Site icon IMLebanon

كيف سيدخل «المردة» معترك الإنتخابات شمالاً؟

تتّجه الأنظار الأحد المقبل نحو محافظة الشمال التي ستخوض معارك إنتخابية متفاوتة الحماوة، تختلط فيها التحالفات، فيما تشتدّ المعارك في المناطق المسيحية خصوصاً، لكن كيف ستكون خريطة طريق تيار «المردة» في هذه الانتخابات؟

يخوض تيار «المردة» الانتخابات البلدية في الشمال ضمن طابعٍ إنمائي وعائلي قبل كلّ شيء، مع احترام خصوصيات الناس والعائلات، وفي الوقت ذاته يقف في مواجهة تحالف حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» ذات الطابع السياسي والإلغائي للعائلات، حسب مصادر سياسية شمالية.

وتوضح المصادر أنه «إذا أردنا قراءة خريطة التحالفات في الشمال، نرى أنّ لـ»المردة» معارك إنتخابية في غالبية المناطق الشمالية، على أسس إنمائية وعائلية، خصوصاً بعد انكفاء أسباب الخصوصيات السياسية الشاذة، التي لم تكن تظهّر دور «المردة» سواء في طرابلس أو عكار أو البترون، كالخلاف السياسي السابق مع تيار «المستقبل» والذي كان يغفل حضور «المردة» في المجتمع الطرابلسي».

يشارك مقرّبون من تيار «المردة» اليوم في لائحتي طرابلس والميناء، وكذلك في عكار حيث دعم «المردة» التحالفات العائلية. فعلى سبيل المثال، وقف «المردة» في القبيات مع العائلات في مواجهة الأحزاب حفاظاً على وجودها، على اعتبار أنّ المرجعيات المحلّية تؤدّي دوراً فاعلاً على مستوى الحضور المسيحي، خصوصاً في ظلّ غياب الدولة.

وتضيف المصادر: «أما الأحزاب فتدير ظهرها لواقع المناطق وهو ما اختبره الشماليون تاريخياً، إضافة الى أنّ التعدّدية المسيحية مهمة، ومن شأنها شدّ العصب في كلّ المناطق ضمن مبدأ الانفتاح على الغير وخصوصاً الطوائف الأخرى، فيما تسعى الأحزاب الى خوض معارك سياسية في مواجهة طوائف أخرى من أجل حسابات خاصة قد تُضرّ بالمسيحيين وتجرّهم نحو التقوقع».

وتوضح المصادر: «في البترون مثلاً، انكفأ «المردة» في مراحل سابقة عدة لاعتباراتٍ متعلقة بالوزير جبران باسيل و»التيار الوطني الحر» وهو موضوع أصبح خلف «المردة» اليوم، فـ»الوطني الحر» متحالف مع «القوات اللبنانية» في مناطق عدة في البترون، فيما يخوض «المردة» معركته الانتخابية ضمن تحالفات أخرى، ما سيسمح بتظهير حقيقة حجم «المردة» السياسي والشعبي الذي كان يُؤخذ منه أيام تحالفه مع «الوطني الحر».

وفي البترون المدينة، يدعم «المردة» رئيس البلدية الحالي مارسيلينو الحرك الذي يدعمه باسيل، بعدما كان ترشح ضده عامَي 1998 و2004 ولم يحالفه الحظ».

وفي الكورة، يُعتبر الحزب «السوري القومي الاجتماعي» الحليف الثابت لـ»المردة»، وفق معادلة واضحة هي: في المعارك السياسية يخوض «المردة» المعركة سياسياً، وفي الإنماء يخوضها إنمائياً، وفي المناطق التي ذهبت نحو توافقٍ سياسي يُعتبر «المردة» جزءاً منه أكان بالعضوية أو بالرئاسة.

ويخوض «المردة» إحدى المعارك القاسية في كفرعقا الى جانب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وآل بولس و»القومي». أما في بشري فيتمتع «المردة» بحضور، وهو جزء من التوافقات التي حصلت، وهو متحالف مع «الوطني الحر».

وتتابع المصادر أنه «بالنسبة الى زغرتا، حيث يحضر «المردة» بشكلٍ قوي، كان باستطاعته خوض المعركة على مساحة القضاء كله، لكنّه أخذ على عاتقه التوافق رغم قوّته، فهو فتح المجال للتوافق لأنه وجد في المعارك البلدية أولوية للإنماء على حساب السياسة، لأنّ التوافق يشكل رافعة إنمائية مهمة، كما أنه لا يحتاج الى معركة سياسية ليُثبت حضوره في زغرتا».

وختمت المصادر بقولها: «لعلّ ما يُميّز تيار «المردة» كتيارٍ مسيحي، هو قدرته على الانفتاح على محيطه الإسلامي، إضافة الى أنه يحتلّ المرتبة الأولى مسيحياً في الشمال، ويبرز ذلك من خلال حصول مرشحي «المردة» في الانتخابات النيابية على أعلى نسب مسيحية في مناطقهم، إضافة الى أنه ليس ملحقاً بأحد، بل له قراءاته السياسية الخاصة».

ويبقى السؤال ماذا ستقول صناديق الاقتراع يوم الأحد؟