Site icon IMLebanon

كيف سيواجه «المستقبل» قضم ريفي لـ«الساحة الزرقاء»؟

مراجعة قريبة في المكتب السياسي.. تمهد لـ«العودة إلى الناس»

كيف سيواجه «المستقبل» قضم ريفي لـ«الساحة الزرقاء»؟

تعيش قيادة «تيار المستقبل» في طرابلس حالة إرباك سياسي لا مثيل لها منذ سنوات، وذلك غداة النتائج الصاعقة التي أفرزتها الانتخابات البلدية في طرابلس، ولا سيما سقوط لائحة «التحالف السياسي العريض» الذي كان الرئيس سعد الحريري جزءا أساسيا منه في مواجهة لائحة المجتمع المدني التي دعمها وزير العدل المستقيل أشرف ريفي.

يمكن القول إن النتائج البلدية جعلت الحريري يدرك تماما أن المياه كانت تجري من تحت قدميه ومن تحت أقدام قياداته الطرابلسية من دون أن يشعر أحد منهم بذلك، خصوصا أن ريفي الذي يعتبر نفسه حالة حريرية مستقلة، نجح من خلال حفاظه على خطاب «قوى 14 آذار»، في قضم جزء كبير من قاعدة «تيار المستقبل» التي صبت معظم أصواتها لمصلحته، وهو لم يتوقف عند هذا الحد، بل لا يزال يقضم ويتمدد باتجاه «الساحة الزرقاء» من دون أية مقاومة تذكر.

ومن المفترض أن يكون هذا الإرباك الناجم عن تمدد ريفي، المحور الأساس في اجتماع المكتب السياسي لـ «تيار المستقبل» الذي سيُعقد برئاسة الحريري في غضون الأيام القليلة المقبلة، وسيناقش كل الخيارات المطروحة، وانعكاسات كل منها على التيار وجمهوره، خصوصا أن أياً من هذه الخيارات لن يكون سهلا، لا سيما في ظل الأزمة المالية التي تتفاقم يوما بعد يوم، وتمسك التيار بخياراته الوطنية سواء على صعيد ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، أو الحوار مع «حزب الله».

ويشير مطلعون على أجواء التحضيرات لاجتماع المكتب السياسي، إلى أن التيار لا يستطيع تجاهل ظاهرة أشرف ريفي خصوصا في ظل طموحاته السياسية الكبيرة، والتجاوب الاستثنائي لقواعد «المستقبل» معه. ويضيف هؤلاء أن التيار لا يستطيع أيضا مهادنة ريفي أو التعاون معه أو حتى التحالف، «لأن ذلك يُعتبر بمثابة الهزيمة السياسية للرئيس الحريري شخصيا، ويفتح الباب على مصراعيه ضمن «تيار المستقبل» أمام بروز حالات مماثلة، وكذلك لا يستطيع التيار فتح الحرب على ريفي ومواجهته، لأن ذلك سيمده بالمزيد من التعاطف الشعبي».

لذلك، فان الحريري ومساعديه وأعضاء المكتب السياسي سيجدون أنفسهم أمام أزمة سياسية حقيقية تقض مضاجعهم، وقد تكون في تفاصيلها أصعب بكثير من الأزمات التي واجهتهم مع أعتى الخصوم، من دون إعفاء أنفسهم من المسؤوليات، خصوصا أن التغييرات التنظيمية التي شهدها «المستقبل» في طرابلس قبل فترة من الانتخابات أعطت مردودا سلبيا، بدليل ما أعقبها من استقالات تمكن أشرف ريفي من استثمارها لمصلحته في الصناديق.

وتقول مصادر «مستقبلية» لـ «السفير» إنه وقبل وضع أشرف ريفي في دائرة الهدف، «علينا عندما نريد أن نتحالف مع منافس، أو نتحاور مع خصم أو نتراجع عن مواقف أن نشرح ذلك لكوادرنا ومحازبينا وأن نقنعهم بتوجهاتنا الجديدة، حتى يستطيعوا بدورهم أن يقنعوا الجمهور لكي يكون على تماس مباشر مع القيادة، وكذلك علينا أن نتحدث بلغة أهلنا وأن ندافع عن قضاياهم وأن نطرح هواجسهم، وأن نصدر المواقف التي ترضيهم من دون أن نعرض مصلحة البلد وأمنه للخطر».

وتضيف: «لقد خسرنا معركة بلدية طرابلس بسبب عوامل كثيرة، لكن هذا لا يجعلنا خاسرين سياسيا أمام ريفي أو غيره، كما أن ظاهرته لا تخيفنا، خصوصا أن الشعارات التي يرفعها لا نختلف عليها معه، بل هي من ثوابتنا وثوابت قوى 14 آذار التي لا نحيد عنها، ونحن متمسكون بها الى أبعد الحدود، لكننا أيضا متمسكون بأمن وطننا واستقراره وهذا ما لا يمكن أن نساوم عليه، وبالتالي من حق ريفي أن يعمل بالسياسة وأن يطمح الى زعامة، ونحن علينا أن نعود الى أهلنا وناسنا وهذه العودة وحدها تعيد كثير من هذه الظواهر الى حجمها الطبيعي».