IMLebanon

كيف سلك «حزب الله» و«القاعدة» طريق القدس؟


المقارنة أسلوب نستخدمه عشرات المرّات يومياً. كنت مشاركاً في حلقة نقاش جامعية حول قضية «كشمير» وتطرق الحديث إلى «أفغانستان» ودور القاعده في الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي. ذكر دور «الشيخ عبدالله عزام» مؤسس القاعدة في سياق انتقاده كونه الفلسطيني الذي ارتحل آلاف الأميال ليخوض الجهاد من أجل الأمة وأفتى بأنه فرض عين على المسلمين. واستقطب الآلاف من شباب العرب لقتال الروس في حرب جعلها في عيونهم «مقدسة».

محقّ هذا السياق في الانتقاد لمسيرة مؤسس «القاعده» الذي مهّد لظهور «داعش» الأشد توحشاً. ومحقّ تجريم هذا النهج الذي تفنّن في أصناف الارهاب باسم الدين. فهل كان نهجاً وحيداً؟

دعا «الشيخ» إلى لجهاد في أفغانستان ضد «الكفار» وهو الفلسطيني الذي أدار ظهره لها متعذراً بأن «الأمة في سبات وأن أفغانستان هي الطريق» وبعبارة أخرى «طريق القدس يمرّ في أفغانستان». اعتبر أن المختلف معه خائن وقال: «إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة (للخونة) وواحدة للعدو فلولا (خونة الداخل) ما تجرّأ عليك عدوّ الخارج».

ليس «الشيخ» وحيداً في اكتشاف «طريق القدس» ولا هو الوحيد الذي «شيطن» الآخر المختلف عنه.

ألم يقل السيد حسن نصرالله أن «طريق القدس تمرّ في الزبداني والقلمون وحلب» وانتقل بمجاهديه إلى الميدان السوري؟ هو اللبناني الذي ترك وراءه مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية وفلسطين المحتلة. كيف خاطب حزب الله «الآخر» و«المختلف» عنه؟ ألم يتحدث عن «يهود الداخل» و«العرب المتصهينين» وجعلهم في محور مقابل يعاملهم كما الأعداء؟

ذهب الشيخ إلى افغانستان لقتال الاتحاد السوفياتي، بدعم وتمويل من الولايات المتحدة في زمن الحرب الباردة بين الجبارين. وكانت فلسطين ولم تزل يحتلها الكيان الصهيوني «الطفل المدلل» للأميركي.

كذلك «السيد» توجّه إلى سوريا، تارة لحماية المزارات المقدسة، وطوراً لمواجهة المؤامرة الكونية على محوره الممتد من طهران إلى عدن وبيروت. ساند ايران ونظام الأسد وروسيا، وتكفلت الأخيرة التنسيق مع الاسرائيلي.

«الشيخ» و«السيد» قادا «حروبهما المقدسة» باسم الدين وكذلك فعل «الصليبيون»، وهذه مسألة عميقة في التاريخ البشري حيث استخدم التطرف للديانة وللقومية في سبيل خدمة مشاريع سياسية لا علاقه لها بالدين ولا قومه ولا تنقص من قيمة الأديان. يجمّلون الموت في عيون مجاهديهم ويعدونهم بالجنّة. يسخّرون كل شيء لخدمة مشاريعهم السياسية بغلاف ديني أو قومي أو عرقي.

لن نكتشف طريق القدس إلا بعد أن تسد طرق الاستتباع.

(*) عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»