!ماذا عن محاولات تفشيل الجولات الخارجية لرئـيـس الحكومة؟
تعلن حكومة حسان دياب رسميا يوم غد عدم سداد الديون المستحقة في التاسع من الشهر الحالي، هذا الإعلان الذي لا يعرف ما ستكون تداعياته في الداخل والخارج بعد، وإن كان توجه الشارع والكتل النيابية هو الوقوف وراء قرار الحكومة بعدم دفع مستحقات اليوروبوند.
هذه المحطة ليست الأولى ولا الأخيرة من المحطات الصعبة التي سيكون على حكومة مواجهة التحديات معرفة كيفية التعاطي معها، لكنها بدون شك محطة مصيرية، فإما تنزلق البلاد نحو الهاوية أكثر وتسقط الحكومة التي لم يمر على منحها الثقة فترة شهر بعد، او يمر «القطوع» إذا لم تحرك الجهات الدولية القضاء لملاحقة تخلف لبنان عن الدفع.
لا يختلف اثنان ان حكومة حسان دياب تمر بأزمات صعبة يصعب التنبؤ بالمسار الذي ستنتهي اليه الأمور، وهذا ما دفع رئيس الحكومة الى استباق ما سيحصل بإعلانه ان الحمل ثقيل على الحكومة كما في حديثه عن «أوركسترا» سياسية تحاصر الحكومة، فالحكومة لا تمر بأفضل أيامها لأنها، من جهة على تماس مع الشارع الذي ينتقل من تحرك الى آخر، ومع السلطة السياسية التي تترصد خطواتها وحيث تتقاطع المعلومات عن محاولة جهات داخلية التشويش على جولة يعتزم رئيس الحكومة القيام بها الى فرنسا وبعض دول الخليج ومع حصول تسريبات عن عدم رغبة الدول استقباله او فرض شروط مسبقة تسبق جولته.
كثيرة هي المحطات التي تجاوزت فيها الحكومة مطبات، إذ عبرت استحقاق الموازنة وقضية تأمين النصاب الشهيرة لها من قبل تكتل المستقبل كما البيان الوزاري الذي تعرض لعملية رشق وهجوم عليه، اضافة الى عملية الاستهداف السياسي لها ومحاولة تحميلها عبء المرحلة التي ورثتها من انهيارات وافلاس مؤسسات الدولة والقطاعات إضافة الى التلاعب بالدولار.
وفق مصادر سياسية هناك تساؤلات وعلامات استفهام تطرح حول قدرة الحكومة على الصمود في مواجهة التحديات، عداقدرتها على الوقوف في وجه حملات استهدافها من القوى السياسية، فتيار المستقبل والقوات والحزب التقدمي الاشتراكي شكلوا النواة الصلبة في الحكومات الماضية الى ان حصلت الثورة وما استتبعها من متغيرات قلبت الاوضاع رأساً على عقب، ودفعت نتائج الثورة في اتجاه خروج سعد الحريري من رئاسة الحكومة فيما اختارت القوات ان تخرج باستقالات وزرائها مسبقا واثقل تأثير الثورة ايضا الى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي اصابه ما حصل مع القوات والتيار الأزرق.
حجز رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي موقعا الى جانب حليفه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في المعارضة ولأن الاثنين بعيدان عن القوات اللبنانية، فان رئيس حزب القوات سمير جعجع يتخذ معارضة خاصة به بدون التنسيق مع الاشتراكي والمستقبل، في حين ان وليد جنبلاط حير المتابعين، فهو مع الحكومة وضدها في وقت واحد، يعطيها الفرصة كأفضلية عن الفراغ، لكن لديه حسابات اخرى مختلفة وأولوية المعارضة الجنبلاطية اليوم للتيارالوطني الحر والعهد، اما معارضة الحكومة فجاهزة إذا تخلفت عن تقديم مشاريع إصلاحية.
لن يكون عبور الحكومة سهلا من الأزمة الاقتصادية والمالية، فالقوى السياسية لن تترك حكومة دياب بسلام، وستبقى بالمرصاد لكل خطواتها، فـ«المستقبل» يتجه نحو المعارضة القوية، اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فان معارضته ستكون «على القطعة»، اما جعجع سيؤيد اعطاء الحكومة المزيد من مرحلة السماح.
أخصام حكومة حسان دياب ومن ينتظرونه «على الكوع «لا يحصون، وينتظرون سقوطها تحت عبء الضغوط والملفات الاقتصادية والمالية، ولكل فريق أهداف خاصة، فالحريري مهما تعددت الروايات منزعج من خروجه من الحكم، فيما جعجع يتطلع الى مرحلة ما بعد الحكومة التي ستضعه وجها لوجه مع التيار الوطني الحر، بينما جنبلاط لا هم له الا المعركة مع العهد والتيار.