بالرغم من انشغال مجمل بلدات قضاء كسروان بالمعارك البلدية وعلى اهميتها الكامنة داخل كل قرية الا انه يمكن تسجيل معركتين تلامسان بقوة العامل السياسي مع اختلاف في بعض التوجهات او المقاربات بين تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني والتي تختلف بين بلدة واخرى وفي كلا الحالتين، فان مدينة جونية حيث المعركة المركزية في القضاء تشهد شد الحبال هذا بين الحزبين المتحالفين. ففي حين تتحالف القوات اللبنانية مع لائحة التحالف الثلاثي والذي يضم منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن والمهندس نعمت افرام، يدعم التيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية المرشح الشيخ جوان حبيش وبالتالي فان مسألة عدم التوافق في هذه المدينة لا يمكن صرفها على الارض بشكل واقعي حيث وان لم تعلن القوات ترك الحرية لمناصريها في عملية الاقتراع، الا ان ما يتم تسريبه من تحت الطاولة ان العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لا يمكن ان يختلفا من اجل رئاسة بلدية مدينة بل ان ما تتداوله الاوساط المتابعة من ان جعجع غير متحمس للغاية لخوض معركة في وجه موطن العماد عون الانتخابي حيث الاخير نائباً عن كسروان، وبالتالي فان الحرب من فوق مغايرة لما يجري من تحت والتوافق الكبير بين الحزبين على قضايا جوهرية واساسية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية لن تعيق هذا المسار اي اشكال من نوع كبير على خلفية عدم البوح رسمياً من قبل القوات لمناصريها بالاقتراع للائحة فؤاد البواري وان كانت تضم خمسة اعضاء تابعين لها وعضو واحد في لائحة حبيش. وهذه مفارقة يمكن البناء عليها في حيثيات المعركة البلدية.
وتقول هذه الاوساط بشكل واضح على سبيل السؤال المشروع التالي: من يضمن في ان يتفق عون وجعجع على حصص في بلديات كبرى في بعبدا والمتن واعطاء القوات حصة وازنة في احداها حيث لا ثقل للقوات فيها حزمة من الاعضاء والامر المعكوس صحيح اذ ان القوات اللبنانية تتواجد في مدن وبلدات كلمة الفصل فيها لها وسوف تعطي للتيار حصة منها؟ اذن اين موقع مدينة جونية من اتفاق الكبار؟
هذه الاوساط لا تعتبر تطبيق هذه المعادلة في عاصمة كسروان بعيداً عن الواقع وامكانية تبادل الحصص في كافة ارجاء المناطق المختلفة ولماذا هذا الامر يصح في المتن الشمالي وبعبدا ولا يمكن اسقاطه على جونيه خصوصاً ان البلوك الانتخابي التابع للقوات فعاليته غير مطابقة مع الوجود العوني في المدينة وبالتالي لماذا سيقدم جعجع على خطوة يمكن ان تضع «الزعل» لدى الجنرال في مدينة حساسة جداً لدى الرابية وقد اعلن صراحة عون ان جونية تمثله وهو يمثلها وتشكل موطنه السياسي الهام، فهل كان هذا الكلام فقط لدعم حبيش ام رسالة الى القوات اللبنانية؟ وبما انه لا شيء محسوماً في معركة جونية حتى فرز الاصوات فان الغليان يشهد دكافة مفاصلها من ذوي الفئة الاولى وما فوق اما الهيئات الناخبة وحسب زيارة المدينة فان قسماً كبيراً منها لا يبالي ولن يذهب الى صناديق الاقتراع على خلفيات متعددة اما بعدم الاكتراث او ايماناً منه ان لا شيء ستقدمه هذه المعركة البلدية حيث الصراع الحقيقي قائم من فوق فيما المفاصل الحيوية في المدينة تنتظر بفارغ الصبر من يساعد في نهضتها اذ ان المشاريع وتقديم البرامج شيء والتنفيذ مغاير تماماً للاوراق والملفات المطبوعة باتقان.
المعركة السياسية الثانية تجري في غوسطا حيث تتآلف الاحزاب في وجه مسقط رأس الوزير السابق فريد هيكل الخازن وهذه مفارقة كبيرة حيث ان القوات حليفة للخازن في جونية وتعمل على محاولة اسقاطه في غوسطا تمهيداً لتحجيمه في الاستحقاقات القادمة وهذا ما يعيه الخازن جيداً ويحاول فك احجية مواقف القوات المتناقضة والتي تتصل بكل شخص من معراب من اجل التصويت ضد لائحة زياد الشلفون المدعومة من فريد هيكل الخازن!!! إلا ان الأوزان معروفة في هذه البلدة وكذلك الهدف من المعركة وهي ان يدفع الخازن فاتورة استقباله للنائب سليمان فرنجية كمرشح رئاسي في دارته، ولكن كيف سيصدق الخازن ان حليفته القوات في جونية لن تشطب الاعضاء التابعين له؟ ولماذا تشطب في غوسطا ويمكن ان تسير الى جانبه في جونية؟! هذه الاسئلة تستلزم الاستعانة بمنجم مغربي لمعرفة توجه القوات اللبنانية والتي سيدعم اعضاءها الخمسة فريد هيكل الخازن في جونية… بالفعل انها احجية تستلزم الكثير من الجهد واعمال التبصير؟!!
اما في زوق مكايل ومع اعلان اللائحتين نبض زوق مكايل برئاسة ايلي بعينو واللائحة الثانية برئاسة وفيق طراد فان بعينو المدعوم من التيار الوطني الحر والمحامي نهاد نوفل قد يحصد الاغلبية في ظل تواجد عوني ضخم في البلدة يضاف اليهم خبرة خمسين عاماً لنوفل في رئاسة البلدية مما يجعل من المعركة في الزوق لا تخضع للتبصير مع ان القرار الاخير هو للناس ولكن اغلبية المقترعين في البلدة هم انصار التيار الوطني الحر.