IMLebanon

وطن التوافق

 

إذا كان ثمة ما يدعو الى الارتياح في هذه المرحلة كثيفة الغيوم والهموم هو التفاهم القائم بين رئيس الجمهورية وكل من رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة والى حدٍ أيضاً بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.

 

تعالوا نتخيل الوضع في لبنان من دون هذا التفاهم. تعالوا نتصور معارك جانبية بين عين التينة وقريطم وبين كل منهما وبعبدا في وقت تلتهب المنطقة قياماً وقعوداً بالصراعات على أنواعها: صراعات مذهبية. صراعات حدودية. صراعات نفطية – غازية الخ…

 

ونتصور تلك الخلافات (لا سمح الله) ولبنان تحت وطأة العقوبات المفروضة على حزب الله مع ما يرافقها من سقوف أميركية مرتفعة تراوح بين التهديد المباشر أو عبر الاسرائيلي!

 

وتعالوا نتصور نسخة جديدة ومنقحة  من «حرب المكاتب» التي نشبت في التسعينات بين الرؤساء الياس الهراوي ونبيه بري و(الشهيد المرحوم) رفيق الحريري. اذ كانت نحو 72 ساعة لا حديث فيها سوى هجوم من «مكتب» واحدهما على «مكتبي» الآخرين. وكم دفعت المكاتب ثمن حرب لا ناقة ولا جمل لها فيها.

 

من دون أدنى شك كانت الأحداث والتطورات الخطرة جداً التي انطلقت من الجبل ستؤدي الى نيران  فتنة  يُعرف كيف تبدأ ولكن لا يعرف كيف تنتهي.

 

ويجب تثمين مبادرة الرئيس نبيه بري في التوجه الى قصر بعبدا حيث لقي ترحاباً ليس فقط على الصعيد الشخصي إنما كذلك بما كان يحمل من مقترح تجاوب معه الرئيس ميشال عون بقوة وهو الذي بدأ يعمل على تسهيل مهمة اللواء عباس إبراهيم منذ اليوم الأول لانطلاقتها. وفي هذا السياق يُفهم استدعاؤه الأمير طلال أرسلان والوزير الغريب الى بعبدا أول من أمس داعياً إياهما الى ضرورة الانخراط في مساعي الحل التي كان الرئيس عون قد تبلغ أن الوزير وليد جنبلاط انخرط فيها بدوره…

 

وعليه بات شبه محسوم أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل إيجابيات ملحوظة بالنسبة الى أحداث الجبل بما ينهي (أو يقلل من) الاحتقان والتشنج ويعيد مسحة (جدية) من الهدوء الى الجبل.

 

وفي المعلومات أنه على أهمية «الرغبة» في التسوية لدى أطراف النزاع فإن ما عجل فيها بضعة عوامل نذكر منها الآتي:

 

1- لقد ثبت تعذر قيام حلف (…. حقيقي) بين بري – الحريري – جنبلاط – جعجع – فرنجية. ولا مجال للدخول في سبب عدم إمكان قيام هذا الحلف.

 

2- لقد تبين أن «الصوت الملك» في التصويت في مجلس الوزراء على الإحالة أو عدمها على المجلس  العدلي سيكون الى جانب الإحالة… وهنا، أيضاً، لا مجال للإسهاب في الموضوع. علماً أن هذا الصوت هو لوزير المردة في الحكومة يوسف فنيانوس.

 

3- إن التسوية الرئاسية لا تزال قوية وثابتة وأن ما تتعرض له بين حين وآخر قد يلفحها بهواء بارد لكن، لا يؤثر في خلخلة أساساتها (…)

 

والمواطن اللبناني لا يهمه شيء من التفاصيل التي يكمن الشيطان فيها. فقط تهمه الإيجابية… وهي كلمة ترددت مرات عديدة على لسان سعد الحريري بعد مقابلته رئيس الجمهورية في قصر بعبدا أمس.