من موقع معرفتي ومحبتي لخادم الحرمين الشريفين ومن الواقع العربي الحالي الذي قلّما كان في تاريخ العرب مثيل له، أقول إنّه لا بد من أن ننظر الى ما يجري في ليبيا، وما يجري على الحدود بين الجزائر والمغرب، وما يجري في سوريا، وما يجري في العراق، حيث لا تشكل حكومة إلاّ بعد موافقة إيران، كما هي الحال في لبنان، ومع ذلك فإنهم يتهمون المملكة بأنها هي التي تمنع الرئيس المكلف سعد الحريري من تشكيل حكومة بينما الحقيقة هي إيران التي تريد أن توظف الورقة اللبنانية في مشكلتها مع الولايات المتحدة الاميركية.
وإذا نظرنا الى حرب اليمن التي هي نسخة مصغرة عن الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988، يتبيّـن أنه بدل إيران اليوم فالحوثيين يقومون بالدور، وبدل العراق فالدول العربية ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
ولا بد من القول إنّ هذه الحرب اخترعها وصممها الذي لا يريد لها أن تنتهي إلاّ بعد السطو على المال السعودي من النفط ومن غير النفط، كذلك بعد الحصول على ثروات الامارات العربية! تصوّروا يا جماعة لو ان هذه الأموال تستثمر في الصناعة والزراعة وتطوير البلاد العربية أين كنا قد أصبحنا اليوم!
نعود الى توريط المملكة في تلك الحرب التي لم تكن تريدها ولكنها أُجبرت عليها بعدما سيطر الحوثيون (أي الايرانيون، أي الفرس) على اليمن فكان لا بد من الدفاع عن النفس، وهنا أيضاً فإن مَن يخطط لما يجري في العالم العربي هو نفسه الذي جاء بهذا النظام الفارسي صاحب مشروع ديني متطرّف يحمل نظرية التشيّع في العالم العربي والاسلامي، إذ يريد لمليار و350 ألف مسلم سنّي أن يصبحوا شيعة! لماذا؟ لكي يكونوا تحت ولاية وكيل حاكم المكان والزمن الولي الفقيه آية الله علي خامنئي.
نعود الى خادم الحرمين الشريفين الذي كان قبل أن يتسلم الحكم ظل الملك فهد رحمه الله وقبله الملك فيصل، وكان أيضاً حكيم العائلة إذ ان أي نزاع في عائلة آل سعود كان الملك سلمان هو الذي يحكم فيه وينهيه.
فإنطلاقاً من معرفتي ومحبتي وتقديري واحترامي لهذا الانسان الكبير كم أتمنى لو أنّ خادم الحرمين الشريفين يأخذ المبادرة ويجتمع مع الشيخ حمد بن خليفة الرئيس الفعلي لدولة قطر، ولا مشكلة أن يكون نجله الذي يتسلم السلطة بإشرافه، أن يجتمع ويحل المشكلة مع قطر، وأن يعود مجلس التعاون الخليجي الذي أسسته المملكة العربية السعودية فكانت الوحدة العربية الوحيدة الصامدة بعد انهيار الوحدات العربية، لأنه غير مسموح أن تكون هناك أي وحدة بين قريتين كما كان يقول المرحوم الرئيس حافظ الأسد، وهنا لا بد من توجيه التحية الى دولة الامارات العربية المتحدة وإلى أبناء المغفور له الشيخ زايد مؤسّس دولة الامارات العربية المتحدة الذي بحكمته وسعة صدره استطاع تحقيق وحدة عربية.
أخيراً، قد يلومني البعض على هذا الإقتراح ويبدأون بتعداد المشاكل التي تختلقها دولة قطر والأحلاف التي تقيمها قطر ضد المملكة العربية السعودية أولاً ثم ضد العالم العربي بالرغم من كل العلاقات المشبوهة مع الإخوان المسلمين الذين يريدون السيطرة على الحكم في مصر ولكن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وأنقذ مصر والشعب المصري والأمة العربية من هذا السرطان، والعقبى عندما نخلص من أردوغان.
هذا هو الواقع العربي، ونحن نعلم والجميع يعلم أنّ قضية فلسطين هي القضية المركزية للعالم العربي، وبسبب المشاكل التي أوردناها أعلاه فإنّ إسرائيل (مغتصبة فلسطين) هي التي تستفيد من ذلك كله، خصوصاً وأنّ ردود الفعل العملية على ما تقوم به الدولة الصهيونية معدومة كلياً.
فقد نقلت السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، ولم يتحرّك أحد، والأمثلة كثيرة…
كيف سنجابه هذا الواقع فيما الخلافات العربية تزداد وتتعمق؟!.
من هنا ندعو الى وقفة تاريخية يحققها خادم الحرمين الشريفين، كونه الوحيد المؤهّل لحل الخلافات العربية، بدءًا بالخلافات الخليجية، فتبدأ هذه الوقفة بحل الخلاف مع قطر… فنوقف المشروع الفارسي وأيضاً المشروع الاسرائيلي المتحالف معه.
عوني الكعكي