IMLebanon

«عصفورية»

 

كنا نتمنّى ألاّ نكتب عن جبران باسيل، عفواً معالي الوزير سعادة النائب الذي رسب مرتين الى أن ركب القانون الذي يستطيع الوصول الى النيابة بموجبه بعد وصول عمّه الى رئاسة الجمهورية.

 

صحيح أنه سوبر وزير انطلاقاً من شرعيته التي خذلته مرتين، وهو أكثر من ينطبق عليه المثل الشعبي «بيدبك بجزمة غيره».

 

يعتبر نفسه أنه هو الرئيس ميشال عون، ويعيش عقدتين، العقدة الكبرى في حياته هي بشير الجميّل الذي عمل زعيماً كبيراً بفترة زمنية قصيرة قياسية، ولكن ينسى جبران أو يتناسى أنّ بشير كان ابن بيار الجميل، وشئنا أم أبينا فإنّ حزب الكتائب كان في ذروة عهده الذهبي، وأثبت بشير أنه كان زعيماً حقيقياً كونه كان يتمتع بأهم مواصفات الزعامة: أي النظافة، لأنه كان لا يهتم بالأمور المالية، شعاراته وأهدافه كانت تحرير لبنان من السوري والفلسطيني، هذا أولاً.

 

ثانياً- يستغل جبران وجود عمّه الجنرال ميشال عون في السلطة ليتصرف كأنه هو الرئيس، هنا وصل الى رئاسة «التيار الوطني الحر» بالتعيين وليس بالانتخاب لأنّ الرئيس ميشال عون يريد ذلك.

 

لا يترك جبران مناسبة إلاّ ويدعي فيها بأنه يريد استعادة الحقوق المسيحية، ومن أسف هذا الشعار له جمهور غبي يشبه من يرفعه لأنه لو دخلنا في هذه المعادلة لتبيّـن لنا، بحسبة صغيرة، أنّ المسيحيين أصبحوا اليوم ثلث عدد السكان، ولولا «الطائف» ولولا التسامح الاسلامي ما كان المسيحيون يستطيعون أن يحصلوا على المناصفة في مجلس النواب والحكومة، ولكن هذا ليس في حساب جبران لأنه يعرف هذه الحقيقة، ولكنها لا تناسبه من قريب أو من بعيد.

 

الرئيس سعد الحريري يتصرف وكأنه ام الصبي، يتغاضى عن الكثير من الجزئيات حفاظاً على الوحدة الوطنية وعلى الاستقرار وعلى وأد الفتنة الطائفية التي لا مصلحة لأي لبناني فيها، بل الحقيقة أنّ مَن لا يحب لبنان يتصرف بشكل جزئي من زاوية ضيّقة جداً هي من أجل المصلحة الشخصية بغض النظر عن ردود الفعل والتداعيات التي يمكن أن تؤدي الى ضياع البلد.

 

نعود الى بشير الجميّل الذي كان لا يعلم ولا يهمه الموضوع المالي، لا بواخر ولا ملفات موبايل (الخلوي) ولا ملفات كهرباء، ولا تعيينات، ولا عدد نواب ولا مراكز كما يفعل جبران.

 

 

إلى ذلك، أكبر دليل على أنّ أي اتفاق مع جبران هو فاشل، ونستطيع أن نؤكد ذلك بمثلين:

 

1- «اتفاق معراب» الذي نصّ على توزيع المناصب المسيحية بالمناصفة بين «التيار» و»القوات»، وهذا لم يحدث لا في الوزراء ولا في النواب، والعكس صحيح كان جبران يبحث كيف يحجّم «القوات».

 

2- الاتفاق الثاني مع الرئيس الحريري، وهنا نردد ما قاله الوزير نهاد المشنوق الذي كان من أكثر المشجعين للتسوية الرئاسية.

 

لا شك في أنّ الرئيس الحريري مصاب بخيبة أمل من جبران، ولو أردنا تعداد المخالفات والاستفزازات التي يفتعلها جبران يومياً لما اتسعت صفحات الجريدة كلها لتعدادها.

 

نكتفي اليوم بهذا القدر، ولنا عودة الى هذا الموضوع.