انها محطة تاريخية تؤسس لبناء حوار جديدة يتسم بالكثير من الصراحة مع التأكيد اننا سنصل الى ما يرضي ابناء الله جميعاً امام تحديات كبيرة ومنهجية كادت تطيح بالسلام والتسامح، هكذا يلخص احد الاساقفة الموارنة زيارة البابا فرنسيس الاولى من نوعها للخليج العربي حيث تتواجد اكثرية مسلمة مع الاقليات الاخرى من مسيحيه بشتى مذاهبها وباقي الاديان، ولا شك يقول هذا الاسقف ان الزيارة بحد ذاتها تكتسب اهمية استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ودلالات لاكثر من سبب وليس بسبب ارتفاع منسوب الخطاب الشعبوي وحدة العنصرية والتطرف في اكثر من مكان بل لان الزيارة في حد ذاتها بداية تأسيس لصفحة جديدة من العلاقات بين الاسلام والمسيحية وهما الديانتان الاوسع انتشاراً في العالم خصوصاً ان البابا الحالي فرنسيس وما يحمله من خلفية حوارية وفكر تسامحي وحركة لافتة شملت اكثر من بلد اسلامي من تركيا الى مصر وصولاً الى الامارات العربية وغيرها تؤهله القيام بهذه المهمة والبناء عليها، فالبابا يضيف الاسقف له احترام فائق لدى مختلف الديانات وهو منذ العام 2013 تاريخ توليه الكرسي الرسولي يؤكد في كافة مواقفه وتصريحاته انه حقاً يمثل رجل السلام والحوار والعيش المشترك بين الاديان وانه صديق مخلص للمسلمين ويدافع عن القضايا العادلة اينما كانت ولاي ديانة انتمت خصوصاً ان لديه مواقف واضحة من القضية الفلسطينية والحقوق العربية.
ويركز الاسقف على اهمية انعقاد مؤتمر «الاخوة الانسانية» الذي يشارك به البابا شخصياً الى جانب شيخ الازهر وحوالى 700 شخصية من كبار رجالات الاديان للتأكيد على رسالة انسانية واحدة تتمثل بالسلام والحوار والعيش معاً بروح من التسامح والتفاهم وصولا الى التعاون، ويضاف الى هذا الامر ان دولة الامارات العربية التي اعلنت العام 2019 عاماً للتسامح ترعى بحرية كافة الجنسيات المتواجدة على ارضها من مختلف الاديان يمارسون صلاتهم في كنائسهم وجوامعهم بسلام وحرية اقامتها الدولة أو ساعدت في اقامتها وهذا يشكل امراً لافتا ناتجا عن ايمان حقيقي بالتعددية وحرية العبادة وبذلك تكون قد نقلت افكارها من الفكرة الى الرسالة خصوصا ان هناك وزارة للتسامح في الحكومة الاماراتية، وهذا امر مطلوب يضيف الاسقف الماروني ليقول: ان احياء التسامح بات مطلوبا ليس من المسلمين فحسب بل من كافة الاديان لمواجهة وباء التطرف والارهاب الذي رعته بلدان تبتعد عن عبادة الله وتنتهج العنف سبيلاً لتحقيق المصالح وما يخلقه من مآس وقتل وتهجير باسم الدين.
وتأتي الزيارة ايضاً، يضيف الاسقف، من خلال دعوة صريحة لحث الانظمة والكيانات على الالتزام بالمواثيق والعهود والاتفاقيات التي تحترم الانسان وحرياته العامة ومن بينها حرية الدين والمعتقد، الا ان الاسقف يقول ان هناك دولاً تستفيد من التناحر القائم حالياً بين الاديان لاسباب مادية ومصالح توسعية على حساب الكرامة الانسانية ووجود الله كخالق لجميع البشر.
وهل يعتقد انها ستعود بالافادة على لبنان؟ يجيب الاسقف ان لبنان هو المعني الاول بمثل هذه اللقاءات وهو البلد الوحيد في العالم الذي تتعايش فيه اكثر من 18 طائفة من اولى واجباتها بعد هذا المؤتمر تثبيت سبل العيش الواحد والابتعاد عن التمترس وراء الطوائف لتحقيق مكاسب سياسية آنية ليشير الى ان التعويل الاكثر استفادة في لبنان من وراء زيارة البابا على تربية الاجيال الشابة بعيداً عن التعصب لان الحروب انهكت النفوس وباتت الاخلاق سمة سيئة لدى البعض فيما هي الاساس لمستقبل الأوطان وديمومتها في ظل وجود من يدعو الى الكراهية والتكفير.