بالأمس صدر عن الكونغرس الاميركي بيان يضع جميع الموارد المالية لـ»حزب الله» تحت المراقبة والمعاقبة، وأكثر من ذلك انّ أي فرد أو مؤسسة لها علاقة مالية مع «حزب الله» سوف تعاقب وحتى تلفزيون المنار اعتبروه مؤسسة مالية تدعم «حزب الله» الذي هو على اللائحة السوداء كما جاء في البيان.
لو أردنا أن نصدّق أنّ أميركا ترغب بالضغط المالي على «حزب الله» ومعاقبة أي متعامل معه على اعتبار أنّ ذلك يدعم «حزب الله» مالياً على هذا الافتراض، فالسؤال هو:
أولاً- ألا تعلم واشنطن أنّ المموّل الأول والرئيسي والحقيقي والمعلن منذ عام 1982 لـ«حزب الله» هو الدولة الايرانية.
ثانياً- ألا تعلم أميركا أنّ السيّد حسن نصرالله أعلن غير مرة وفي مناسبات عدة أنّه يعتبر نفسه جندياً في ولاية الفقيه؟
ثالثاً- ألا تعرف أميركا أن تقرأ وتفسّر تصريح آية الله خامنئي في أكثر من مناسبة قوله إنّ سقوط دمشق يعتبر سقوطاً للدولة الايرانية؟
رابعاً- ألا تعلم أميركا أنّ الحرس الثوري أو رئيس «فيلق القدس» قاسم سليماني أصبح الآمر الناهي في سوريا وأنّ الجيش السوري أصبح تحت إمرته؟
خامساً- ألا تعلم أميركا أنّ «حزب الله» ومنذ بداية الثورة السورية أرسل مقاتلين للدفاع عن الرئيس بشار الأسد؟
سادساً- ألا تعلم أميركا أنّ المالكي رئيس الحكومة العراقية كان يرسل الرجال والمال والسلاح والنفط لدعم النظام السوري والعمل على عدم سقوطه؟
سابعاً- ألا تعلم أميركا أنّ المنطقة التي يزرعون فيها نبتة القنب الهندي (الحشيشة) ومشتقاتها وما يليها من المخدرات من معامل الكابتاغون الى معامل الهيرويين، كلها موجودة في لبنان وفي مناطق خارج سلطة الدولة اللبنانية وأنّ تلك المناطق محميّة وممنوع دخول الدولة إليها.
ثامناً- ألا تعلم أميركا أنّ تجارة سرقة السيارات من أوروبا وأميركا تأتي الى لبنان وإلى منطقة خارجة عن السلطة اللبنانية الشرعية ويُعاد تصديرها الى الدول العربية؟
تاسعاً- ألا تعلم أميركا أنّ تجارة المخدرات في أميركا الجنوبية أصبحت في يد مجموعة تابعة لـ»حزب الله» ولهم شبكات منتشرة في جميع بلدان العالم؟
عاشراً- ألا تعلم أميركا أنّ كثيراً من التجارات المسموحة والممنوعة في أفريقيا لها علاقة مباشرة بجماعة «حزب الله» أو بالمقربين من الحزب والداعمين له؟
هذا كله وأميركا لا تعلم.
الحقيقة التي لا تحتاج الى أي إثبات أنّ أميركا لو شاءت أن تفرض حظراً حقيقياً على «حزب الله» فهي ليست بحاجة الى قرارات بل بحاجة الى الجدية.
على كل حال، وبما أننا نتحدث هنا عن المعلومات لا بد أن نذكر أنّ مجموعة من الشخصيات الوطنية تعرّضت لمعلومات مغلوطة وكاذبة، وذنب هؤلاء أنهم يملكون شركات شرعية وسبب التحامل عليهم الإساءة لصورتهم أمام جمهورهم، والأنكى أنّه تبيّـن أنّ هذه المعلومات كلها كاذبة.
على كل حال، قال صديق محترم يا جماعة هل نسيتم أنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان تاجراً؟..
وحول سلسلة الإتهامات بتملك شركات تجارية شرعية نقول: أليْس أفضل من تملك شركات مخدرات وسيارات مسروقة؟