Site icon IMLebanon

الأمل بنجاح العهد والحكومة يسحب السجالات التي لا طائل منها

عاش البلد على حبلٍ مشدود منذ 25 أيار 2014، تاريخ بدء الفراغ الرئاسي، حتى 31 تشرين الأول 2016، تاريخ ملء الفراغ الرئاسي ثمَّ تشكيل الحكومة، أفلا يحقُّ له أن ينزل عن الحبل الذي كاد في أكثر من مرة أن يتحوّل إلى حبل مشنقة تلف حول عنقه.

والشعب الذي حمل الفراغ وتحمَّل تبعاته، على مدى عامين ونصف العام، يحقُّ له في ما تبقّى من أيام حتى آخر السنة، أن يأخذ عطلة من السياسة، ليدخل إلى السنة الجديدة بقلبٍ مفعم بالأمل وبعقلٍ منفتح، بعدما كاد العامان الأخيران أن يقطعا الأمل من قلبه والإنفتاح عن عقله.

***

لا نغالي إذا قلنا أنَّ البيان الوزاري للحكومة الجديدة هو من أسهل البيانات الوزارية التي يمكن أن تصدر، لا حاجة إلى جُمل مطوّلة أو مقاطع فضفاضة، كل ما في الأمر أنَّ البيان الوزاري يمكن أن يتألف من عدة كلمات، فقط لا غير، ومن هذه الكلمات:

النفايات، المياه، الكهرباء، الطرقات، البيئة، التعليم، الطبابة والإستشفاء، الأمن، الإستقرار، الفساد، النازحون واللاجئون.

هذه عيِّنة من مفاتيح البيان الوزاري، والتي يمكن اختزالها بكلمات وليس بمطوَّلات، والمرجّح أن تجد آذاناً مصغية في معرض الإستماع إليها، لأنَّ كلَّ كلمة في هذا النص تحمل إدانة للتقصير الذي يطاول العهود السابقة.

***

من الظلم تحميل العهد الذي لم يمر عليه أكثر من خمسين يوماً، التبعات. كما من الظلم تحميل رئيس الحكومة مضاعفات التركات من العهود السابقة. دعوا الناس تتنفس الصعداء في ما تبقّى من أيام هذه السنة، وعندها لتبدأ السنة الجديدة بخطوات البيان الوزاري الذي حددناه بكلمات وليس أكثر.

***

إنَّ الإيجابيات التي تحققت حتى الآن يمكن البناء عليها:

فليس قليلاً أن تكون الحرائق مندلعة في أكثر من بلد حولنا، فيما نحن في مأمن:

ها هو الإرهاب يضرب في تركيا والأردن بالتزامن مع ضربة موجعة في المانيا، أما في سوريا فحدِّث ولا حرج. ليس سهلاً أن تكون الحروب والحرائق مندلعة حولنا ونحن في استقرار، أيّة مناعة يختزنها هذا البلد؟

ولأنه كذلك، يجب المحافظة عليه وتقوية مناعته، حيث أنَّ هذه المناعة تكاد أن تحوِّله إلى البلد الأكثر استقراراً في المنطقة. فماذا نريد من نِعمٍ أكثر من هذه النعمة؟

بالأمس اتُخِذت الصورة التذكارية للحكومة، هذا المشهد لم يألفه اللبنانيون منذ العام 2014، آنذاك كانت الحكومة لشهور معدودة إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن حسابات الحقل الحكومي لم تطابق حسابات البيدر الرئاسي، فعاشت الحكومة سنتين ونصف السنة بدل شهرين ونصف الشهر.

اللبنانيون الذين اكتووا من الحليب ينفخون على اللبن، يتمنون ألا تتكرر هذه الواقعة، ويأملون احترام المواعيد بحيث يكون فصل الربيع ربيع الإنتخابات النيابية وفق قانون جديد.

***

اللبنانيون متحمسون لدخول السنة الجديدة للإنطلاق في موازاة سياسة فاعلة للحكومة، وحتى ذلك الحين دعوا الناس يُعيِّدون.