IMLebanon

الأمل المعقود على البلد

الآن، هناك بداية.

بداية لاستعادة الدولة.

ونهاية لدويلات… اذا ما صحّت الآمال المعقودة على عودة الدولة الى البلد.

والوطن استعاد رئاسة الجمهورية.

وبدأ بالتخلّص من عصور الترويكا.

وتحرر من عقدة الدويكا.

في زمان الوصاية أصبح على رأس السلطة ثلاثة مواقع، يزور كلا منها كل من يحضر الى لبنان من الخارج.

ويقصد الرؤساء الثلاثة كل من له غرض أو منفعة أو يريد حصة حرزانة في السلطة، أو حقيبة وازنة في أي حكومة يجري تأليفها.

هكذا مسخوا اتفاق الطائف، وحوّلوه الى سلطة لا سلطة لها.

وعندما احتجّ الرئيس حسين الحسيني على هذه البدعة، بادر الحاكمون من الخارج الى القول، اذا، اختلفوا بين بعضكم بعضا ونحن نتكفّل بالمصالحة والمسامحة.

وهكذا أصبح الطائف قصة من قصص ألف ليلة وليلة.

***

طبعا، لا أحد يشير الى هذه الأخطاء، للشماتة بل للأصالة.

واتفاق الطائف أضحى منذ العام ١٩٩٢ ممسحة في يد السلطة الغريبة، وممسكة لكل من يريد تعطيل عمل الدولة!!

في الانتخابات النيابية الأولى، التقى ٢٨ سياسيا في مربع طرابلسي عريق، لاعلان اللائحة الأولى في الشمال.

فكانت المفاجأة ان أغلب الحاضرين لم يعرفوا بعضهم بعضا.

لكن الارادة العليا جمعتهم، وأصبحوا رفاق معركة ونيابة.

وفي الجلسة الأولى للمجلس النيابي، كان من بينهم خطيب بارع زين الحياة النيابية الجديدة، ببلاغته وكلماته، مما حمل سيّدة وقفت ضدّ مجلس الثلاثة عشر من المنتخبين، انها ندِمت لأنها لم تقترع، باعتبار ان المقاطعة حرمتها من اعطاء صوتها لذلك النائب الجديد، في نوعيته وبلاغته، واتصلت بالمحامي محمود طبو معتذرة.

أمس، كان في بعبدا للمرة الأولى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وكان أيضا سماحة مفتي الجمهورية السورية الذي زار بكركي، وعاد من ثم الى دمشق.

وهذا يوحي بأن بداية درجت على طريق بعبدا، وان رئيس الجمهورية هو رأس الدولة.

وليس على من يزوره، ان يزور سواه ممن أسموهم زورا بالرؤساء الثلاثة.

في البلد دستور.

واحترام وثيقة الوفاق الوطني، يعيد اليها الأصالة والصيانة، وهذا ما ينبغي فعله من الآن وصاعدا.