IMLebanon

كيف يتجاوز «النووي» اعتراضات اسرائيل والسعودية؟

لم تعد معارضة السعودية للتفاهم النووي، سواء أكان اطاراً أو اتفاقاً نهائياً، خافيةً على أحد، وهذا الموقف يترجم باندفاعة سعودية غير مسبوقة اقليمياً، سياسياً وعسكرياً، في محاولة منها لإعادة تكريس نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وهي نجحت في تبوّء زعامة معظم الدول العربية وتكريس نفوذها في مجموعة الدول الإسلامية بعد التأييد الذي حصلت عليه لعملية «عاصفة الحزم» في اليمن.

ولكن يبقى تكريس هذه الزعامة مرتبطاً بمدى نجاح هذه العملية، ففي حال بقيت محصورة بالقصف الجوي، يعني ذلك المزيد من الخسائر في المجتمع اليمني، الأمر الذي سيرتد سلباً على التأييد اليمني أولا والعربي والعالمي ثانياً لهذه العملية.

أما الانتقال السعودي الى مرحلة الهجوم البري، فسيؤدي حتماً الى تقسيم اليمن؛ فمهما بلغت قوة الجيوش المشتركة في هذه العملية، لن تستطيع فرض سيطرة كاملة على ارجاء اليمن، وبالتالي، سيؤدي ذلك الى انشطار اليمن الى دولتين، واحدة موالية للسعودية واخرى معارضة لها، الأمر الذي سيقلق الرياض في الحقبة المقبلة.

لذلك، فإن خيار الحكومة الموحدة هو الذي يحفظ وحدة اليمن ولا يهدد مصالح المملكة، وهو أيضا المخرج المشرّف للفرقاء كافة، حتى تستمر السعودية بلعب دور قيادي لمجموعة الدول العربية والاسلامية المتحالفة معها. ولم تعد أيضا معارضة اسرائيل لا بل محاربتها للتفاهم النووي خافية على أحد، فهي تشترط اعتراف ايران بها قبل توقيع الاتفاق، وهو أمر لن تستطيع الحصول عليه مهما بلغت شدة الضغوط الاميركية. فإيران التي تدعم الفلسطينيين لتحصيل حقوقهم وتدعم شرائح في المجتمع العربي لرفع المظلومية عنهم كما تدعم محور المقاومة لتحرير الاراضي العربية المحتلة لن تستطيع ان تغير خطابها تجاه اسرائيل.

ولكن يمكن لإيران أن تتوقف عن استعمال بعض المفردات في مخاطبة اسرائيل مثل «إزالة اسرائيل من الوجود» و «زحفاً زحفاً.. نحو القدس» الا في حال واحدة تتمثل في حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وتحرير الاراضي العربية المحتلة.

أما عن رفع المظلومية عن شرائح في المجتمع العربي، فيبدو أن الكثير من الدول كما باراك اوباما قد اعترفوا بذلك وطالبوا بضرورة معالجته، قبل أن يحمّلوا ايران مسؤولية أزماتهم الداخلية!

هل تنجح الديبلوماسية في إيجاد حل لليمن قبل فوات الاوان؟

الأمر ممكن ويجب أن يتحقق لمصلحة الجميع من دون استثناء، الا اسرائيل صاحبة المصلحة في تدمير المقدرات العربية، فهي ليست بوارد التراجع والذهاب الى حلول «على البارد».

يقود ذلك الى استنتاج مفاده أن المواجهة العسكرية في جبهة الجولان امتداداً الى لبنان هي اللغة التي ستغلب على الخطاب الاسرائيلي في المرحلة المقبلة.

(&) لواء ركن متقاعد في الجيش اللبناني