IMLebanon

هرمز..النّفط مقابل النّفط  

 

الصراخ الإيراني والتهديد بمعادلة «النّفط مقابل النّفط» وبإغلاق مضيق هرمز، معركة «واهية» سبق وخاضتها إيران قبل سنوات ستّ، يومها حمل التهويل الإيراني عنوان «استراتيجية ما بعد إغلاق هرمز»، ولم يختلف التهويل عمّا نسمعه منذ أيام متنقلاً على ألسنة المسؤولين الإيرانيين، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني من سويسرا الدول المجاورة لإيران «بقدرة بلاده على منع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا ما استجابت الدول لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء نفط إيران»، ليتراجع عن هذا التهديد بالأمس رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بشه بقوله»إن إيران لا يمكنها إغلاق مضيق هرمز، وأنّ الرئيس لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة، إغلاق مضيق هرمز».

 

عاش العالم مطلع العام 2012 نفس الأزمة والتهديدات الإيرانيّ، يومها كان باراك أوباما «يطبطب» على إيران ويغضّ النظر عنها، يومها استخدمت إيران أسلوب الغل والنعومة وركضت باتجاه السعوديّة التي قطع وزير نفطها علي النعيمي لنظيره الإيراني رستم قاسمي بعدم تعويض نقص النفط الذي يسبّبه وقف استيراد النفط الإيراني، المناورات الإيرانيّة والتهديدات كذلك لم تتغيّر، إيران هي نفسها، يُهدد مرشدها أو رئيسها ثم يتراجع خطوة عن تهديده،فـ «ينبق» الجنرالان قاسم سليماني ومحمد علي الجعفري ليؤكّدا أنه سيتم تنفيذ تهديد إيران في إغلاق مضيق هرمز إذا دعت الحاجة، فيلم إيراني طويل ومملّ، وللمناسبة إيران دولة جبانة جدّاً، وهي تغامر على غير أرضها وبأرواح الآخرين، وعندما يصل «الموس إلى ذقنها» لا مانع لديها من أخذ الشيطان الأكبر بالأحضان!

سبق واستخدمت إيران مضيق هرمز في مناورة رفع للسقف على عتبة آخر فرصة مفاوضات بينها وبين مجموعة الخمسة + واحد، قيل يومها إنّ هناك قرار إيراني بإعداد مشروع قرار للعرض على البرلمان الإيراني يدعو إلى إغلاق مضيق هرمز بالكامل فعلاً في حال فشل موعد 15تموز 2012 بتحويل مضيق باب السلام أو مضيق هرمز إلى بوابة جهنّم على وقع الصواريخ البالستية والمناورات، للمناسبة؛ منذ القرن السابع قبل الميلاد ومضيق هرمز يلعب دوراً دوليا وإقليميا هاماً أسهم في التجارة الدولية وقد خضع للاحتلال البرتغالي ثم سائر الدول الأوروبية خصوصاً بريطانيا لتنتشر الشركات الغربية المتنافسة، ويتراجع الأمن مع غزوات القراصنة، ولطالما اعتبرت بريطانيا مضيق هرمز مفترق طرق إستراتيجية، وطريقاً رئيسيّاً إلى الهند، فتدخلت بأساليب مباشرة وغير مباشرة في شؤون الدول الواقعة على شواطئه لتأمين مواصلاتها الضرورية، فارضة الاحتلال ومتصارعة مع الفرنسيين والهولنديين لسنوات طويلة، إضافة إلى صدامها مع البرتغاليين ابتداء من العام 1588 بعد معركة الأرمادا وإثر إنشاء شركة الهند الشرقية، وبذلك ضمنت بريطانيا السيطرة البحرية على هذه المنطقة.

في العام 2012 وفي مواجهة نفس الأزمة اقترحت صحيفة الحرس الثوري «صبح صادق» ستة اقتراحات لمواجهة العقوبات المفروضة على طهران أهمها «توريط أميركا والغرب في المزيد من المشاكل الإقليمية»، المدهش، أنّ نفس السيناريو «الهرمزي» يعاد تمثيله بنسخة جديدة بعد سنوات ستّ مملّة من المراوحه في ملفّ إيران وإرهابها المستمرّ في المنطقة