مع عودة الايجابية الى أجواء تأليف الحكومة العتيدة في الساعات القليلة الماضية، بعدما رست بورصة الحقائب على اسناد التربية او الشؤون للمردة في حال موافقة رئيس الجمهورية، وفقا لما اقترحه رئيس المجلس سابقا، تترقب الساحة السياسية الاطلالة المرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وما يمكن أن تحمله من مواقف قد ترسم مسار الامور سلبا أو ايجابا، بعدما اثبتت حارة حريك انها مفتاح الربط والحل في غالبية الملفات المطروحة على اكثر من صعيد.
وبحسب مصادر في الثامن من آذار فان السيد نصر الله ، سيبني وبكثير من الوضوح اللغط السائد حول العلاقة بالعهد وجمهوره، بعد التشكيك الحاصل نتيجة الزيارات الخليجية الداعمة، ومواقف رئيس التيار الوطني الحر، الذي تقصد امس التعبير عن متانة العلاقة بحزب الله تزامنا مع زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الى القصر الجمهوري، وصولا الى التحالفات الجديدة للعماد عون خصوصا المسيحية منها، رغم ان المراقبين يرون انه في ضوء المقاربة الاقليمية التي سيشرحها السيد ستفتح المرحلة الثانية من المعركة الحكومية والمتعلقة ببنود البيان الوزاري بثلاثيته «شعب جيش ومقاومة»، كاشفة ان الامين العام سيؤكد هذه المرة في رسالة واضحة على دعم الحزب لموقف فرنجية ووقوفه الى جانبه «ظالما كان ام مظلوما»، بوصفه الحليف الصادق والوفي والذي ضحى في فترة من الفترات عندما كانت الرئاسة في جيبه ملتزما قرار الحزب بمقاطعة جلسات الانتخاب.
وسط تلك الصورة المتأرجحة بين التفاؤل والتشاؤم، عادت بكركي الى الضوء في ظل ما حكي عن مساع للصرح على خط بنشعي – الرابية ، وطرح لعقد لقاء للاقطاب الاربعة لاستكمال «عودة الحقوق المسيحية» بعدما طوي ملف الاستحقاق الرئاسي، رغم التساؤلات الكبيرة عن موقف الفاتيكان مما آلت اليه الاوضاع لبنانيا، وغياب اي موفد رسولي خاص الى لبنان لتقديم التهاني.
وتكشف في هذا السياق مصادر مقربة من الصرح ان الكنيسة وسيدها غير معنيان بالتجاذبات التي تشهدها عملية تشكيل الحكومة رغم مخاوفها المتزايدة من قطبة مخفية لاجهاض «الانجاز» المسيحي بإيصال رئيس قوي الى بعبدا، وهو ما بدا واضحا في ادارة الرئيس عون للملف الحكومي، في مقابل عرقلة مقصودة «لتقليعة» العهد يعول عليها اللبنانيون كثيرا بعد ما آلت اليه اوضاع المؤسسات الدستورية ودرجة الفساد التي عززها غياب رأس للدولة تسانده حكومة قوية وقادرة.
وتؤكد المصادر ان بكركي ليست ولن تكون طرفا في اي تنافس سياسي مسيحي طبيعي طالما انه محصور ضمن الحدود المقبولة ولم يتخط الخطوط الحمر، مشيرة الى ان الكنيسة تتعاطى الشان العام والضغط الذي مارسته لانتخاب رئيس انما كان من منطلق وطني بحت، دون ان تدخل في لعبة الاسماء على ما اكد البطريرك اكثر من مرة، معتبرة ان بكركي وقفت تاريخيا الى جانب مقام الرئاسة ، مذكرة برفض البطريرك صفير المس باسقاط الرئيس لحود عام 2005 رغم القطيعة معه حرصا على مقام الرئاسة، داعية القيادات اللبنانية بشكل عام والمسيحية بشكل خاص الى الالتفاف حول الرئيس القوي، الذي هو في النهاية من بين القادة الاربعة الذين تعهدوا اعادة المسيحيين الى الدولة واستعادت حقوقهم.
واعتبرت المصادر ان هم الكنيسة الاول اليوم هو وحدة الصف المسيحي في اطار التنوع المحبذ ، لان ذلك الوحيد القادر على اعادة الحقوق للمسيحيين بعد الضعف والوهن الذي اصاب جسدهم وجعل الاطراف الاخرى تتطاول على حصصهم ، معتبرة ان هناك فرصة حقيقية اليوم مع وصول العماد عون لتحقيق النقلة النوعية المطلوبة شرط تكافل وتكاتف الاطراف المسيحية تحت العناوين الاستراتيجية التي وضعت تحت اشراف بكركي في اكثر من خلوة، مشددة على الدور المسيحي الفاعل في ظل الاوضاع التي تمر بها الطائفة في المنطقة حيث يشكل مسيحيو لبنان املا لباقي المسيحيين في المنطقة.
تجمع الاراء على ان دور بكركي تراجع كثيرا نتيجة التقاتل المسيحي والسهام التي اصابت بكركي والانقسام الذي وصل الى داخل مجلس المطارنة الموارنة والرهبانيات ، بعدما ضربتها «سوسة التسييس»، حيث الاكيد ان ايا من الاطراف السياسية لم يأخذ برأي بكركي طوال السنتين الماضيتين من عمر الفراغ وانها لم تقوم بأي دور على صعيد التسمية .
فهل ينجح الصرح في اعادة اللحمة المسيحية بعد اغلاق «الجرح» الرئاسي؟وهل تكون بكركي راعية من جديدة لاقطاب اربعة يشكلون رافعة للعهد ورأس حربة في الدفاع عنه؟ استنادا الى التجارب التاريخية لا شيء يبشر بالخير حيث «انانية» الزعماء المسيحيين طغت على اي مصلحة اخرى.
دعا عون للمُشاركة في احتفال الميلاد في بكركي
الراعـي يأمل بحكومة قريباً ويدعو لدعم الرئيس
أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ان «يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل عيد الميلاد، ودعا الى دعم رئيس الجمهورية لانه عندها نكون ندعم الوطن بكامله، خصوصا وانه اصبح المسؤول، استنادا الى قسمه، عن وحدة الشعب اللبناني وخير لبنان».
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقبل الراعي قبل ظهر امس في قصر بعبدا، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد اضافة الى آخر الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة العتيدة.
وبعد اللقاء، قال الراعي: قدمت الدعوة الى المشاركة في احتفال عيد الميلاد، حيث من العادة ان يشرّف الرئيس الى الصرح البطريركي، فنعيّد سوياً. وقد اكدنا دعمنا الكامل لجهوده الكبيرة، وتمنينا ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل عيد الميلاد. وقد قمنا بنظرة شاملة حول المواضيع العادية التي نعيشها معاً. والحديث مع الرئيس يطمئن، واعصابه هادئة دائما، ولديه نظرة الى الامور وهو يتطلّع بصبر الى كافة القضايا».
اضاف: «نوجّه دعوة الى الجميع من اجل الوحدة. فما من امر ينهضنا في لبنان الا وحدتنا وتضامننا. هكذا فقط يمكننا ان نحافظ على كياننا اللبناني، فلبنان معروف عنه انّه عائلة مع كل التنوع الذي فيه، من احزاب وافكار وآراء. هو تنوّع من صلب حياتنا اللبنانية وثقافتنا، لكننا دائما في حاجة الى هذه الوحدة. لقد تباحثنا بكافة هذه المواضيع، وانا من جهتي، شعاري: «شركة ومحبة»، وعلى هذا الاساس اعمل مع جميع الافرقاء، لأن المطلوب ان نكون جميعنا الى جانب رئيس الجمهورية، ذلك انه عندما ندعم الرئيس فإننا ندعم الوطن بكامله، خصوصا وانه اصبح المسؤول، استنادا الى قسمه، عن وحدة الشعب اللبناني وخير لبنان».
وقال: «لدى الرئيس دائما امل بان تنتهي الامور بسهولة. وفي ما خصّنا، فإننا ندعو دوما الى ان تتشكل الحكومة وتكون حكومة تضم الجميع – وهذا هو تفكير الرئيس-، وتكون جامعة وتوحّد كي نتمكّن من النهوض لأن التحديات كبيرة للغاية».
وهل تقومون بالمساعدة عبر بعض الاتصالات؟ قال: «اكيد. بالصلاة والعمل».