وسط أجواء هادئة، خاض أهالي البقاع الشمالي الانتخابات البلدية، فقد أجمع أبناء البلدات على أنّ المتنافسين هم «أهل البيت الواحد». وقد شهدَ قضاء الهرمل معاركَ متنقّلة كان أشدّها في بلدة القاع ذات الغالبية المسيحية.
على وقع الأناشيد والخطابات الحماسيّة، بدأت بلدة القاع استحقاقها، أمّا المكاتب الانتخابية فوضَعت من الصوَر واليافطات ما يكفي لتضفيَ على البلدة جوّاً من الحماس والترقّب.
إقبالٌ كثيف شهدَته هذه البلدة الحدودية، خصوصاً من الجيل الشاب الذي عبّر عن اندفاع لا مثيلَ له، زحمة السير كانت خانقة قرب مراكز الاقتراع، وقد اتّخذ الجيش إجراءات مكثّفة في محيطها، فيما تولّت قوى الأمن المهامّ أمام المداخل وفي أقلام الاقتراع.
بين لائحة «أرضي هويتي» المدعومة من حزب «القوات اللبنانية»، ولائحة «الإنماء والإصلاح – القاع» المدعومة من «التيار الوطني الحر» والحزب «القومي السوري الاجتماعي» وحزب «البعث»، ولائحة «التخطيط والإنماء» المدعومة من المستقلين، احتدمت المعركة في ظلّ أجواء أخوية: المندوبون والمناصرون جلسوا مع بعضهم، ضحكوا، تبادلوا التوقّعات وتمازَحوا.
لكنّ الأجواء التي بدت ديموقراطية لم تخلُ من التوتّرات والحزازيات، فحصَل تلاسُن بين بعض الأشخاص على خلفية دخول أحد المندوبين مع شخص يعاني وضعاً خاصّاً لمساعدته على الاقتراع، وسط حديث عن إجبار شخص ابنتَه على الاقتراع للّائحة التي يحددها هو، إضافةً إلى تلاسُنٍ جاء في إطار المزاح بين رئيس إحدى اللوائح وشخص آخر.
في المقابل، لم تشهد انتخابات الهرمل حماوةً، إذ تحدّثَ أهلها عن معركة محسومة: «أكيد الأحزاب بتِربح»… وهذا ما أكدته النتائج ليلاً. في وقت وصلت نسبة الاقتراع في مجمل القضاء إلى 35 في المئة، فيما بلغَت في مدينة الهرمل 28 في المئة، وفي بلدة فيسان 50 في المئة، وفي بلدة الشربين 40 في المئة، و50 في المئة في مزرعة سجد و25 في المئة في الشواغير. ولم تسجّل حوادث تُذكر في هذه البلدات، وقد عبّر رؤساء الأقلام عن ارتياحهم لسير العملية الانتخابية.
في بلدة القصر، وصلت نسبة الاقتراع إلى 45 في المئة، وقد دعَم «حزب الله» وحركة «أمل» و»البعث» لائحة «التنمية والوفاء» المكتملة من 18 عضواً، فيما دعَم الرئيس السابق لبلدية القصر علي زعيتر و«القومي» وبعض المتموّلين لائحة غير مكتملة من 16 عضواً.
أمّا بلدة النبي عثمان فشاركَ فيها 2800 مقترع، لاختيار 15 عضواً للبلدية و3 مخاتير، وانحصرَت المعركة بين لائحة مدعومة من «حزب الله» و«القومي»، وأخرى غير مكتملة وتضمّ مرشّحين منفردين.
في بلدة العين شاركَ نحو 7700 ناخب في اختيار 15 عضواً للبلدية في معركة تنافسية بين الأحزاب والعائلات، فيما شهدت بلدة الفاكهة التي ينتخب فيها نحو 7350 ناخباً كثافةً في نسبة المرشّحين، حيث تقدّم 62 مرشّحاً بلدياً لـ 18 مقعداً وموزّعين على أربع لوائح مدعومة من العائلات.
الجوّ في البلدة كان حماسياً، حيث كانت نسبة اقتراع الشباب مرتفعة، ولم تقع أيّ إشكالات بين أبناء البلدة. إلّا أنّ اللوائح التي ترشّحَت في وجه الأحزاب هدفَت إلى تسجيل موقف، خصوصاً أنّ المرشّحين بغالبيتهم مِن الجيل الجديد.
أمّا رأس بعلبك، البلدة التي يصِفها أبناؤها ببلدة «العِلم والثقافة»، فقد أصرّ أهلها على عيشِ الأجواء الانتخابية بروح رياضية، ليختاروا بين لائحتين، إحداهما مكتملة ومدعومة من الأحزاب، وأخرى باسم العائلات، مدعومة من الوزير السابق ألبير منصور و»القومي». وقد تخَطّت نسبة الاقتراع الـ 60 في المئة وارتفعَ عدد الناخبين الشباب الطامحين للتغيير.