هناك كارثة إنسانية تقع بحق السوريين، وتتزايد بسبب الإهمال من قبل المجتمع الدولي المتقاعس في التصدي لجرائم نظام بشار الأسد، وهو ما أوصلنا لأزمة اللاجئين المأساوية. وللأسف، وعلى خلفية كارثة اللاجئين هذه، نجد حملة ظالمة تتهم دول الخليج العربي بالتقاعس عن مساعدة اللاجئين السوريين وغيرهم، وهي حملة هدفها التأليب على الخليج، وكالعادة. وفي قصة السوريين تحديدًا، فإن الأرقام، ميزانيات وبشرًا، تظهر أن الخليجيين، والسعودية، مثلا، لم تقصر بحق السوريين، وغيرهم. وكما كتب الأستاذ عبد الرحمن الراشد بمقاله هنا «الخليج ولاجئو سوريا»، فإن «نسبة كبيرة من الأموال التي تنفقها المنظمات الدولية، وتلك التي تتلقاها الحكومات المضيفة وتنفقها على اللاجئين مثل لبنان والأردن تأتي من دول الخليج». وإن دول الخليج هي الممول الأكبر لنحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري ويمني بمناطق متفرقة. و«أقرت الحكومة السعودية استثناء السوريين، واعتبارهم الجنسية الوحيدة غير المطالبة بتجديد تأشيراتها ولا ملزمة بعقد عمل للبقاء داخل هذه البلدان، أو بعضها. وفي السعودية اليوم أكثر من نصف مليون سوري، يمثلون الجالية الثالثة الأكبر بعد المصرية واليمنية. كما تجاوز عدد أبناء أفراد الجالية اليمنية المليون في السعودية منذ اندلاع الحرب، وتم منح كل اليمنيين اللاجئين والمتسللين بطاقات إقامة شرعية في السعودية، التي تسمح لهم بالبقاء وحق العمل».
هذا ما كتبه الأستاذ الراشد، وأزيد وأذكر أن السعودية تبرعت أيضًا للاجئين العراقيين المتضررين من أزمة «داعش» وغيرها، وسلمت تبرعها للأمم المتحدة! فهل يمكن بعد كل ذلك التحريض على الخليج، أو السعودية؟ بالطبع لا. الحقيقة التي يجب أن تقال بوضوح هي أنه عيب أن تناقش إسرائيل عملية استقبال لاجئين من عدمها بينما يحرض البعض ضد دول الخليج، بدلا من انتقاد تجار «المقاومة والممانعة» الكاذبة. عيب على الجماعات الإسلامية، وتحديدًا الإخوان المسلمين، وعيب على مدعي العروبة. وعيب على إيران، وأتباعها، أن تناقش إسرائيل إمكانية استضافة السوريين من عدمها والأسد يقتل السوريين بالكيماوي، والبراميل المتفجرة، وبأموال ورجال إيرانيين، ودون أن يكسر مدّعو «المقاومة» الكذابة، والعروبة، والنصرة الإلهية، صمتهم، ويتركوا تخاذلهم، ليدينوا الأسد، وحلفاءه، بوقت تذبح فيه الأقلية والأكثرية بسوريا، والعراق.
نقول عيب على «الإخوان المسلمين»، والجماعات الإسلامية الأصولية، لأنها لم تدن «داعش» وغيرها، كما ينبغي، سواء بسوريا، والعراق، ومصر، أو ليبيا، ولأن غزة اليوم تشهد نفس معاناة اللاجئين! عيب ألا يدان الأسد من قبل البعض بالخليج، ومعه إيران، وها هو السيستاني يطالب بوضع حد لتحركات قاسم سليماني بالعراق! عيب ألا تدان الخلايا الإيرانية الإرهابية بالبحرين والكويت. وعيب على المثقف العربي أن يوجه سهام النقد بغرق الطفل السوري لغير الأسد، ومن يقف خلفه. نقولها ويغضب من يغضب، لأنها شهادة للتاريخ، وإدانة لمن يستحق الإدانة، وليس الخليج، وأهله.