Site icon IMLebanon

الوطن فوق المصالح

 

 

قابلت مسؤولاً، من خارج السلطة، وسألته: ما رأيك بما يجري اليوم؟ وهل يمكن السكوت على التجاوزات التي يقوم بها الوزير جبران باسيل؟ والاجتماع الذي عقده باسيل في وزارة الخارجية، هل له حق في عقده؟ والزيارات المتتالية من البقاع الى زغرتا الى بشري الى عكار الى الكورة ولم يذهب الى البترون حيث رسب مرتين في انتخاباتها، ثم صعوده الى الجبل… وعفواً على التشبيه ولكن هل يظن نفسه السيد المسيح، يلقي عظة الجبل؟!. وبأي حق يكلف وزيرٌ وزيراً آخر بمعالجة موضوع كازاخستان؟..

 

هنا قاطعني المسؤول الكبير قائلاً: يلزمني قلم وورقة لأسجل ما ذكرت قبل أن أزيلها.

 

وأضاف: استعمال وزارة الخارجية خطأ، كان بإمكانه التوجه الى ميرنا الشالوحي، فلا يستغلون الاجتماع ضده.

 

ثانياً- ذهابه الى زغرتا حق له ولكن بشرط ألاّ تكون تحدياً لسليمان فرنجية الذي هو الزعيم الأوّل في زغرتا بين خمسة زعماء آخرين.

 

ثالثاً- أما زيارة بشري فالمشكلة فيها أن سمير جعجع متمسّك بـ»اتفاق معراب»، بينما، من أسف، جبران يتناساه.

 

رابعاً- ذهب الى البقاع حيث تكلم عن استعادة حقوق المسيحيين التي استلبها المسلمون، وهذا ما جعل الرئيس الحريري يرد عليه بقسوة، وخلاصة قوله: تحملتك كثيراً، وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً.

 

 

خامساً- أما بالنسبة الى أنّ كرامي سيستضيفه في منزله في طرابلس فلعله تذكر قانون الانتخابات الذي استطاع بموجبه أن يكون نائباً في المجلس وما يسمّى بالمعارضة السنية والمعارضة المسيحية، لأنّ كثيرين من هؤلاء النواب ما كانوا ليصلوا الى الندوة البرلمانية لولا هذا القانون الغريب العجيب.

 

ويبقى سؤال وجهته الى المسؤول الكبير وقلت: آمل ألا تكون محرجاً في الإجابة عليه وهو: هل برأيك للرئيس عون علاقة بهذا الحراك أو لا؟

 

فأجابني: لا أعلم بالضبط، ولدي تساؤلات… لو عدنا في التاريخ الى يوم كان الجنرال عون رئيساً للحكومة التي ستشرف على الانتخابات الرئاسية، يومها كانت له خطابات يرددها من قصر الشعب وهي تشبه الى حد كبير ما يردده جبران اليوم، ويبدو أنّ باسيل يريد أن يقلّد عمّه، علماً أنّ التقليد هو دائماً أسوأ من الأساس.

 

والسؤال الأخير الذي طرحته على المسؤول الكبير: ماذا يمكن أن يفعل سعد الحريري إزاء هذا الوضع؟ وهل يقدم على خطوة الاستقالة؟

 

وكان جوابه: الموضوع ليس موضوع استقالة أو لا استقالة، إنما هو: ان هناك مصير بلد، ولو كانت الاستقالة في مصلحة البلد لكان استقال من زمان، وبما أنّ الوضع حسّاس وخطير فإنّ اتخاذ مثل هذه الخطوة يكون خيانة وطنية.

 

عوني الكعكي