تتجه الأنظار الى مرحلة ما بعد يوم غد الأحد، موعد تسلّم جبران باسيل رئاسة «التيار الوطني الحر» رسمياً.
من المنتظر أن تشهد هذه المرحلة عملية بناء «الجهاز» الذي سيقوم باسيل من خلاله بإدارة «التيار». ويرى المتابعون أن الفترة المقبلة ستكون مخصصة لتطويق عاصفة الاعتراضات الداخلية في التيار على تعيين جبران باسيل رئيساً، وذلك عبر التعيينات التي ستحصل بعد 20 من الشهر الحالي.
ويشير هؤلاء الى أن المشكلة تتمثل في الثقة المفقودة من قبل القاعدة التي لا تحبّذ باسيل، خاصة أن تجربة تعيين نواب الرئيس لم تكن مشجعة، وهو ما يدفع هؤلاء للسؤال عما اذا كانت الرغبة جدّية في الشراكة مع المعترضين، أم ان باسيل سيلجأ الى التفرد في ادارة التيار.
كل المعطيات تفيد أن العماد ميشال عون يريد استيعاب المعترضين، وهو وعد بذلك وركّز في كل كلماته على التضامن والتعاون، لكن المتابعين يلفتون النظر الى أن هناك في فريق عمل باسيل من يرفض الشراكة ومدّ اليد، يواجهه فريق آخر يدعو الى الاستيعاب.
ثمة اعتراف بأنه حصل تسرّع في فصل المعترضين على تعيين باسيل، بينما كان المطلوب استيعابهم، ويتمثل الرهان اليوم على شخصية عون في اعادة الجمع من جديد. ويشير البعض الى موضوع القيادي في التيار زياد عبس وخروجه عن قرار التيار بعدم المشاركة في حراك 29 آب، الذي نظر اليه بوصفه تمرداً على القرار، بينما من المفترض أن يتم التعاطي مع حالة عبس وأمثاله على أنها اعتراض وليست تمرداً، اذ لا يمكن تصنيف كل من يقول «لا لباسيل» على أنه متمرد.
كما يشير هؤلاء الى نموذج التعاطي مع هشام حداد الذي انتقل من محطة (او تي في) الى (ال بي سي)، والذي تحــول الى «شيطان» بنظر البعض لأنه انتقد باسيل رغم أنه مناضل قديم في التيار… و «الامثلة الأخرى كثيرة».
يقول المطلعون، إن الأمور ليست سهلة نظراً للاعتراضات الكثيرة داخل التيار على مسألة التوريث التي تناقض كل الشعارات المرفوعة ومنها انتخاب رئيس جمهورية من الشعب، واذا بالعماد عون يفرض تسوية في رئاسة تياره. واذا كان من السهل ايجاد الاعذار كالقول إن ما حصل هو حفظ لوحدة التيار ولتفادي الاسوأ، فإن التحدي يبرز اليوم في كيفية فتح باسيل كتاب رئاسته للتيار، اذ امامه تحديات لا يمكنه الخروج منها وهي التعيينات والانتخابات.
ويحذّر هؤلاء من «أية دعسة ناقصة»، لأن العين ستكون مفتوحة جيداً على باسيل من داخل التيار لرصد كيفية أدائه، لأنه لا يكفي تعلّق العونيين بالعماد ميشال عون حتى يتم غفران «كل ما هو متصل به».
يلفت المطلعون النظر الى أن الثابت هو بأن العماد عون سيعمل المستحيل لإنجاح باسيل لأنه خياره، والتقديرات أن باسيل أذكى من أن يواجه الآن قبل أن «يتمكّن»، وخياره سيكون الاستيعاب وليس التصادم، ووجود عون سيكون الضمانة لباسيل الذي عليه أن يحسن التقرّب الى المعترضين حتى لا يتحول الى هدف لاحقاً.. وهدف سهل.