جمانة حداد شاعرة وكاتبة لبنانية حازت جوائز عربية وعالمية عدّة، فضلاً عن كونها صحافية ومترجمة وأستاذة جامعية. تشغل منصب المسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة “النهار”، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة. اختارتها مجلة “آرابيان بيزنيس” للسنتين الأخيرتين على التوالي واحدةً من المئة امرأة عربية الأكثر نفوذا في العالم، بسبب نشاطها الثقافي والاجتماعي.
5 تشرين الأول 2015
مَن يضطهد شعباً يطالب بأبسط الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يضرب أو يسجن أو يقتل معارضيه من المواطنين، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يمارس الظلم ويسمّيه عدلاً، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يتكلم بالانتخاب على أسس متخلفة، ذابحاً مواطنيته وكرامته الاجتماعية والإنسانية، إكراماً لطائفة أو لمقعد نيابي، أو وزاري، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يتعامل مع الناس كأنهم قطعان، ويهين كرامتهم وذكاءهم وحقوقهم، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن ينتهك القانون، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يكره ويعزل ويكفّر ويؤذي ويقتل باسم الدين، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يظنّ نفسه أفضل من سواه، لا لشيء سوى لأنه يملك أموالاً أكثر، أكان جمعها بعرق جبينه أم من طريق التزوير والتهريب والصفقات المشروعة وغير المشروعة، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يمارس السلطة بجور، ويطبّق القانون على هواه، ووفق مزاجه ومصلحته، فيقدّم فلاناً ويؤخّر فلاناً، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يمارس العنف الجسدي أو المعنوي على زوجته أو ابنته أو أخته أو أيّ شخص أضعف منه، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يميّز بناءً على العرق والطبقة والجنسية ولون البشرة والإعاقة، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يلوّث بيئة البحر والهواء والماء، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يدمّر مشهداً طبيعياً أو جمالياً، من أجل منفعة، رخيصة أكانت أم غالية، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يقطع شجرةً، أو يرمي نفايات في أمكنة عامة وخاصة، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يؤيد ديكتاتوراً، في السرّ أو علناً، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يغتصب طفلاً، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يسخر من المثليين وذوي الميول الجنسية غير النمطية، ويسيء معاملتهم، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يدين العهر وهو عاهر سرّاً، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يمنع دواءً عن محتاج، أو يزوّر دواءً، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يمنع كتاباً عن جائع للعلم، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يسمح بتشرد الأطفال، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن لا يحول دون محو الأمّية، ويترك الأطفال بلا مدارس، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
مَن يضطهد ويذبح ثم يعظ بالحقّ، لا يستحق أن يُدعى إنساناً.
ترى كم إنساناً وسط هذا الكمّ من الوحوش؟