أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هو قولاً وفعلاً كما وصفه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون «قائد العمل الانساني»، فهو يستحق هذا اللقب عن حق وحقيق، لأنّ تاريخه يشهد له.
ودولة الكويت ليست مستجدّة في تقديم المساعدات الى الدول وبالذات الدول العربية، ولها في هذا المضمار أيادٍ بيضاء يعرفها الجميع، فمنذ 1961، يوم نالت دولة الكويت استقلالها، بادرت الى إنشاء «الصندوق الكويتي» لمساعدة الدول المحتاجة… ولقد نال لبنان حصة راجحة من هذا الصندوق بتحقيق مشاريع إنمائية وحياتية مهمة جداً، علماً أنّ الفائدة المستوفاة على قروض وتقديمات هذا الصندوق هي من الحد الأدنى الذي لا يتجاوز الواحد في المئة عموماً.
إنطلاقاً من هذا العمل الإنساني النبيل الذي تدأب عليه دولة الكويت يجدر التنويه بأنّ أحداً لا يقدم على هكذا تقديمات وعطاءات إلاّ إذا كان مشبعاً بالروح الإنسانية وعمل الخير.
والمؤتمر الثالث للدول المانحة للشعب السوري الذي عُقد أمس في الكويت ما كان له أن يُعقد لولا إصرار سمو الحاكم على ضرورة متابعة ما حققه للشعب السوري المظلوم في المؤتمرين الأول والثاني، وهو سعي مشكور…
ومَن يعرف بحقيقة المؤتمرات المانحة يعرف بالضرورة كم أنّ التوصّل الى عقد واحد منها يقتضي بذل جهود حثيثة في المتابعة والتحضير وإقناع الدول الأخرى المانحة… ومَا يستلزم ذلك من حراك متواصل على امتداد أشهر غير قليلة.
وهذا ما قامت به الكويت بتوجيهات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حتى تحقق المؤتمر الذي نجح في جلب أقل من أربعة مليارات دولار بقليل… وهو رقم وازن سيسهم من دون أدنى شك في تخفيف معاناة الشعب السوري.
ومن دون أن أتقصّد، هنا، أي انتقاد أشير الى أنّه لفتني إسهام الدولتين المسيطرتين على أسواق الأسلحة في العالم، بهذا المؤتمر، عنيت بهما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا اللتين يصح فيهما شطر بيت الشعر الشهير «ليتك لم تزني ولم تتصدّقي».
إنّ كلاً منهما ترسل السلاح للقتل في مختلف أنحاء العالم، وبالذات في منطقتنا العربية، ثم تتقدّمان بالمساعدات المالية… ولو نظرنا الى النيران المشتعلة في العراق وسوريا واليمن لتبيّـن لنا أنّها تندلع من فوهات الاسلحة الآتية من موسكو ومن واشنطن!
في أي حال، لولا أنّ بشار الأسد لم يدفع شعبه الى التهجير والنزوح، لما قامت الحاجة الى دول مانحة ومانحين.
ألَم يكن أفضل لو تُنفق هذه المليارات في سوريا على المدارس والجامعات والمستشفيات، والعلوم والصناعة والزراعة والتكنولوجيا الخ؟..
ولكن من أسف كبير أنّ هذه الحرب السورية سببها غباء وتعنّت بشار الأسد الذي أدّى تمسّكه بالكرسي ليس فقط الى مأساة الشعب بل أيضاً الى تدمير سوريا وإنهاء دورها.
ولما كان الشيء بالشيء يذكر فإنّ ما يجري في اليمن سببه علي عبدالله صالح الذي بعد خلعه من الحكم راح يكيد للشعب وللبلد وتعاون مع الميليشيات الحوثية… فأوصل هذا البلد العربي الى ما يعانيه اليوم من حروب وويلات.