تترقّب ساحة النجمة بحذر ورويّة استقبال غالبية النواب في 31 من الشهر الحالي، في وقتٍ يتجدّد اللغط الدستوري حول نصاب الجلسة كما في كلّ جلسة انتخابية مفترضة لرئيس البلاد، مثلما برزت بلبلة في التحليلات الدستورية وتفسيرات متباينة للنصاب والغالبية. وقد شبّه بعض المراقبين البَلبلة الحالية الدستورية في لبنان «بالأمر الواقع الدستوري» بعدما فسّر كلّ فريق موادّ الدستور كما تناسبه، وأصبح اللبنانيون أسرى لهذا لأمر الواقع ، كذلك برزت «بلبلة بروتوكولية» بسبب سفر المعنيين عن شؤون التشريفات والمراسيم مع الفريق المرافق للرئيس بري إلى جنيف، والتي صادفت قبل أسبوع فقط من تسوية الطبخة الرئاسية، الأمر الذي انعكسَ على تطبيق بعض الأصول البروتوكولية الخاصة المسبَقة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
في مجلس النواب، يبدو أنّ حال التأزّم التي رافقت الجلسات الـ 45 لانتخاب رئيس للجمهورية، قد انعكست أيضاً على التحضيرات التي من المفترض أن تكون قد اكتملت قبل أسبوع لجلسة الانتخاب المقررة الاثنين المقبل في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأوّل، إذ إنّ غياب رئيس المجلس قبل أسبوع على انعقاد جلسة انتخاب الرئيس، يرافقه الأمين العام السيّد عدنان ضاهر والمسؤولون المعنيون عن هيئة البروتوكول والتشريفات، زاد من صعوبة إتمام كافة الإجراءات والدعوات البروتوكولية المطلوبة قبل انعقاد الجلسة الرئاسية، إضافةً إلى غياب مدير التشريفات والبروتوكول للمجلس السيّد علي حمد الذي رافقَ بدوره الرئيس بري في جولته.
فاقتصرَت التحضيرات على برقية مستعجلة من رئيس مصلحة الإعلام في مجلس النواب السيّد محمد بلوط الذي رافق الرئيس أيضاً، وُجّهت أمس إلى السيّد رياض غنّام مدير عام الجلسات واللجان، للحلول مكان مدير التشريفات والبرتوكول، والقيام بالمهام المطلوبة واقتصرت البرقية على دعوة مستعجلة للإعلاميين المعتمدين في مجلس النواب وكافّة الوسائل الإعلامية المحلية والأجنبية لتغطية جلسة الانتخاب المقرّر عقدُها في الـ 31 من الشهر الحالي.
البرقية وضعت أيضاً خريطة طريق وخطوطاً عريضة مقترَحة لنهار جلسة الانتخاب، علماً أنّ برقية مماثلة وُجّهت إلى النواب كافّة لحضور الجلسة الانتخابية.
فيما أوضَح السيّد غنّام لـ«الجمهورية» أنّ نهار الانتخاب سيكون شبيهاً بالبروتوكول الذي حصَل في الجلسة الرئاسية لانتخاب العماد ميشال سليمان.
أمّا اللافت في الجلسة الاستثنائية القادمة أنّه لم تتمّ حتى الساعة دعوة السفراء المعتمدين أو القناصل لحضور جلسة الانتخاب الرئاسية، وذلك بسبب غياب المعنيين في الشؤون البروتوكولية، إنْ بسبَب سفرهم ومرافقتهم للرئيس بري في جنيف أو بسبب غياب البعض الذي ينوب عنهم بسبب الإجازات.
وعن هذا الأمر أوضَح ضاهر أنّه سيتمّ توضيح الأمر نهار السبت المقبل في اجتماع صباحيّ يُعقد في مبنى مجلس النواب لتصويب مسار الأمور التي تأزّمت بسبب غياب الرئيس برّي، وذلك بعد عودة الأخير والوفد المرافق له من جنيف، على أن يَعقد صباح السبت اجتماعاً طارئاً للهيئة البرتوكولية، للنظر في إمكانية استلحاق دعوة السفراء بواسطة الاتّصال عبر الهاتف.
وعمّا إذا كانت تُعتبر هذه الخطوة مشروعة ضمن الأصول البروتوكولية، أفاد غنّام لـ«الجمهورية» أنّها تُعتبر جائزةً في حالات استثنائية مماثلة، الأمر الذي يوضحه الخبراء القانونيون بالقول إنّ الأصول تقتضي دعوتهم خطّياً مسبَقاً، ولكن نظراً للجلسات المتتابعة التي اقتضَت تأجيلَ جلسة تلوَ الأخرى، كان من المتعذّر إبلاغهم خطّياً كلّ مرّة بسبب الظروف السياسية التي آلت إليها الانتخابات والتي نضَجت مؤخّراً بشكل متسارع وتزامنت مع سفر مدير عام البروتوكول، فتأخّرت دعوتُهم، وبالتالي فإنّ التواصل معهم بواسطة الاتّصالات الهاتفية قبل يومين فقط لا تُعتبر مخالفة للأصول، وهي جائزة.
ورشة عمل
إلى ذلك، اقتصَرت الأعمال في المجلس قبل أسبوع من عقدِ الجلسة الرئاسية على مزاولة الأعمال الروتينية، وسط غياب لافت لعدد من الموظفين، منهم بداعي السفر ومنهم بسبب الإجازت المسبَقة، فيما كشفَ أحد موظفي المجلس أنّ الموظفين الحاليّين المعيَّنين في المجلس والذين يتابعون الشؤون البروتوكولية تنقصهم الخبرة، لافتاً إلى أنّ بعضهم ما زال يتابع دورات تدريبية بأصول البروتوكول.
وعن أجواء الجلسة المقبلة أكّد غنّام أنّ جلسة الإثنين المقبل ستكون جلسةً جدّية أكثر من أيّ جلسة سابقة بحُكم التوافق الذي حصَل فيها، جازماً أنّها حاصلة مئة في المئة، مستدركاً بشأن التحضيرات على الأرض، بأنّها ولو جاءت متأخّرة فهي ستكون طبيعية وستَسير على أحسن ما يرام. وأضاف أنّه حتى الساعة لم يُطلب أيّ إجراءات أمنية استثنائية مختلفة عن الجلسات الفائتة.
وقد علمت «الجمهورية» من أوساط مقرّبة من عين التينة أنّه تمّ إبلاغ المعنيين منهم في أمور الشؤون البروتوكولية بضرورة التوجّه إلى مجلس النواب استثنائياً ومساعدةِ فريق العمل المتواجد حاليّاً هناك، وذلك تفادياً لضغط العمل المتوقّع قبل يومين فقط على وصول رئيس المجلس والوفد المرافق له.
على أن يُمنع منعاً باتّاً فتحُ القاعة العامة والقاعات الكبرى للتصوير أو للتقارير الخاصة، تحت طائلة المسؤولية، وخصوصاً قبل مجيء رئيس المجلس والوفد المرافق.
أمّا المشهد الميداني فبدا في مجلس النواب عاديّاً، باستثناء عاملي التنظيفات الذين كثّفوا من أعمال الصيانة والتنظيفات وطرش المبنى الخارجي لمجلس النواب وإعادة طلائه وتنظيفه.
اللباس الرسمي
بالإشارة إلى اللباس المطلوب في يوم الانتخاب، ليس هناك نصوص دستورية تُخصّص اليوم الرئاسي بلباس خاص، بل إشارة إلى ضرورة أن يكون اللباس رسمياً في الاحتفالات الوطنية، على أن يتقيّد الإعلاميون والسفراء الذين يُدعَون إلى الاحتفالات الوطنية بما فيها أيضاً جلسة انتخاب الرئيس مراعاةَ أحكام نظام اللباس الرسمي، إذ ليس هناك لباسٌ رسميّ إلزامي للنواب نهار انتخاب الرئيس، عكس اليوم المعيّن لتشكيل الحكومة التي يرتدي فيها النواب بدلات بيضاء
مجريات الاقتراع
أمّا بالنسبة لمجريات النهار الانتخابي الرئاسي، فيتمّ الانتخاب بالاقتراع السرّي وفقَ الدستور، وتنصّ المادة 11 من الدستور على أن تجري جميع عمليات الانتخاب في المجلس بالاقتراع السرّي بواسطة ظرف خاص وأوراق نموذجية بيضاء تحملان كلاهما ختم المجلس وتُوزَّعان على النواب، وكلّ ظرف يتضمّن أكثر من ورقة واحدة أو يحمل علامة فارقة يُعتبر لاغياً.
فيما تشير المادة 12 إلى عدم احتساب الأوراق البيضاء في التعداد، واعتبارها لاغية، وجاءت في النص كالتالي:
«لا تدخل في حساب الأغلبية في أيّ انتخاب يجريه المجلس، الأوراقُ البيضاء أو الملغاة.»
• تُعتبر ملغاة أيضاً كلّ ورقة تتضمّن أسماء يفوق عددُها المراكز المحدّدة في النظام أو تحتوي على علامة تعريف أو تمييز من أيّ نوع كانت، أو تتضمّن غير الإسم والشهرة مجرّدين.
• تُتلَف أوراق الانتخاب فور إعلان النتائج.
مجريات افتتاح الجلسة
• يفتتح رئيس المجلس النيابي الجلسة
• يطلب تلاوة المواد 49-73-75 من الدستور والمادتين 11 -12 من النظام الداخلي
• تعداد النواب الموجودين
•التذكير بالأوراق التي تُعتبر لاغية
• توزيع الأوراق على النواب
• العرف: لا ضرورة للترشيح المسبَق و لا تلاوة أسماء المرشحين
• يُعلن بدء عملية الاقتراع
• يدور الصندوق على النواب من الأمام إلى الوراء ويسمّى كلّ نائب يضع ورقة في الصندوق
• التصويت الأخير هو للرئيس برّي
• إتمام فتح الصندوق وعدُّ الأوراق وإعلان العدد
• إتمام الفرز
• إحتساب الأصوات
• إعلان الرئيس النتيجة
• إعلان انتهاء الدورة الأولى
• تصديق محضر الجلسة وتلاوته
• إرجاء الجلسة في حال عدم اكتمال العدد المطلوب للدورة الثانية.
أمّا في حال اكتمال العدد وانتخاب رئيس، يتوجّه رئيس المجلس لاصطحابه من مقرّ إقامته وبموكب رئاسي إلى مقر مجلس النواب، ويستقبله عند ترجُّله من السيارة أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، من ثمّ يتوجّه الرئيس المنتخب أمام العلم اللبناني وتعزف موسيقى الجيش النشيد الوطني اللبناني، من ثمّ يستعرض الرئيس المنتخب سرية من الحرس الجمهوري، وبَعدها يستقبل رئيس مجلس النواب الرئيسَ المنتخب عند أوّل السلّم في مبنى البرلمان ويرافقه إلى مدخل المبنى حيث يكون أعضاء مكتب المجلس بانتظارهما لمصافحة الرئيس المنتخب، ثمّ يتوجّه الرئيس المنتخب ورئيس مجلس النواب إلى قاعة الاجتماعات، بعدها يلقي رئيس المجلس كلمة ترحيب بفخامة الرئيس المنتخب، ثمّ يتوجه الرئيس المنتخب إلى المنصّة ليلقيَ قسَم اليمين الدستوري ويلقي خطابه، (بالإشارة إلى أنّ عون هو نائب في البرلمان، ومن الممكن أن لا يحصل البعض من هذه المراسيم في حال تواجُدِه داخل القاعة العامة).
وبعد تبادل الكلمات وقسَم اليمين يتوجّه الرئيسان إلى الصالون الكبير لتقبّلِ التهاني من النواب والسِلك الدبلوماسي وجميع المهنّئين.
وفي نهاية اليوم الانتخابي يرافق رئيس مجلس النواب فخامة رئيس الجمهورية إلى مدخل مبنى البرلمان ويودّعه، ليغادر الرئيس المنتخب مقرّ مجلس النواب باتّجاه قصر رئاسة الجمهورية في بعبدا.