Site icon IMLebanon

«كيف يمكن تشكيل حكومة؟»  

 

يبدو أنّ حسم معركة الحديدة وسقوطها أصبح وشيكاً وهكذا مشروع الحوثيين المدعومين مالياً وعسكرياً من إيران ولا تنسوا الخبراء العسكريين الايرانيين الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها من أهم الخبراء أو المخترعين العسكريين في العالم!

 

وبعد تعثّر تشكيل الحكومة في لبنان خصوصاً بعد المطالب التي تزداد يومياً:

1- من الأحجام.

2- مشكلة «القوات اللبنانية».

3- حصّة الرئيس، وهذه بدعة جديدة مثيرة للجدل، إذ لم يكن في يوم من الأيام هذا الموضوع مطروحاً لا قبل «الطائف» ولا بعده.

4- الوزراء السنّة المعارضون الذين يطالبون بمقعدين وزاريين.

5- وليد جنبلاط الذي يريد ثلاثة مقاعد وزارية يعني إلغاء أي مقعد لأي درزي آخر(…)

وبعد تعثّر تشكيل الحكومة في العراق واللغط حول الانتخابات النيابية الأخيرة وحرق صناديق تحتوي على أوراق الإقتراع، وبعد تراجع التأثير الإيراني على مجريات الأمور بعد خروج نوري المالكي من الحكم، وبعد ابتعاد حيدر العبادي رئيس الحكومة الحالي، وبعد بروز التيار الصدري وحصوله على أكثر الأصوات في الانتخابات، وبعد المشاكل التي يعاني منها الحرس الثوري الايراني و»حزب الله» في سوريا خصوصاً بعد إعلان إسرائيل بأنها هي التي أطلقت الصواريخ على البوكمال وقتلت 50 عنصراً من «حزب الله» والحرس الثوري، والأهم من هذا وذاك الاتفاق الذي حصل بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري كيم اونغ اون… وبعد إلغاء الاتفاق الاميركي بين مجموعة الـ(5+1) وإيران حول مشروعها النووي(…)

بعد هذه المستجدات والمتغيّرات ما هي الأوراق التي لا تزال إيران تملكها؟ بكل بساطة ووضوح لم يعد لديها إلاّ ورقتان:

ورقة تشكيل الحكومة في العراق أولاً، وورقة منع تشكيل الحكومة في لبنان ثانياً.

وإلاّ كيف نفسّر قول قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني إنّ جماعته لها 74 نائباً في مجلس النواب اللبناني؟ والبعض قال إنّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد نفى أن يكون هذا الكلام قد قيل… وهذا يذكرنا بقول السيّد نصر الله عام 2006 «لو كنت أعلم»… إذ أنّ عملية خطف الجنديين الاسرائيليين لم يعلم بها السيّد الا بعد 3 ساعات من حصولها… وهذا يؤكد أنّ صاحب القرار في «حزب الله» هو القائد قاسم سليماني وليس أي واحد آخر.

من هنا نرى أنّ تأليف الحكومة يحتاج الى معجزة نتمنى أن تحصل ونتمنى أن نكون خاطئين لأنّ البلد والشعب والاقتصاد اللبناني ووجع اللبنانيين لم يعد يحتمل… خصوصاً وأنّ المؤشرات المتوافرة كلها تشير الى أنّ سقوط مطار الحديدة هو المدخل الى السقوط الحوثي عموماً ونهاية الدور الايراني في اليمن، يتوازى ذلك مع تراجع هذا الدور في العراق، وبداية نهايته في سوريا، فلا يبقى أمام الإيراني إلاّ الضلع الرابع في «العواصم الأربع» التي تحدّث غير مسؤول إيراني عن سيطرة طهران عليها! أي لم يبقَ إلاّ لبنان، وتكراراً: فهل ما زال هذا الوطن وشعبه قادرين على التحمل؟

فعلاً… كان الله في عون لبنان!