جاء خبر مصرع القيادي في حزب الله الحاج مصطفى بدر الدين بمثابة تأكيد بالنسبة الى ان ليس من احد في حزب الله بعيد من الاغتيال بطريقة ام بأخرى، لاسيما ان اجراءات الحماية المتخذة من جانب هؤلاء لا تفي بغرض انقاذهم من اللحاق بهم في اماكن يستحيل الوصول اليها بالوسائل التقليدية مثلما حصل مع الحاج عماد مغنية الذي طاوله اغتيال بطريقة متطورة من جانب العدو الاسرائيلي على الاراضي السورية، وليس من يستبعد ان يكون اغتيال بدر الدين جاء بطريقة مماثلة وهو على الارض السورية قرب مطار دمشق.
الذين يعرفون وسائل الحماية التي يفرضها قادة حزب الله على انفسهم يستغربون نجاح عملية الاغتيال، الا من خلال عملية عسكرية منفذة بطريقة متناهية الدقة، ما يعني في مطلق الاحوال ان لا مجال امام هؤلاء لان يهربوا من قدر الاغتيال عن طريق العدو الاسرائيلي الذي كان ولا يزال ينشط في السعي الى تصفية من يرى فيهم وسائل عسكرية متقدمة تتحرك على صعيد مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بمختلف الوسائل المتاحة.
عندما تردد خبر اغتيال بدر الدين لم يقل احد انه ذهب ضحية عملية اسرائيلية شبيهة الى حد بعيد باغتيال عماد مغنية، مع العلم ان حزب الله لم يفاجأ بما حصل، طالما انه يعرف تماما ان بدر الدين مطلوب من جانب الموساد ومن جانب المخابرات الاميركية والاجنبية عموما، على اساس ما كان معروفا عنه من وسائل كان يستخدمها في صراع الحزب وايران مع العدو الاسرائيلي، من غير حاجة الى القول ان وسائل اصطيادة كانت متطورة للغاية لانه كان يتحرك بسرية تامة جعلته بمنأى عن الملاحقة المباشرة اسوة بما حصل مع القائد عماد مغنية الذي فاجأ مصرعه كل من كان يعرف كيف يتحرك بسرية مطلقة.
هذه الخسارة التي لحقت بحزب الله لا بد وانها مقلقة للغاية حيث يتعذر على الحزب تعويض مثل هكذا خسارة معنوية تلحق بأحد اركانه العسكريين الملاحق على مدار الساعة من الموساد الاسرائيلي ومن غيره من المخابرات التي على خصومه مع حزب الله وايران وسوريا، فيما يبقى كلام عن معنى وحقيقة ما حصل لان غياب الرجل لا يعوض بمختلف طريقة تقليدية؟!
ان استشهاد القائد مصطفى بدر الدين المشهود له بمقارعته العدو الاسرائيلي حتى توج جهاده بالشهادة التي تليق بامثاله لاسيما انه كان من صناع النصر على العدو في اندحاره عن الارض اللبنانية عام 2000 كما الحق الهزيمة به في عدوان 2006.
لذا من الصعب تعويض خسارة بدر الدين في مصرعه والخسائر التي لحقت بحزب الله في استشهاده بطريقة من الصعب تناولها في تفاصيلها طالما ان الحزب لم يتطرق الى ما حصل معه سوى استشهاده بعملية تفجير شبيهة بما حصل مع القائد عماد مغنية، فيما لا بد من القول ان مصرع بدر الدين جاء متلازما مع استمرار محاكمته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005 (…) على رغم ما هو معروف بالنسبة الى ادانته في المجزرة الانفة الذكر؟!
الذين يتابعون اجراءات المحاكمة الدولية يرون تماما ان القضاء الذي يمكن ان يسقط عن بدر الدين المحاكمة. جراء مصرعه، وهذا اجراء قضائي تقليدي من الضروري التوقف عنده، لاسيما بعد الذي اصابه، كما اصاب غيره من المتهمين بجريمة اغتيال رفيق الحريري وغيره في المجزرة التي حصلت يوم 5 شباط من العام 2005 من غير حاجة الى التوقف عند قانونية التصرف من جانب المحكمة الدولية؟!
المهم في هذا الصدد هو معرفة كيف قضى مصطفى بدر الدين وهل من مؤامرة سورية او عربية تسببت في مصرعه كما سبق وحصل تماما مع عماد مغنية حيث قيل انذاك ان حزب الله لن يتساهل في كشف تلك الجريمة وما اذا كانت من تدبير اسرائيلي على رغم ما تردد عن ان الموساد هو من نفذها وليس من الصعب القول ايضا ان بدر الدين قد قضى بجريمة اسرائيلية مماثلة (…) من غير حاجة الى المزيد من الاجتهادات ازاء ما حصل في منطقة مطار دمشق، باستثناء ما تردد من جانب حزب الله في بيان اول افاد »ان انفجارا كبيرا استهدف احد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي ما ادى الى استشهاد الاخ القائد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) واصابة اخرين بجروح!