IMLebanon

كيف يتأثر لبنان بالتغييرات في السعودية؟

أسئلة حول مصير الحوار والحكومة ودعم الجيش

كيف يتأثر لبنان بالتغييرات في السعودية؟

جاءت وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز لتضيف الى قلق اللبنانيين قلقا وتزيد من اسئلتهم وهواجسهم.

كيف ستتعاطى السلطة الجديدة في السعودية مع ملفات لبنان الحارقة؟ هل يملك الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير مقرن وولي ولي العهد محمد بن نايف نظرة مختلفة الى لبنان ودوره؟ أية توجهات ستحكم علاقتهم بسائر قواه السياسية والطائفية؟ كيف سيتأثر المناخ اللبناني العام، الذي يميل مع كل ريح، بالتغييرات في السعودية سواء لجهة عمل الحكومة او مسيرة الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله»، خصوصا مسار دعم الجيش اللبناني الذي يواصل دفع الأثمان الباهظة من أرواح أبنائه وحريتهم في مواجهة الإرهاب.

يجمع عدد من السياسيين الذين تربطهم علاقات متينة بالسعودية على التأكيد أن «السعودية دولة تقوم على مؤسسات صلبة، وفيها قناعات راسخة وآليات عمل تسيّر الحياة السياسية الداخلية والخارجية». يضيف احد هؤلاء «ان سياسة السعودية تجاه لبنان لن تتغير. فهي ستواصل احتضانه ودعمه على كل المستويات. لقد عزز الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز البيئة المحبة للبنان والتي تحرص على دعمه واستقراره على كل المستويات. ولن يتغيّر شيء في هذا المجال». يضيف: «على اي حال لم يكن الملك وحده يتابع الشؤون اللبنانية، خصوصا مع تراجع وضعه الصحي. كان محاطا بفريق عمل يتولى الكثير من الامور، وهو الفريق نفسه تقريبا الذي سيواصل العمل ومتابعة الملف اللبناني». هذا ما يؤكده سياسي آخر قائلا: «سينتقل الممسكون بالملف اللبناني من الظل الى العلن، وفي مراكز اعلى نفوذا وتأثيرا، مع استمرار جميع الوزراء في مناصبهم».

يستغرب السياسي ما سمعه من استفسار حول تشدد ولي العهد الامير مقرن والتخوف من اسلوبه الحاسم في معالجة بعض الملفات التي تحتاج الى طول اناة وانفتاح، ويقول: «إن وجود الامير مقرن في منصبه الجديد يدعو الى الطمأنينة وهو الخبير في الشأن اللبناني تماما كالملك سلمان. فهما يعرفان البلد جيدا ويحرصان عليه حرصا شديدا».

يلفت السياسي الى ان «مواصلة دعم الجيش اللبناني ستكون لها الاولوية من دون شك في هذه الفترة. فالجيش يتشارك مع خط السعودية في مكافحة الارهاب والتصدي للارهابيين والتكفيريين. وهذا سيتعزز في المرحلة المقبلة، خصوصا مع تعيين نجل الملك الامير محمد وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي. فالرباعي: سلمان ومقرن ومحمد بن نايف ومحمد بن سلمان، معروف بإصراره على وجوب القضاء على الارهاب الذي يشوه صورة الاسلام ورسالته».

اما عن الحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» فيقول نائب في «كتلة المستقبل» انه «لن يتوقف لأسباب عديدة: اولها ان قرار الحوار مع حزب الله لبناني داخلي بحت. وحتى لو كان للسعودية رأيها في هذا الموضوع، فهي لا شك من دعاة الانفتاح ومد الجسور متى توافرت الظروف. وهذا ما تجلى واضحا في اول خطاب للملك الجديد المعروف عنه قدرته على ان يكون حكما عادلا ومرجعا في فض الخلافات. لقد تحاورنا مع حزب الله في اشد الظروف الاقليمية والدولية انسدادا وتشنجا، ونحن متمسكون بهذا الحوار لتطويق اي محاولة اضافية لهز استقرار البلد وزيادة التوتر فيه».

وكما على جبهة الحوار كذلك على الجبهة الحكومية، يقول احد الوزراء ان «السعودية ستحرص في الفترة المقبلة اكثر على الاستقرار الحكومي. فالسلطة الجديدة تتسلم مجموعة ملفات مشتعلة، سواء في الداخل السعودي او في الخارج حيث لها نفوذ وتأثير من سوريا الى الاردن واليمن وليبيا والبحرين وصولا الى افغانستان وباكستان وغيرها، بالتالي من المرجح ان يبقى الستاتيكو الحكومي قائما».

يؤكد الوزير نفسه ان «اولويات الملك الجديد ومعاونيه ستكون في المرحلة الاولى افقية، بمعنى انها ستطال مجموعة قضايا لها اهمية عالية على المستوى الاقليمي والدولي، وليس لنا الا ان نتمنى ان يكون الدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية واحدا من الأولويات على الأجندة السعودية».