الوزير محمد المشنوق ليس نجل الوزير عبدالله المشنوق وحسب، لكنه الحليف السياسي الأبرز لرئيس الحكومة تمام سلام.
والوزير نهاد المشنوق وزير الرئيس سعد الحريري، المطلوبة محاسبته، وإبن عمّ الوزير محمد المشنوق.
إذاً، ثمة مشنوقان في الحكومة.
وحكومة تمام سلام هي الآن موضوع المساءلة والمحاسبة، في الأزمة البيئية الجامحة لكل الأوضاع والأفكار.
والمشنوق الأول انسحب من لجنة البيئة، ولم يستقل.
والمشنوق الثاني طالب المتظاهرين بمغادرة مقر وزارة البيئة، في الطبقة الثامنة من بناية اللعازارية. ولم يغادروا في سلام.
لكن حكومة تمام سلام، صامدة.
لا أحد يُفتي عن الحكومة في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، منذ سنة وبضعة أشهر.
هل يستطيع الوزير أكرم شهيب، حلّ ما عجز عنه الوزير محمد المشنوق، وهو وزير بيئة سابق.
هل يمكن أن يرحل المشنوقان، عن السلطة الباقية في خضمّ اضطرابات سياسية وأمنية.
لماذا أصاب المشنوقان ما أصابهما من أزمات، وهل لتصرّف كل منهما والزيارات الى الخارج، ضروب من الخلاف السياسي، ولكل منهما باع طويل في الخدمة العامة؟
لماذا هذا الامعان في معاداة الناس؟
ولماذا هذا الامعان في معاداة قوى الأمن.
ولماذا تنديد المتظاهرين بالمواطنين.
ولماذا وصل الجميع الى نقطة اللارجوع سياسياً.
ولماذا أقدم عناصر من ٨ و١٤ آذار والمستقلين، على بلوغ العداء السياسي حدوداً تفوق حدود التفاهم.
أخرجت القوى الأمنية بالقوة المعتصمين في بناية اللعازارية، حيث كان يعتصم وزير البيئة محمد المشنوق.
ولماذا كان الاندفاع غير المسبوق، لأجهزة وزارة الداخلية، في معاداة المواطنين.
وهل ما أقدم عليه وزير الداخلية، يفوق المألوف.
وعلى رغم الأحداث، بقيت باحات متاحة للتظاهر، ولو دفع الصحافيون والمصورون ثمناً غالياً، في سبيل تغطية مهنية حيناً، وسياسية أحياناً.
وهو أمر غير مسموح به، في مثل هذه المواقع.
لقد استدعى وزير الاعلام رمزي جريج، في الأسبوع الفائت رؤساء الأجهزة التلفزيونية، للتشاور حول وسائل التغطية الرصينة، لكن الرصانة تذهب بها أحياناً سرعة البث.
طبعاً، لا أحد مع العنف في التعامل مع الحريات وروادها، لكن لا أحد أيضاً مع الافراط في الاعتداء على القوى الأمنية.
ماذا تريد ١٤ آذار؟
الى أين تريد أن تواجه روّاد الحرية.
هل كان العداء مع العماد ميشال عون، هو من يدفع الى التحجّر لا مع الحوار.
التظاهر حق يضمنه الدستور.
لكن، العداء للدستور، هو جريمة نكراء ضد التعقل والحوار.
لماذا فقد أنصار البيئة، صوابهم، مع وزير البيئة وهو معروف برصانته الاعلامية، وهو مدير سابق للوكالة الوطنية للاعلام؟
ولماذا ظهر وزير الاعلام، وكأنه معادٍ للحريات مع انه معروف عنه بأنه أحد أبرز روّاد الحريات؟
هل انصاف البلديات متعذّر الآن، مع ان حجم الفساد كبير؟
ولكن، تبقى الحريات الأمل الوحيد للخلاص من الفساد.
هل يكون الانجاز الذي اقترحه الرئيس نبيه بري هو الطريق الى ايجاد مخرج سياسي لأزمة غير سياسية.
هل يفقد المواطن حقوقه، بمجرد ان يتجاهل ما حصل يوم السبت؟
لقد نزل مائة ألف مواطن الى الشارع، وقالوا ما يريدون.
… وتسلل شذّاذ الآفاق الى صفوف الناس، وراحوا يرشقون الناس بالحجارة، ويشيرون بأيديهم الى ما يشكّل جريمة يحاسب عليها القانون.
هؤلاء هم غلمان الارهاب في حقبة مقاومة الارهاب.