IMLebanon

كيفية تلقّف المسار الجديد؟!

أحد عشر عاماً وسبعة أشهر، مرّت هذه الأعوام التي تجاوزت العقد من الزمن ولم يدخل الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي سوى مرة واحدة، وهي المرة التي حمله إتفاق الدوحة إليه، وهو الإتفاق الذي ثبَّت عدم استقالة الوزراء لإسقاط الحكومة، لكنَّ الفريق الآخر أخلَّ بالإتفاق وأُسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري باستقالة ثلث أعضائها بالإضافة إلى الوزير الملك.

***

نستحضر هذه الوقائع لنشير إلى أمرين:

الأمر الأول أنَّ الشغف بالسلطة يمكن أن يُعيَّر به جميع السياسيين ليأتي الرئيس سعد الحريري في المرتبة الأخيرة، فمعظم الذين يتحدثون عن رغبته بالعودة إلى السلطة، وهذا حقه المشروع بمختلف المقاييس، هُم إما في السلطة وإما يسعون إلى الدخول إلى جنة السلطة، علماً أنَّ السلطة في لبنان هذه الأيام ليست جنة على الإطلاق. ففي أحد عشر عاماً لم يكن في السلطة سوى مرة واحدة.

والأمر الثاني أنَّ الطعنات في الظهر التي تلقاها الرئيس الحريري، من الجميع من دون إستثناء، تجعله غير متحمِّس في مساعيه، إذ على الطاعنين أن يبادروا أولاً، بدل أن يستمروا في تقييم أداء الآخرين من دون أن يُكلِّفوا أنفسهم عناء التحرك.

***

بهذا المعنى فإنَّ حركة الرئيس الحريري هي لإنقاذ الجمهورية، أو ما تبقَّى منها، وعملية الإنقاذ هذه تبدأ، أو يُفتَرض أن تبدأ بانتخابات رئاسة الجمهورية.

لو كانت المسألة تتعلَّق بمراكمة الأرباح السياسية، لكان أصرَّ على مرشح من 14 آذار، أو على الأقل من المستقلين، ولكن وبما أنّه يُقدِّم مصلحة الجمهورية على الحسابات السياسية فإنه ذهب إلى الحد الأقصى:

مَن هو المغوار السياسي في البلد وفي قوى 14 آذار الذي يجرؤ على ترشيح الوزير سليمان فرنجيه؟

مَن هو الفدائي السياسي في البلد وفي قوى 14 آذار الذي يجرؤ على ترشيح العماد ميشال عون؟

فما هو الذنب الذي اقترفه إذا ما حاول ملء الشغور في موقع الرئاسة؟

هل إنَّ أدوار الآخرين تتمثل في ترف القبول أو الرفض وكأنَّ الرئاسة لا تعنيهم؟

لماذا لا يبادر هؤلاء إلى فتح مسارات كما يفتح الرئيس سعد الحريري؟

لماذا تقتصر أدوارهم على تلقّف ما يقوم به ليدخلوا في البازار الرئاسي؟

***

المرحلة الأولى من فتح المسار الرئاسي الجديد تنتهي آخر هذا الأسبوع، بعد أن يكون الرئيس سعد الحريري قد أنجز جولته الداخلية على القادة والمعنيين.

ماذا عن الجولة الثانية؟

كيف سيلاقيه الأطراف الآخرون في منتصف الطريق؟

ماذا عن العماد ميشال عون؟

كيف سيتعاطى مع المرحلة الجديدة؟

***

إنها أسئلة يؤمَل أن تجد أجوبة لها في موعد الجلسة السادسة والأربعين.