Site icon IMLebanon

الأطراف المسيحية الرئيسة ترفع مهرها قبل انتخاب فرنجية

الأطراف المسيحية الرئيسة ترفع مهرها قبل انتخاب فرنجية

التسوية قد تهتز لكنها لن تقع.. والحريري سيستأنف مشاوراته

لم تأتِ التسوية الرئاسية في لبنان من العدم، بل هي من ضمن سلة تسويات تجري في المنطقة بشكل عام، فالاتفاق الذي جرى مؤخراً في ليبيا ستلحقه اتفاقات أخرى من اليمن مروراً بالعراق وصولاً الى سوريا، ولعل ما يجري على صعيد توحيد المعارضة السورية في المملكة العربية السعودية لا يعدو كونه حجر الأساس لتسوية كاملة في سوريا يُعمل عليها بين الاطراف الرئيسة دولياً واقليمياً وعربياً وعلى رأس هذه الاطراف الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وتركيا والسعودية.

وهنا لا بد من الاشارة الى أن بوادر التسويات قد بدأت على الرغم من نفي كثيرين، منذ اعلان التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والغرب وعلى رأسه أميركا، وتعززت بعد أن عملت كل دولة بارزة على  اثبات قدراتها العسكرية على الارض، كما فعلت السعودية في اليمن والبحرين، وتركيا على الخط السوري وروسيا التي دخلت على الخط نفسه.

ووفقاً للمعطيات، فإن التسوية المتعلقة بلبنان قد تهتز لكنها لن تقع، فهي أكبر من هذا البلد، لأنها نسجت عربياً ودولياً ولاتزال مطروحة وستنفذ كما هي، وإن كل الكلام عن التراجع عنها غير صحيح، لكن ما يحصل هو عبارة عن تغيير في قواعد لعبة تسويق هذه التسوية التي تتضمن الاتيان بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية وبالرئيس سعد الحريري أو من يسميه رئيساً لمجلس الوزراء، كما تتضمن شكل الحكومة وقانون الانتخاب.

وتشير المعلومات الى أن اختيار فرنجية، قد أتى بعد أن أقفلت كل الابواب وهو الذي بامكانه أن يطمئن «حزب الله» في حين يطمئن رئيس الوزراء الطرف الآخر، وبهذا تسير البلاد نحو النمو الاقتصادي وتعود الحياة السياسية شيئاً فشيئاً الى طبيعتها.

وتلفت مصادر مطلعة، الى ان الرئيس سعد الحريري سوف يستأنف في مرحلة ما قبل الأعياد – بغض النظر عن مكان تواجده- اتصالاته بمختلف الاطراف السياسية لا سيما الحليفة منها لطمأنتها، وفي حال لم يتم الانتخاب قبل رأس السنة، فإن المشاورات سوف تستمر للوصول الى الغاية المرجوة بأقل خسائر ممكنة.

وفي ما يتعلق بجلسة انتخاب الرئيس يوم الاربعاء في السادس عشر من الجاري، فإن الامر لا يزال ضبابياً وإن انعقاد الجلسة غير محسوم حتى الساعة، لأن أكثر من طرف لايزال في مرحلة رفع أسهمه وطلب الغنائم لا سيما «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» اللذين على ما يبدو باتا مقتنعين بأن فرنجية سيدخل قصر بعبدا عاجلاً أم آجلاً.

ووفقاً للأرقام ولموازين القوى الحالية، فإن غالبية الأطراف تعلن أنها سوف تشارك في جلسة الانتخاب بعد أن تنضج الطبخة الرئاسية، وقد يكون الخيار بين فرنجية والنائب ميشال عون الذي يبدو متمسكاً بترشحه في وجه حليفه، على أن تميل الدفة لصالح فرنجية الذي سيحصد أصوات تياره وتيار المستقبل وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والمستقلين المسيحيين وربما الكتائب والطاشناق، علماً أن القوات اللبنانية سوف تشارك مبدئياً والأرجح بورقة بيضاء، اذ أن انتخاب عون نكاية بالطرف المتبني لفرنجية، سيعرض علاقة القوات بالسعودية الى الاهتزاز.

أما «حزب الله»، فمن المرجح أن ينتخب عون ويكون بذلك قد أمن النصاب لصالح فرنجية من جهة ولم يتخلَّ عن حليفه عون من جهة أخرى وهو يدرك ان اقتراعه هذا لن يقدم أو يؤخر.