إستتقبل الكورانيون العهد الجديد بفرح كبير، آملين في أن تنعكسَ إيجابياتُه إنصافاً في المشاريع لمنطقتهم، وإلتفاتةً الى بُنيتها التحتيّة المتهالِكة وطرقاتها الممزّقة.
ليس جديداً أنّ الكورة عانت منذ زمن طويل نقصاً حادّاً في كثير من خدمات الدولة على رغم رفع فاعلياتها الصوت إلى الوزراء المعنيّين بلا جدوى، فكانت تلك المنطقة الخضراء التي تضمّ 44 بلدة، تعاقب بحرمانِها من تأهيل طرقاتها وتلزيم مشاريع بناها التحتية لبعض المتعهّدين السيّئين والفاسدين.
منذ عهد الرئيس فؤاد شهاب ومنطقة الكورة لم تشهد مشروعاً إنمائياً واحداً، على ما يقول رئيس إتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم لـ«الجمهورية»، مضيفاً: «نتمنّى من الإعلام الإضاءة على الحرمان الذي تعانيه الكورة أسوةً ببقية المناطق المغبونة لأنّ طُرُقاتنا من الأسوأ في لبنان. ومع ذلك لم يتوانَ الإتحاد يوماً عن القيام بواجباته تجاه الكورة وأهلها «ويعود الفضل في ذلك إلى البلديات والمبادرات الفرديّة لبعض أبناء المنطقة».
ويقول بوكريم: «العطب الأساس» الذي أدّى إلى تشويه الطرق مردُّه لسببين أساسيَّين أوّلهما «عدم وجود وزارة للتخطيط في الدولة ما انعكس سلباً على طريق عابا- بطرام – بدبا، وغيرها من الطرق التي حُفِرَت غير مرة.
فعندما يُعرَف السبب يبطل العجب. وإنّ غالبية المشاريع التي نُفِّذت على تلك الطريق كانت على شكل تقديمات من الاتحاد الأوروبي أو الجهات المانحة أو USAID وكانت الهبات ترِد إلينا في فترة قصيرة وفي منطقة معيّنة وكان علينا تنفيذُها ضمن مهلة قصيرة، ما حتّم علينا حفر الطرق وتزفيتها لنعود ونحفرها و… وهذا في اختصار قدرنا نحن الفقراء».
كرم
من ناحيته صوّب نائب الكورة فادي كرم سهامَه نحو الوزير الأسبق للأشغال غازي زعيتر «الذي زاد الكورة حرماناً وتشويهاً». وقال: «منذ العام 2012 والحربُ السياسية على منطقتنا قائمة بحيث إنّ وزارة الأشغال صرفت مئات الملايين، لا بل المليارات في كذا منطقة لبنانية ولم ترسل شاحنة زفت إلى الكورة».. وأكد أن «لا مبرّر لهذه الكيدية في التعاطي مع أهالي الكورة»، معتبراً أنّ «الحرب يومها كانت سياسية وموجّهة ضد فريقنا السياسي»..
وفيما يعتبر كرم «أنّ المعضلة الكبرى تكمن في المتعهّدين الذين نفّذوا مشاريع صرف صحّي وريّ فحفروا الطرق من دون إصلاحها كما يجب حتى أضحت طريق الكورة كنايةً عن أخاديد وخنادق ساهمت في تكسير سيارات المواطنين ووقوع عدد لا يُستهان به من الحوادث، بعضها أدّى إلى حصد أرواح الأبرياء من الكورة والمناطق المجاورة.
والأنكى من كل ذلك أنّ الحسابات السياسية لبعض الشركات والمتعهّدين زادت في الطين بلة، بحيث إنهم عرقلوا التلزيمات لكي ترسوَ المناقصات عليهم كما حصل في طريق شكا – الكورة حيث أُعيد تلزيمها 3 مرات قبل أن تفوز بها إحدى الشركات المعروفة».
وتمنّى كرم على الوزراء الجدد، «أن يتعاملوا بذهنيّة بنّاءة ومسؤولة وأن يضعوا وزاراتِهم في خدمة جميع المناطق اللبنانية، ونحن كـ«قوات لبنانية» ننتظر من وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وهو إبن الشمال ويدرك أهمية طرق الكورة فهي الشريان الأساسي لقضائين سياحيَّين وعزيزَين على قلبنا، بشرّي وإهدن.. ننتظر منه أن يوليَ طرق الكورة الأولويّة، بعد إصابتها بخراب المتعهّدين وعوامل الزمن والطقس عليها، وأدعوه الى محاسبة هؤلاء ومنعهم من معاودة العبث بها».
وذكر كرم أنه رفع من خلال زميله النائب أنطوان زهرا عبر لجنة الأشغال لائحةً بالطرق الأساسية الواجب تعبيدها في الكورة و»أنّ الرد عليها جاء إيحاباً، بحيث أثنى الوزير فنيانوس على ضرورة الإهتمام بهذه الطرق. كذلك تمنّى كرم على وزارة الأشغال «اعتمادَ متعهّدين جيّدين وجدّيين يتمتعون بالكفاءة لكي لا يدفع المواطن اللبناني تكاليف المشاريع نفسها مرات ومرات».
الكورانيون يأملون من العهد الجديد رفعَ الظلم عن منطقتهم وجعلَ طريق الكورة سالكة وآمنة، لا كما عهدوها مقبرةً يقع فيها المواطنون ويهلكون…