IMLebanon

كيف سيكون فكر وخطباء نواب المجلس النيابي القادم؟

 

في 6 أيار 2018 ستجري الانتخابات النيابية في الأراضي اللبنانية كلها في يوم واحد ويتم انتخاب 128 نائباً. ووفق توزيع مقاعد النواب طائفياً ومذهبياً، فإنه مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. أما على صعيد المذاهب الثلاثة الكبرى وهي الموارنة والسنة والشيعة، فإنها مثالثة، بعدما كان عدد نواب الموارنة في المجالس النيابية السابقة قبل الطائف هو الأكبر بين نواب المذاهب.

اما الآن، فلم يعد موضوع المناصفة هاماً في المجلس النيابي، ولم يعد مبدأ المثالثة بين الطوائف الثلاث الكبرى هاماً، بل يبقى بند الثلثين بين أعضاء مجلس النواب هاما، ولكن الأهم من هم الآتون الى المجلس النيابي القادم، وكيف ستكون شخصياتهم وثقافتهم السياسية وعمق فهم تأسيس الكيان اللبناني والتركيبة اللبنانية واخذ بعين الاعتبار ان عدد الأصوات هام. لكن يبقى لبنان يخضع للديموقراطية التوافقية انما في عدة مجالات الأكثرية العددية تبقى هامة في اتخاذ قرارات مجلس النواب. ولكن في الأمور الأساسية تبقى الديموقراطية التوافقية هي الأهم في المجلس النيابي القادم. بعد 6 أيار سيكون اهم الخطباء بالنسبة للنواب هم من الطائفة الشيعية، والخطيب الأول سياسياً وأدبياً وثقافياً وفهما لتركيبة لبنان وتوازناته هو الرئيس نبيه بري الذي ستتم إعادة انتخابه رئيسا للمجلس النيابي. ومن خلال القدرة الخطابية لدى الرئيس نبيه بري وامتلاكه ادب الكلمة وروحية الشعر، وما يضيفه إلى خطابه من مواقف سياسية واصول في عمق ثقافة السياسة اللبنانية والتوازنات داخل لبنان، إضافة إلى معرفته بالوضع الإقليمي والعلاقات الدولية، يعطي للطائفة الشيعية احد اهم الخطباء في المجلس النيابي وهو الرئيس نبيه بري.

 

كتلة التنمية والتحرير

 

 

كما أن في كتلة التنمية والتحرير أو كتلة الرئيس بري هناك نائبان أو ثلاثة على الأقل يمكن اعتبارهم من الخطباء الأقوياء على منبر المجلس النيابي. لكن الثابت دون ذكر الأسماء، أن نائبين، وبينهم نائب بارز قادر على الخطابة من على منبر مجلس النواب والاستماع الى خطاب سياسي عميق من خلال سماع خطاب النائب في كتلة الرئيس بري، وهو عملياً الدكتور علي حسن الخليل وزير المالية، لكن لا شيء ينقص بقية النواب، انما يبقى العمق السياسي لدى البقية ليس كبيراً.

اما بالنسبة لخطباء كتلة الوفاء للمقاومة أو كتلة حزب الله فيوجد ثلاثة نواب لديهم درجة عالية في مستوى الخطاب وتوجيهه، مع موضوعية ومنطقية مع استعمال غير مباشر لقوة المقاومة وانجازاتها، انما تبقى خطابات نواب كتلة الوفاء للمقاومة او حزب الله ضعيفة في المجال الدستوري، وعدم التركيز على النواحي الدستورية والفهم العميق لها من خلال بنود الدستور اللبناني، غير انه يتم التعويض عن عدم التعمق بالدستور في العمق في فهم وشرح الصراع العربي – الاسرائيلي والمعرفة التفصيلية في السياسة الاسرائيلية التي هي تؤثر في شكل غير مباشر في السياسة اللبنانية من خلال التنسيق الكبير والتحالف الكامل بين الادارة الاميركية واسرائيل. والادارة الاميركية هي لاعب اساسي تحت قبة المجلس النيابي، ولها نواب وتيارات يؤيدونها وتستطيع التأثير في نواب لا يعرف احد انهم يخصّون المخابرات الاميركية، انما لهم علاقة مع واشنطن عميقة وغير بارزة وظاهرة. وبذلك يكون خطباء نواب حزب الله من الخطباء البارزين في التوجه الى النواب والى الرأي العام اللبناني والعربي عندما يتم بث جلسات مجلس النواب فضائيا.

 

علاقة بري وجميل السيد

 

 

وهنالك امر جديد سيدخل على الخط، هو قرار الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد في اختيار اللواء جميل السيد ان يكون نائبا على المقعد الشيعي في البقاع الشمالي الشرقي على لائحة حزب الله ـ حركة امل، ولم يتم حسم الموضوع نهائيا فيما اذا كان سيأخذ اللواء جميل السيد مقعداً من كتلة نواب حزب الله او يكون البديل عن نائب حزب البعث المهندس عاصم قانصوه.

وهنا اشارة الى ان حزب البعث الذي كان له نائبان او ثلاثة سيخسر مقعدا بعثيا في لبنان، مع العلم ان الزمن لم يعد زمن حزب البعث. لكن التمثيل السوري المباشر من خلال القيادة القطرية في لبنان يتم التعبير عنها بنواب حزب البعث، وهم النائب قاسم هاشم والمهندس عاصم قانصوه او النائب العلوي الذي قد يأتي بعثيا في المقعد العلوي في طرابلس، وفي اكثر الاحوال لا يكون بعثيا، انما المقعدان البعثيان يمثلهما المهندس عاصم قانصوه والنائب قاسم هاشم في بلدة العرقوب.

سيكون الرئيس نبيه بري اول المتحسسين لانتساب اللواء جميل السيد الى الندوة النيابية، رغم ان العلاقة بين الرئيس نبيه بري واللواء جميل السيد جيدة، والمبادرة التي حصلت اثناء احتفال تكريمي للرئيس نبيه بري. ويومذاك قام الرئيس بري بالسؤال عن نجل اللواء جميل السيد الذي كان في السجن، وكان اللواء جميل السيد في السجن، فأجلس الرئيس نبيه بري نجل اللواء جميل السيد قربه. ولكن في العودة الى عهد الرئيس اميل لحود، فالرئيس بري يعرف ان الرئيس اميل لحود واللواء جميل السيد، بخاصة بعد سيطرتهما في المرحلة الاخيرة على اللواء الراحل رستم غزالي، وقبل ذلك حتى عندما كان الرئيس اميل لحود قائدا للجيش، انما الرئيس اميل لحود واللواء جميل السيد كانا يظهران كل النيات الطيبة تجاهه، وهذا ما دفع بالرئيس نبيه بري الى دعم وصول الرئيس اميل لحود الى رئاسة الجمهورية، سواء من خلال اصوات كتلته لا بل اكثر من ذلك، من خلال مساحة اوسع من النواب. لكن هل عامل الرئيس اميل لحود واللواء جميل السيد الرئيس نبيه بري بحسن التعاون معه بعد وصول الرئيس اميل لحود الى المجلس النيابي؟ الجواب هو لا، ذلك ان الرئيس نبيه بري كان يتم تطويقه اما من خلال تقارير يتم ارسالها من بيروت الى دمشق او من خلال السيطرة على حركة نواب في المجلس النيابي عبر اللواء الراحل غازي كنعان، لكن بخاصة اثناء وجود اللواء رستم غزالي. مع العلم ان الرئيس بري استطاع نسج علاقة ممتازة مع اللواء غازي كنعان وكان الوزير السابق عبد الرحيم مراد هو ضابط الارتباط واصبح، في المرحلة الاخيرة التي سبقت نقل اللواء الراحل غازي كنعان من لبنان الى سوريا، هنالك تفاهم عميق بين الرئيس نبيه بري واللواء الراحل غازي كنعان، في حين ان الخلاف كان يزداد بين الرئيس اميل لحود واللواء جميل السيد من جهة مع اللواء الراحل غازي كنعان، وربما ساهم الاثنان مع دعم من حزب الله واتصال مباشر بالرئيس السوري الدكتور بشار الاسد او باللواء ماهر الاسد، في نقل اللواء غازي كنعان من لبنان كي يتسلم مكانه اللواء رستم غزالي. وهكذا سيطر اللواء جميل السيد على عقل الرئيس لحود وعقل اللواء رستم غزالي، مع العلم ان الرئيس اميل لحود كان يهمه ثبات موقعه وتأمين هيبة الرئاسة له. اما العمليات وادارة شؤون ما بين الدولة والوزارات وامور كثيرة، فكان يعتمد على اللواء جميل السيد. واذا كان اللواء جميل السيد يكتب تقريرا من بيروت الى دمشق عن الوضع في شكل شامل سياسيا وامنيا وعسكريا، فانما اللواء رستم غزالي كان يكتب تقريبا التقرير نفسه والتقريران يذهبان الى الرئيس بشار الاسد. وعند تقاطع التقريرين عند الرئيس بشار الاسد، يعتبر الرئيس الاسد ان التقاطع اكد المعلومات. مع العلم انه عندما تم نقل اللواء غازي كنعان من بيروت الى دمشق رئيسا لشعبة الامن السياسي، صرح اللواء غازي كنعان بأن الامر لن يتغير وان العميد رستم غزالي سيتسلم مكانه، لكن لا شيء سيتغير وسيبقى العميد رستم غزالي على اتصال باللواء غازي كنعان. وما ان وصل اللواء غازي كنعان الى دمشق، حتى جاءت الاوامر الى اللواء رستم غزالي بقطع تقاريره وعدم ارسالها الى اللواء غازي كنعان، وهكذا حصل، فلم يعد يرسل التقارير الى كنعان.

 

علاقة بري ولحود

 

 

لم تعد علاقة الرئيس نبيه بري والرئيس اميل لحود جيدة، وانعكس ذلك على علاقة اللواء جميل السيد مع الرئيس نبيه بري. لكن عندما نقول انعكس قد نخطىء، لان اللاعب السياسي في وجه رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري كان اللواء جميل السيد وليس الرئيس اميل لحود، فكان انعكاس عدم حسن العلاقة بين الرئيس لحود والرئيس بري ناتج من نظرة اللواء جميل السيد الى الامور.

عندما سيدخل اللواء جميل السيد الى المجلس النيابي سيتخطى الرئيس نبيه بري هذه الامور كلها، لكنها تبقى في ذاكرة الرئيس بري وطبعا في ذاكرة اللواء جميل السيد. وسيشكل اللواء جميل السيد نائبا خطيبا يمتلك اللغة العربية بطريقة متينة، اضافة الى تكلمه لغات اجنبية، ثم انه آتٍ من مركز قضى 7 سنوات فيه وهو مخابرات الجيش، ثم قضى 7 سنوات اخرى تقريبا مديرا عاما للامن العام.

وامتلك اللواء جميل السيد ملفات المعلومات كلها، فالاحزاب اللبنانية ملفاتها معه، وملفات الشخصيات معه، وملفات العلاقات بين لبنان والعلاقات الدولية معه، وعلى الارجح، فان اللواء جميل السيد اخذ معه من المديرية العامة للامن العام كافة المعلومات في قروص مدمجة الكترونية، وستكون مادة دسمة له في خوض النقاشات، كذلك في الخطاب السياسي الذي سيتوجه به الى النواب والى الرأي العام. مع العلم ان الخصم الاول له في المجلس النيابي سيكون كتلة حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. ويكون حزب الله داعما للواء جميل السيد، واللواء جميل السيد درس الدستور اللبناني وتعمّق فيه ويعرف السياسة اللبنانية في ظواهرها واسرارها. لكن شخصية رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري وهيبته وسيطرته على ادارة الجلسات ستغطي على حركة اللواء جميل السيد وخطاباته، لكنها لن تلغيها، انما عبر وصول اللواء جميل السيد كنائب من الطائفة الشيعية ستمتلك الطائفة الشيعية نائبا خطيبا عميقا في السياسة والثقافة والعلم الدستوري، وبخاصة اسرار السياسة اللبنانية واسرار اللعبة الاقليمية وعلاقات المخابرات اللبنانية العسكرية والامن العام مع دول العالم، اضافة الى ملفات الاحزاب بالتفصيل والارقام والاسماء.

ولا نعرف ما اذا كان اللواء جميل السيد يملك تسجيلات هاتفية او افلام فيديو عن اجتماعات سياسية. لكن هذا الامر ليس مهماً، فالمهم هو انه كخطيب في المجلس النيابي سيكون بارزا، انما يبقى المركز الاول بين الخطباء من نواب الطائفة الشيعية والقدرة على السيطرة على الخطاب والكلام والتوجه السياسي العميق والتوازن بين الطوائف يملكه الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب.

ويبقى السؤال : اين سيكون موقع اللواء جميل السيد ما بين كتلة الرئيس نبيه بري وكتلة حزب الله؟ فاللواء جميل السيد سيكون نائباً شيعياً مستقلاً في المجلس النيابي اقرب الى حزب الله وليس قريبا من كتلة الرئيس بري، وعلى اتصال مع الرئيس السوري بشار الاسد. وهؤلاء هم اهم الوجوه من نواب الطائفة الشيعية التي ستظهر في المجلس النيابي القادم وربما نكون نسينا اسماء او لم ننتبه الى اسماء او تحصل مفاجآت ويصل نواب آخرون، انما الصورة بالنسبة الى نواب الشيعة والخطباء بينهم في المجلس النيابي القادم بعد 6 ايار 2018، تظهر كما حاولنا تصويرها.

 

الطائفة السنية

 

 

اما لدى الطائفة السنية فلا يظهر حتى الان خطباء من الدرجة الاولى، مع احترامنا للجميع. فالرئيس سعد الحريري امتلك فهم السياسة اللبنانية والعربية والدولية، لكنه لم يمتلك فن الخطابة، مع انه اذا كان خطابه مكتوبا سيكون خطاباً عميقاً، لان الرئيس سعد الحريري بات مطلعا على عمق اللعبة السياسية وتوازنات لبنان واسرار مخابرات الدول العربية وانظمتها، اضافة الى شبكة علاقات دولية مع رؤساء دول قليلين يملكونها. وقد ورث هذه الطريقة في العلاقات الخارجية مع رؤساء الدول عن والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري. اما من دون كتابة الخطاب للرئيس سعد الحريري، فسيكون الخطاب ضعيفا. ولن يركز الرئيس سعد الحريري في خطاباته على الوضع الدستوري ولا على الخلافات السياسية، لانه اصبح رمز اعتدال، بخاصة بعد الذي جرى، وهو مستمر بينه وبين القيادة السعودية.

وهنالك النائب نهاد المشنوق الذي هو خطيب جيد، لكن يبقى في اطار الدائرة السنية وفي عمق تفهّم الهيئة العليا لتجمع رؤساء الحكومات والشخصيات السنيّة. انما النائب نهاد المشنوق سيكون بعيدا عن اي خطاب عربي في ظل كره النظام السوري له وكره النائب نهاد المشنوق للنظام السوري، اضافة الى وجود علاقة ما زالت موجودة من النائب المشنوق مع بعض النافذين في القيادة السعودية. والنائب المشنوق خبير في الشؤون المصرية، لكنه لن يكون النائب السنّي الخطيب اللامع. واذا انتقلنا الى بقية نواب كتلة المستقبل والنواب السنّة، فلا نرى بسهولة نواب خطباء متعمّقين في السياسة اللبنانية وفهم دستور السياسي اللبناني. لكن وصول اللواء اشرف ريفي الى المجلس النيابي سيشكل خطابا حادا في المجلس النيابي ورمزاً لنهج سني يجذب الشارع السني. واللواء اشرف ريفي يملك معلومات كثيرة، والمواجهة ستحصل بين اللواء اشرف ريفي واللواء جميل السيد، ذلك ان حزب الله لن يقوم نوابه بالرد على اللواء اشرف ريفي، بل ستكون الردود والمواقف ما بين اللواء ريفي واللواء السيد.

اما بالنسبة الى الرئيس نجيب ميقاتي فخطابه عميق معتدل سياسي متوازن فاهم للعبة اللبنانية ويريد الحفاظ على تركيبة تكوين الكيان اللبناني والعيش بين الطوائف ووحدة البلد مع التركيز على الناحية الاقتصادية، بالاضافة الى ناحية الحفاظ على حقوق السنّة من خلال تطبيق دستور الطائف، ولكن في شكل معتدل وليس متطرفاً، لكن لا يتخلى عن التشدد في الحفاظ على حقوق المركز الثالث وهو للطائفة السنيّة، وهو رئيس السلطة الاجرائية ورئيس مجلس الوزراء، اي رئيس الحكومة من الطائفة السنيّة.

ولا يبدو في الافق نواب لامعون في الخطابة وفي التوجه الى الرأي العام لاقناعهم بأفكار احزابهم. واذا انتقلنا الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو اهم حزب عقائدي في تاريخ لبنان، فان النائب اسعد حردان ليس خطيبا، وبالتالي فالحزب السوري القومي الاجتماعي غائب عن الندوة النيابية والمجلس النيابي في التوجه الى الرأي العام من منبر مجلس النواب.

وطبعا، نحن لا نجمع بين النائب اسعد حردان الذي هو من الطائفة الارثوذكسية، مع الحديث عن الخطباء من الطائفة السنية، لكننا ذكرنا مجمل النواب السنّة واردنا ان نمر بالحديث عن حزب عقائدي هو الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ليس له خطيب يمثل اهم واكبر عقيدة مرّت منذ 100 سنة وغيّرت نظرية علم الاجتماع ونشوء الامم وتوضيح صورة العالم العربي والفهم العميق للديانة المسيحية والاسلامية والفهم العميق للصهيونية وكيفية التصدّي لها.

 

الطائفة الدرزية

 

 

اما اذا انتقلنا الى الطائفة الدرزية، فالوزير وليد جنبلاط هو من اذكى السياسيين في لبنان، ومن اكثرهم ثقافة وتعمّقاً، بخاصة لكل جديد وتطور يحصل على الساحة الاوروبية والاميركية والروسية والعربية والدولية، اضافة الى محافظته على التوازنات بين المذاهب والطوائف في لبنان مع حرصه على الحفاظ على وجود طائفة الموحدين الدروز. انما الوزير وليد جنبلاط سيكون غائبا عن المجلس النيابي لانه لن يترشح للانتخابات النيابية، وهذه خسارة نيابية لكن ما دام انه اختار نجله تيمور، فربما ونتمنى ان يقوم الاستاذ تيمور وليد جنبلاط بالدور المطلوب منه. ولن يحصل ذلك بسرعة لانه في مطلع شبابه وفي بداية حياته السياسية، وقد تسلم مسؤولية كبرى عبر الحزب التقدمي الاشتراكي وعبر رئاسة الكتلة النيابية للقاء الديموقراطي.

لكن خطب الوزير وليد جنبلاط عندما كان يلقيها في المجلس النيابي كانت قصيرة، بيد انها كانت كلها عميقة ومعبّرة وترسم خطوط السياسة بفن بالغ وبشجاعة احيانا فاقت تحمل المجلس النيابي، لانه كان اول من طرح تموضع الجيش السوري في المجلس النيابي، ويومذاك قام المهندس عاصم قانصوه وعدة نواب باتهامه بالخيانة.

لكن لو سمعت القيادة السورية من الوزير وليد جنبلاط لما صدر القرار 1559 بتنفيذه، مع انه كان قد صدر، لكن لم تكن لتحصل اي مشاكل بعد اجراء التموضع للجيش السوري من جديد في لبنان، لانه كان سيشكل اكبر اشارة ايجابية من دمشق في اتجاه دول اوروبا واميركا وروسيا والتحالف الدولي الذي اجتمع في النورماندي في فرنسا في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وبالنسبة الى النواب في الطائفة الدرزية او الحزب التقدمي الاشتراكي، فان الوزير غازي العريضي كان من الخطباء اللامعين، وخطاباته كانت تحمل اسهماً تصيب، لكن قرر الوزير وليد جنبلاط ترشيح النائب السابق فيصل الصايغ بدلا من الوزير غازي العريضي. ولذلك فان الخطاب العميق في الثقافة ومكانة اللغة العربية وفهم السياسة اللبنانية وفهم التحالفات العربية، وبخاصة فهم فرنسا واوروبا والعلاقات مع اميركا، اضافة الى القاء الخطبة بلهجة ممتازة ستكون عبر الوزير مروان حماده، الذي لمع وسيلمع في المجلس النيابي القادم عبر مواقفه الثابتة وخطاباته. وسيكون خطيبا عن كتلة اللقاء الديموقراطي بالزعامة العليا للوزير وليد جنبلاط والزعامة العملية عبر النائب تيمور وليد جنبلاط ـ ان شاء الله ـ كذلك سيكون الخطيب باسم تيار المستقبل وعقل الرئيس سعد الحريري دون الاعلان عن ذلك، انما مضمون خطابه سيمثل هذين الاتجاهين وهذين الفكرين.

كما ان اعلان الوزير وليد جنبلاط ترشيح الوزير السابق ناجي بستاني العريق في الدستور والقانون والبعيد عن الصفقات والشبهات، فان خطاب النائب ناجي بستاني بعد ترشيحه على اللائحة التي قررها الوزير وليد جنبلاط سيكون خطابا سياسيا هاما لبنانيا شاملا يعبّر عن الوحدة الوطنية، وبخاصة عن وحدة الجبل بين الموارنة والدروز، اضافة الى التعمّق في فهم دستوري، وتكون له مواقف عندما يبحث المجلس النيابي مراسيم دستورية او غيرها.

 

الطائفة المارونية

 

 

اما بالنسبة الى التمثيل الماروني والخطباء، او لنقل التمثيل المسيحي في شكل عام، فان الخطباء عددهم قليل، ذلك ان على لوائح مرشحي حزب القوات اللبنانية لا تظهر اسماء متعمّقة في فن الخطابة وحب القاء الخطب بنبرة تجذب النواب وتجذب الرأي العام وتقنع الرأي العام الذي يشاهد على شاشات التلفزيون بالخطاب السياسي، وهنالك خطاب مميز للسيدة ستريدا جعجع. اما نائب قائد القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، فخطاباته كانت معدودة على اصابع اليد في المجلس النيابي، لكن النائب المحامي جورج عدوان لديه خبرة سياسية عميقة جدا، وهو يقوم بالزام نفسه بحدود حركته بقرار ذاتي، فلديه صداقة واحترام عند الرئيس سعد الحريري، وكذلك عند الرئيس نبيه بري، وكذلك عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الى حد ما قبل بضع سنوات. اما وضع علاقة النائب جورج عدوان حاليا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فليس لدىه معلومات عن هذه العلاقة اذا كانت ممتازة او جيدة او وسط او ضعيفة. لكن لم نشهد زيارات للنائب جورج عدوان الى قصر بعبدا بصورة منتظمة، بل قليلة جدا، انما النائب جورج عدوان هو خطيب جيد، لكنه ليس خطيبا مستمرا بل من وقت الى اخر. ولذلك لن يكون عند القوات اللبنانية نائب خطيب بعمق ثقافي ودستوري وادبي وسياسي ويكون جاهزا حاضرا في جلسات مجلس النواب في صورة مستمرة لالقاء الخطبة السياسية والتوجه نحو نواب الوطن ونحو الرأي العام عبر شاشات التلفزيون ووسائل الاعلام المكتوبة، او حتى وسائل الاتصال الاجتماعي.

وبالنسبة الى حزب الكتائب فان النائب سامي الجميل هو خطيب جيد قوي الخطابة، يمتلك النبرة الخطابية الشجاعة وهو خطيب صالح للمعارضة وليس للموالاة، فان كان موالياً سقط خطابه. اما في المعارضة فهو خطيب من الطراز الاول، انما خطاباته لم تتعمق الى العمق السياسي الدستور وعمق التركيبة السياسية اللبنانية، وما زال في دائرة حزب الكتائب دون الخروج الى البحر الاوسع بدل البقاء في جزيرة، لكنه سيكون نائباً مارونياً خطابياً جيداً غير متعمق دستوريا انما معارض للفساد وله مواقف مبدئية. ولكن بالنسبة الى بقية نواب حزب الكتائب فهم غير خطباء، وليس بينهم خطيب قوي، على ما يظهر.

واذا انتقلنا الى التيار الوطني الحر فان الوزير جبران باسيل هو خطيب جيد اصبح متعمقا في اللعبة السياسية اللبنانية وفاهما للسياسة الدولية والعربية ويمتلك معلومات كثيرة وله تأثير في الدولة من خلال موقعه في دعم رئيس العهد وبتحركه السياسي الشخصي، لكنه لم يضع خطا ثابتا لخطابه السياسي في العمق، بل ركز على المناورات السياسية وعلى اثبات وجود الحجم المسيحي دون اعطاء صورة الى نظرة لبنان المستقبلية كما ينتظر اللبنانيون ان يخاطبهم رئيس حزب التيار الوطني الحر الذي يمثل فكر الرئيس العماد ميشال عون والذي وصل الى الرئاسة بعد جهد جهيد على قاعدة مبدأ التغيير والاصلاح. ولذلك فيجب ان تكون هنالك خطة للتغيير والاصلاح في لبنان، انما الوزير جبران باسيل سيكون خطيبا سياسيا متصادما مع نواب كثر، ناجح في وزارته لكنه استفزازي الخطاب وغير متعمق في الفهم الدستوري، انما يبقى من افضل خطباء حزب التيار الوطني الحر.

اما بالنسبة الى النائب ابراهيم كنعان، فهو خطيب ذو نبرة خطابية جيدة وممتازة يعبّر عن مجموع الرأي العام بكلام مهذب، لكنه حاد احيانا. انما منذ تسلم النائب ابراهيم كنعان رئاسة لجنة المال، اصبح خطابه محصورا بنسبة 70 في المئة في هذا المجال، ولم يعد خطابه السياسي شاملا لا الديموقراطية التوافقية ولا تركيبة التوازن في لبنان ولا التركيبة السياسية الكاملة، ومن خلال اشتراكه مع الوزير ملحم رياشي في صياغة مصالحة حزب القوات وحزب التيار الوطني الحر اصبح خطابه ذا صبغة مسيحية لا يصل الخطاب الى اذان الطوائف الاخرى بسهولة، لكنه من ابرع خطباء المجلس النيابي في شأن الوضع المالي.

وربما النائب ابراهيم كنعان هو وزير الظل في وزارة المالية ورئيس لجنة المال فعليا. وعند الضرورة والحاجة لوضع الموازنات ودراسة العجز وغير ذلك، فالمرجعية في هذا المجال ماليا على مستوى النواب هو النائب ابراهيم كنعان.

اما بالنسبة الى نواب التيار الوطني الحر، فليس عندهم نواب يشكلون موقعا لهم في موقع الخطيب السياسي والثقافي والدستوري في المجلس النيابي، بل تنحصر خطاباتهم في التكلم عن مناطقهم وفي شكل عام، ولا نعرف كيف ستكون سياسة عهد الرئيس العماد ميشال عون بعد الانتخابات النيابية كي نفهم مضمون الخطاب السياسي الذي سيطل به نواب التيار الوطني الحر.

اما الوزير بطرس حرب فهو برلماني خطيب بارع على منبر مجلس النواب له خبرة دستورية عميقة وثقافته القانونية والثقافة العامة وقادر على ادارة خطاب سياسي كامل وشامل ومعرفة في العلاقات بين الطوائف وتركيبة لبنان، انما السؤال : اين سيكون موقع النائب بطرس حرب بعد الانتخابات النيابية، هل يكون نائبا مستقلا في المجلس وعلى الارجح سيكون كذلك، انما في طبيعة الحال سيكون متحالفا مع الوزير سليمان فرنجية اذا تم التحالف بين المردة والنائب بطرس حرب في البترون، لكن لن يكون عضواً في كتلة تيار المردة، بل سيبقى مستقلا وعلى الارجح انه سيكون الاقرب الى الرئيس نبيه بري، وسيكون من بين الذين يملكون كلمة السر من الرئيس نبيه بري كما هو النائب نقولا فتوش احد الذين يملكون بعض كلمات السر من رئيس المجلس النيابي الرئيس نبيه بري، كذلك مثلما الوزير السابق عبد الرحيم مراد اذا وصل نائبا عن المقعد السنّي وهو احد الذين يلتقطون اشارات كلمات السر من الرئيس نبيه بري.

اما بالنسبة الى نواب قضاء زغرتا – بشري – الكورة – البترون، فلا يبدو ان خطباء مهمين سيطلون من هذه المناطق، الا اذا استطاع الحزب السوري القومي الاجتماعي ايصال نائب عقائدي عميق يعرف عقيدة انطون سعاده ولديه القدرة على الخطابة، وعندئذ يكون من اهم خطباء المجلس النيابي. لكن يبدو ان الحزب القومي لم يختر مرشحا حتى الان في الكورة، لذلك لا يمكن القول في المجال المسيحي في شأن مقاعد زغرتا – الكورة – بشري والبترون، لانه حتى الان لا يبدو بينهم انه سيولد نائب خطيب يأتي الى المجلس النيابي ولديه القدرة الانتخابية القوية.

 

خط فتوش السياسي ليس واضحا

 

 

وهنالك الوزير والنائب نقولا فتوش العميق في الفهم الدستوري والعميق في علاقته مع الرئيس نبيه بري وفي تحضير مرسوم التمديد الى المجلس النيابي كل مرة لدى تلقيه الاشارة من الرئيس بري، اضافة الى صياغة مشاريع القوانين الدستورية عند تلقيه الاشارة ايضا من الرئيس نبيه بري. لكنه خطيب بارع ومتكلم، انما الخط السياسي عنده ليس واضحا، فهو يمثل زحلة جارة دمشق، وعلى علاقة ممتازة عبر شقيقه مع القيادة السورية، لكنه لا يعلن اي موقف واضح في شأن العلاقة مع سوريا. وفي الوقت نفسه فهو محام يكرّس وقته للدروس القضائية وغيرها، وفي الوقت عينه رجل اعمال عبر «الشراكة» مع شقيقه وغيرهم في المجال التجاري والمالي وقضية كسارات ضهر البيدر اصابته، فلم يعد النائب فوق الشبهات بعدما كان دخل الى المجلس النيابي نائبا فوق اي شبهة، انما ما بين كسارات ضهر البيدر وارض زينة صنين وعقد وقّعه عندما كان وزيرا للسياحة، غطس الوزير نقولا فتوش في مجال الاعمال والمال، فبقيَ مرجعا دستوريا هاما وبقيَ ضليعا جدا في القانون وخطيبا في السياسة، لكن على مستوى الفهم السياسي للمنطقة كلها وللسياسة الدولية فالبوصلة عنده هي العلاقة مع القيادة السورية.

كذلك هنالك الوزير والنائب السابق جان عبيد احد اهم الخبراء في السياسة اللبنانية الذين عاصروا عهد الشهابية وحتى الان، وعلموا خفايا السياسة اللبنانية كلها، كما فهم السياسة الدولية عندما تولى وزارة الخارجية وأقام افضل العلاقات مع دول العالم ومع وزراء خارجية دول عربية، وكاد ان يصل الى رئاسة الجمهورية لولا تغيير القرار السوري في اللحظة الاخيرة واتخاذ قرار بالتمديد الى الرئيس اميل لحود. ومع انه حليف لسوريا دون مصلحة ودون غايات وبصدق كبير، ومع ذلك ادت التقارير المرسلة من بيروت الى دمشق على مدى 15 سنة الى ذبحه ذبحا في دمشق، ومع ذلك تم اختياره رئيسا للجمهورية وعدم التمديد الى الرئيس اميل لحود، انما حصل شيء ما وادى الى تغيير القرار والتمديد الى الرئيس اميل لحود بدل انتخاب جان عبيد.

اما النائب جان عبيد فهو خطيب متمكن في اللغة العربية من الطراز الاول واقرب شخص الى الرئيس نبيه بري، وسيكون اليد اليمنى في المجلس النيابي لرئيس المجلس الاستاذ نبيه بري، والاقرب اليه سياسيا. كذلك في الوقت ذاته صديق شخصي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسيؤدي دورا هاما في تحسين العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري لانه صديق للرئيسين وبصدق.

 

نصرالله القائد التاريخي

 

 

مع العلم هنا، اننا عندما نستذكر المقدمات الاخبارية لدى نشوب الازمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري حول مرسوم الاقدمية نتذكر المقدمات الاخبارية في تلفزيون الـ ان. بي. ان التابع الى الرئيس نبيه بري وتلفزيون الـ او. تي. في. التابع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والتي كادت هذه المقدمات الاخبارية توصل البلاد الى حرب اهلية فعلية، لولا ان لبنان هو تحت الغطاء الدولي ولولا ان العقل الكبير والاستراتيجي تدخل مباشرة، ونعني سماحة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله واوقف تدهورا خطرا للامور كان يسير الى فتنة مذهبية شيعية ـ مسيحية، انما العقل الكبير الاستراتيجي والقائد التاريخي الخطابي من الطراز الاول الاستراتيجي من الطراز الاول الشجاع، من الطراز الاول صاحب الثقافة في العمق، والمطلع على عمق ومدى خطورة المخطط الصهيوني عبر اغتصاب فلسطين وفي العالم كله، والمطلع على اسرار الانظمة العربية والسياسة الدولية والذي يقود اقوى حزب عسكري واكبر قوة مؤمنة دينيا واكبر قوة قادرة على القتال وطنيا هو سماحة السيد حسن نصرالله الذي يقود المقاومة وحزب الله.

والسيد حسن نصرالله عبر تدخله انهى الامور خلال 48 ساعة. مع ان من شاهد القداس في كنيسة مار جاورجيوس في ذكرى عيد مار مارون شاهد تماما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري الذي حضر القداس كان كل واحد ينظر باتجاه عكس الاتجاه الذي ينظر اليه الاخر، لكن نحن لا نعكر العلاقة، فالمصالحة حصلت والاتصال الهاتفي من رئيس الجمهورية بالرئيس نبيه بري حصل، ثم زيارة الرئيس بري الى القصر الجمهوري حصلت، وتم الاتفاق على انهاء قضية مراسيم الاقدمية والترقيات، من خلال تطبيق دقيق للدستور وحفظ المؤسسات الدستورية واصول صدور المراسيم القانونية والدستورية.

 

خلاف الحسيني ـ الهراوي

 

 

وهنالك احتمالان قد يظهران، وهو احتمال ترشح رئيس المجلس النيابي السابق الرئيس حسين الحسيني. كذلك اصبح في شكل كبير احتمال وصول الوزير البير منصور الى المجلس النيابي. واذا ترشح الرئيس حسين الحسيني ووصل الى الندوة النيابية، فانه خطيب هادىء مثقف صاحب لغة عربية راقية، عميق في الفهم الدستوري حتى اخر تفاصيل دستور الطائف وملفاته الخاصة وخلفيات اصدار قانون الطائف وكيفية كتابته ثم نشره. وكاد يصبح رئيس المجلس النيابي لو لم يستشهد حليفه الرئيس الراحل رينيه معوض، لكن الكره والخلاف بين عقل الرئيس الراحل الياس الهراوي والرئيس حسين الحسيني كان كبيرا في شكل لا يطاق، بخاصة ان الرئيس حسين الحسيني كان يعتبر ان زعامة زحلة هي الى عائلة سكاف، وكانت هذه عقدة نقص عند الرئيس الراحل الياس الهراوي، ولذلك وضع كل ثقله ضد الرئيس حسين الحسيني. وحليف الرئيس حسين الحسيني هو الوزير البير منصور. والوزير البير منصور خطيب مثقف قانوني يعرف في التركيبة اللبنانية وبالعلاقات الدولية وله علاقات خاصة سرية لا يعرفها الا بضعة اشخاص، الا ان الوزير البير منصور كان وزيرا للدفاع، وكان الداعم الاول للرئيس اميل لحود، وهو من عمل على وصول العماد اميل لحود الى رئاسة الجمهورية. ومع انه من غير اللازم ان ينكر العماد اميل لحود ان الوزير البير منصور دعمه في قيادة الجيش ودعم وصوله الى رئاسة الجمهورية فهذا الدور مشهود للوزير البير منصور في ايصال الرئيس اميل لحود الى رئاسة الجمهورية، وربما حتى الى قيادة الجيش، وهذا على الارجح. لكن اذا دخل الوزير البير منصور سيكون نائبا لامعاً ودستوريا وقوي الخطاب والحجة، لكن عليه ادارة علاقته مع رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري. ولم نعد نعرف وضع الوزير البير منصور في علاقته التي كانت قوية جدا مع الرئيس حسين الحسيني وكيف هي الان. ولذلك لا نعرف التبادل التي سيقيمه في علاقته بين الرئيس حسين الحسيني وعلاقته بين الرئيس بري. وهذا امر هام جدا في دوره في المنبر النيابي لكن الوزير البير منصور سيكون حتما احد المع الخطباء الذين سيشكلون مجموعة من حوالى 12 نائبا خطيبا متكلما في المجلس النيابي القادم.

اما بالنسبة الى الوزير زياد بارود فهو مرشح للنيابة عن كسروان – جبيل واستاذ في القانون وفي الدستور. وكان وزير داخلية لامعاً ويمثل خطاً في المجتمع المدني، وله مؤيدون في هذا المجال، وأدى دورا هاما عندما كان وزيرا للداخلية في افضل حسن علاقات مع الحاج وفيق صفا، وهو مسؤول قيادي في شأن الامن والاتصال بين حزب الله وبقية الاحزاب والاطراف السياسية.

 

ر وكز سيعرف كيف يبني علاقة ممتازة مع بري

 

 

كما ان المجلس النيابي سيشهد دخول على الارجح العميد المغوار المتقاعد شامل روكز. والعميد شامل روكز يتمتع بسجل عسكري في شجاعة القيام بالعمليات الباهرة في ساحات القتال اينما حصلت. كما انه يمتلك ميزة حسن الصمت والاستماع اكثر، ولديه ثقافة عبر قراءة الكتب باستمرار. كذلك هو متواضع جدا وبالنسبة الى الخطابة ليس خطيبا قويا، انما سيؤدي دور نائب ماروني منفتح على الجميع وعلى كل الاطراف وعلى كل الطوائف. ومن خلال تصرفه في الجيش الذي نال عليه كل احترام، سيكون تصرفه في المجلس النيابي الذي سيؤمّن له كل احترام ومقام جيد في مقاعد مجلس النواب القادم، بخاصة انه لن يكون عضواً في كتلة نواب التيار الوطني الحر، انما سيكون في تكتل التغيير والاصلاح. ولا نعرف هنا اذا كان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل هو الذي سيكون رئيس تكتل التغيير والاصلاح ام يكون غيره. لكن اسلوب العميد المغوار المتقاعد شامل روكز يختلف من ناحية التصرف كليا بعكس ناحية تصرف الوزير جبران باسيل. وعلى الارجح قد يؤدي دور رئيس لجنة الدفاع في المجلس النيابي نظرا الى خبرته العسكرية الطويلة في الجيش وقيامه بإدارة عمليات عسكرية باهرة وخبرة في كيفية تكوين الافواج والالوية وتكوين الجيش اللبناني وحاجاته الى نوعية السلاح اللازمة للجيش اللبناني. وهنا سيلمع العميد المغوار المتقاعد شامل روكز كنائب عن دائرة كسروان ـ جبيل، وفي الوقت نفسه كرئيس للجنة الدفاع النيابية اذا تم انتخابه رئيسا لها.

وعلى كل حال، سيعرف العميد شامل روكز اذا تم انتخابه نائبا ان يبني علاقة ممتازة مع الرئيس نبيه بري. وعلى الارجح ان الرئيس نبيه بري سيقوم باستيعاب وتقريب العميد المغوار المتقاعد شامل روكز اليه اذا تم انتخاب العميد روكز نائبا عن دائرة كسروان ـ جبيل.