروبيين يدافعون عن أرض لبنان الطاهرة؟ صادفَ أنّ أهل القاع مسيحيون، ولعلّ هذه الصدفة اتت لتؤكّد أن اللبناني مهما كانت طائفته مستعدّ للدفاع عن كلّ شبر من أرضه أينما وُجد على أرض الوطن، وأنّ حبّ لبنان ليس حكراً على فئة دون أخرى… وإزا ما كنتو شايفين بالخبريّه غير قصّة إسلام ومسيحيّه ومَنكن شايفين قِصِّة خَطر وجودي عالكِلّ، إي حْجِزو ع أوّل طيّارَه وفَرجونا عرض كتافكن.
إنسوا أنّ أهل القاع مسيحيون، وتذكّروا أنّ هؤلاء الناس متخصّصون في الرصّ والكبس بسبب علاقتهم الوطيدة والطويلة مع المكدوس… ولعلّ أول من يجب عليه أن يعرف ذلك هم الإرهابيون، حتى يعلموا إلى أين هم متوجّهون. فهم بالنسبة للأوروبيين والاميركيين يمكن أن يكونوا إرهابيين مخيفين، أمّا بالنسبة إلى أهل القاع فهم ليسوا سوى قِرطِة ولاد بحاجة إلى بعض التأنيب والتأديب حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
عندما ترى النساء مندفعة بقدر الرجال للدفاع عن أرضها، تعرف أنّك تَتشارَك البلد والمواطنية مع مجموعة من البشر الذين تُرفع لهم القبعة بطَقِّة الضهر وبعِزّ الليل، ويوقظون فيك الرغبة في النضال أكثر والبقاء على رغم كلّ الظروف… وإذا كان قسم من اللبنانيين يهاجر إلى بلدان الغرب، فإنّ أولاد القاع اختاروا الهجرة مجدداً إلى أرضهم للدفاع عن شرف أهل وجيران وأقارب اختاروا البقاء هناك.
السلاح وإطلاق النار في القاع لم يكن في عرس ولا مأتم ولم يكن ابتهاجاً بكلمة زعيم، إطلاق النار في القاع كان دفاعاً عن النفس لا أكثر للتأكيد على أنّ كلّ من يسقط به يكون عمداً وليس برصاصة طائشة.
نحنا كنّا منتمنّى نشوف نسوان القاع عم بيزلغطو ويرشّو رز وورد على مواكب الجيش المنتصر على الإرهاب، ومش حاملين سلاح كرمال يساندو بمهمتو… بس نيالنا لأنو النسوان بلبنان بيهزّو السرير بيمينن وبيحملو سلاح مقدّس بشمالن.