IMLebanon

مجلس النواب… والتنويم المغناطيسي

ثلاثمئة وثمانٍ وتسعون ليلة مضت على الشغور الرئاسي، ولا تزال شهرزاد تروي في كل ليلة قصةً، والسيف مسلطٌ على عنقها وصولاً الى الألف ليلة وليلة.

وبالرغم من إنعقاد خمس وعشرين جلسة نيابية، لم تحدث الأعجوبة… لم يبشّر «المجوس» بالولادة… ولم تلِدْ «أليصابات» مولوداً «لذكريا» بعد طول عقم، فانحدرت السلطات هبوطاً ليصبح القصر حقيبة وزارية، وتصبح كل وزارة قصراً، ويصبح في كل وزارة رئيسٌ ملِك.

ومع هذا المسلسل المأساوي لا يزال القصر المهجور ينتظر الرئيس الماروني القوي، ولا يزال الرئيس الماروني القوي يصارع التنين، ولا يزال البطريرك الماروني يرفع الصلاة إبتهالاً الى السماء لانتخاب رئيس ماروني، مع أن مشاغل السماء قد تضاعفت في زمن التكفير حول شؤون الثواب والعقاب، وليس من شأن الله تأمين نصاب مجلس النواب في ساحة النجمة.

قرأنا منذ حين خبراً عممته وسائل الإعلام باهتمام، بأن حكماً صدر بإعدام وزير الدفاع في كوريا الشمالية وقد غلبه النوم أثناء عرض عسكري، «لأن النوم في حضور الرئيس «كيم جونج أون» يعتبر عدم إحترام للرئيس»، بصرف النظر عن تنفيذ هذا الحكم أو عدمه، يكفي أن نستخلص منه عبرة رئاسية لغير المعتبرين عندنا.

بتهمة عدم احترام الرئيس، وبسبب غمضة عين لا إرادية، يصدر حكمٌ بإعدام وزير للدفاع، فبأي تهمة إذاً، يحاكم الذين لا يحترمون الرئاسة والجمهورية والرئيس، ويستغرقون في النوم والتنويم المغناطيسي على مدى سنة وبعض السنة.

عندنا… «نامت نواطير مصر»… والكلُّ ينحى باللاّئمة على الآخر… كلُّهم يتَّهم عيون الآخرين بالنوم… وكلُّهم لهم عيونٌ لا يبصرون بها… وكلٌ يرىَ البصر في عينيه ويرى في عيون الآخرين القذى… وكلٌّ يبحث عن القرد وهو جالس على كتفيه.

مع الإنتظار العنيف للجلسات النيابية اللاحقة لانتخاب رئيس، لم يبق إلا أن يجلد الرئيس نبيه بري النواب بتكرار الجلسات، وأن تنهال مطرقته على رؤوس الذين يغطّون في الرقاد، لعلها تُبْطِل الإعتقاد بأن السهر النيابي هو الذي يقصّر الأعمار، وأن الفوز الإنتخابي يكون دائماً في النوم عملاً بنصيحة الشاعر معروف الرصافي:

ناموا ولا تستيقظوا ما فازَ إلّا النوَّمُ.